الهند ترفض شركات أميركية لعقد دفاعي مغر قيمته 11 مليار دولار

اختارت عرضين أوروبيين يتنافسان لتزويدها بـ126 مقاتلة

TT

في خطوة مفاجئة قد تضر بعلاقاتها القوية مع الولايات المتحدة، رفضت الهند شركات أميركية من عقد ضخم قيمته 11 مليار دولار لشراء طائرات مقاتلة. وجاء هذا الرفض على الرغم من محاولات التأثير من الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته للهند قبل خمسة أشهر، كما تزامن مع استقالة غير متوقعة للسفير الأميركي لدى الهند تيموثي رومر الذي تحدث في بيان صدر أمس عن «اعتبارات شخصية ومهنية وأسرية».

ورفضت السفارة الأميركية في الهند التعليق حول ما إذا كانت استقالة رومر مرتبطة بقرار رفض الشركات الأميركية، وأحالت متحدثة باسم السفارة الأسئلة إلى بيان منشور على موقعها على الإنترنت.

واحتدمت منافسة قوية بين الشركات العالمية لتزويد الهند بـ126 طائرة مقاتلة، إلا أن نيودلهي أبقت في النهاية فقط على عرضين لطائرتي رافال من مجموعة «داسو» للطيران الفرنسية و«يوروفايتر» من مجموعات «آي إيه دي إس» و«بي إيه آي سيستيمز» الأوروبية و«فينميكانيكا»، لعقدها العملاق بقيمة 11 مليار دولار.

وكان قد أعلن عن ترشح شركات «ميغ» الروسية و«بوينغ» و«لوكهيد مارتن» الأميركيتين و«ساب» السويدية للمنافسة في المناقصة التي طرحتها الهند في 2007. وأعلنت الشركة السويدية، أول من أمس، أنه تم استبعاد مقاتلاتها من المنافسة. وقالت «ساب» في بيان إن المجموعة تلقت معلومات من وزارة الدفاع الهندية تشير إلى عدم وضعها في القائمة النهائية. وبالفعل، أكدت مصادر في وزارة الدفاع الهندية لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم إبلاغ الشركات المتنافسة بالقرار النهائي. كما نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في وزارة الدفاع الهندية توضيحه أن الطائرة «إف - 16» التي تنتجها «لوكهيد مارتن» والطائرة «إف إيه - 18 سوبر هورنيت» التي تنتجها «بوينغ» لم تنطبق عليهما المواصفات الفنية التي أعلنت عنها القوات الجوية الهندية.

وعلى الرغم من أن بعض المسؤولين الأميركيين سارعوا للتأكيد أن العلاقات الهندية - الأميركية أكبر من مجرد صفقة دفاعية محددة، فإن بعضهم لم يستبعد حدوث مثل هذا التأثير. وقال كانوال سيبال، وهو وكيل سابق في وزارة الخارجية الهندية: «الأميركيون لن يكونوا مسرورين على الإطلاق وسيقول مؤيدو العقد إن الهند لم تأخذ في اعتبارها بشكل كاف العلاقة السياسية مع الولايات المتحدة». وأضاف: «هذه انتكاسة سياسية للعلاقات».

وتحسنت العلاقات بين البلدين بعد نهاية الحرب الباردة، وهو الوقت الذي كان يعتبر أن الهند تقترب فيه أكثر للاتحاد السوفياتي. ووقع البلدان على اتفاق تاريخي للتعاون النووي في المجال المدني عام 2007، ووعد أوباما في العام الماضي بمساندة سعي الهند إلى الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خلال زيارة كان يرافقه خلالها 200 من كبار رجال الأعمال.

لكن ما زالت هناك مشاعر ريبة. وتسعى الهند جاهدة لتوسيع قاعدة علاقاتها الدبلوماسية؛ إذ تتعاون مع الصين وروسيا وغيرهما من القوى الناشئة لتجنب اعتبارها جزءا من المعسكر الأميركي. كما أن الهند غير مستعدة للالتزام بقدر أكبر من الروابط الدفاعية، بما في ذلك التدريبات العسكرية والدوريات المشتركة.