الصين: ارتفاع عدد السكان إلى 1.339 مليار نصفهم يقطنون المدن

البلد يشيخ بسرعة.. وسياسة الطفل الواحد حدت من 400 مليون ولادة إضافية خلال عقد

TT

أعلنت الصين، أكبر بلدان العالم من حيث عدد السكان، أمس، أن عدد سكانها بات منذ نهاية العام الماضي 1.339 مليار نسمة، أي بزيادة 73.9 مليون نسمة عن العقد المنصرم، بحسب آخر تعداد سكاني. ويوازي الارتفاع المسجل بين عامي 2000 و2010 عدد سكان تركيا، ويزيد عن عدد سكان فرنسا أو بريطانيا.

وأفاد المكتب الوطني للإحصاءات، الذي نشر نتائج التعداد السكاني خلال مؤتمر صحافي في بكين، أمس، بأن عدد سكان الصين كان عام 2000 يبلغ 1.265 مليار نسمة. أما عام 1953 خلال التعداد السكاني الأول، فقد كانت البلاد تضم 594 مليون نسمة.

وتطبق الصين بصرامة منذ ثمانينات القرن الماضي سياسة تحديد للنسل في البلاد، تقضي بالسماح للعائلات الصينية بإنجاب ولد وحيد تحت طائلة دفع غرامات كبيرة، باستثناء بعض المجموعات والأقليات الإثنية، وتؤكد أن هذا التدبير سمح لها بتفادي نحو 400 مليون ولادة إضافية.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن مدير المكتب الوطني للإحصاءات قوله إن الأرقام تظهر أنه «تمت السيطرة على زخم النمو السريع للسكان بشكل فعال بفضل سياسة تنظيم الأسرة». وأوضح أن تراجع معدل الزيادة السكانية يخفف الضغط على الموارد والبيئة، ويمثل أساسا جيدا لمزيد من النمو الاقتصادي. وقال إنه مع ذلك يتعين إيلاء اهتمام وثيق للتغيرات في بنية السكان، موضحا أن الأسباب الرئيسية في ذلك هي الشيخوخة السكانية وارتفاع نسبة المهاجرين داخليا وتباين عدد المواليد الذكور والإناث.

وحذر المكتب الوطني للإحصاءات من مخاطر تزايد المسنين في البلاد، إذ أظهرت الأرقام أن عدد السكان الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما زادت بنسبة 13.3%، أي بنحو 3% مقارنة بالإحصاء الذي تم عام 2000. وأظهرت الإحصاءات أنه في المجتمع الذي يفضل الذكور على الإناث ويعاني قيودا للاكتفاء بمولود واحد لكل أسرة، يولد 118 ذكرا مقابل كل 100 أنثى. ويمثل الذكور بمختلف أعمارهم في الصين 51.27% من إجمالي السكان، أما الإناث فيمثلن 48.73% من السكان.

كما أظهرت نتائج الإحصاء أن السكان في الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، يتحولون بشكل سريع إلى العيش في المدن مع إقامة نحو 49.7% في المائة منهم هناك. وفي عام 2000 كان 36.09% من الصينيين يعيشون في المدن رغم أن التعداد السكاني الذي أجري في ذلك العام استخدم طريقة إحصاء مختلفة.

وشارك ستة ملايين شخص في إجراء الإحصاء على مدار أربعة أيام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، زاروا خلالها 400 مليون أسرة. وتجري السلطات الإحصاء كل عشرة أعوام.