المغرب: تفجير مراكش نجم عن عبوة.. وفرضية «القاعدة» غير مستبعدة

حصيلة الضحايا: 15 قتيلا بينهم 12 أجنبيا > الناصري: الإصلاحات لن تتأثر بالاعتداء

محققون يفحصون أمس مقهى أركانة الذي استهدف في التفجير(أ.ب)
TT

أعلن وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي، أمس في الرباط، أن الاعتداء الذي وقع في مراكش، أول من أمس، نجم عن عبوة ناسفة تم تفجيرها عن بعد. وجاء هذا فيما أعلنت السلطات أن «كل الفرضيات واردة بما فيها تنظيم القاعدة» في تحقيقاتها حول التفجير الذي استهدف مقهى مزدحما وسط مراكش، وأسفر عن سقوط 15 قتيلا.

وقال الشرقاوي إن «التحقيقات الأولية أظهرت (أن العبوة تتضمن) مادة متفجرة مؤلفة من نيترات الأمونيوم إضافة إلى مادة (تي إيه تي بي) ومسامير، وقد تم تفجير العبوة عن بعد». وكان شرقاوي يتحدث أمام نواب مغاربة خلال اجتماع للجنة برلمانية في الرباط. وأضاف أن «من اعتادوا على اللجوء إلى هذا الأسلوب معروفون، مما يجعلنا نعتقد أن الأخطار لا تزال ماثلة، وعلينا أن نبقى يقظين وحذرين». وأكد عزم المغرب على «مواصلة محاربة الإرهاب والتصدي له بكل الوسائل القانونية بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة».

وفيما أكد وزير الداخلية أن الحصيلة الحالية للاعتداء هي «15 قتيلا بينهم 12 أجنبيا و26 جريحا»، أوضح بيان للوزارة أنه تم تحديد هوية سبعة قتلى، وهم مغربيان، وفرنسيان، وكنديان، وهولندي واحد. وكانت السلطات تحدثت عن وجود 6 فرنسيين ضمن القتلى. ونقلت مواقع إلكترونية عن وسائل إعلام إسرائيلية أن مواطنة إسرائيلية تدعى وايزمان زيكري (30 سنة)، وزوجها مسعود زيكري، يهودي مغربي، كانا من بين قتلى التفجير. وحسب المصادر ذاتها فإن الزوجين زيكري يعيشان في الصين وحضرا إلى المغرب لزيارة والد الزوج بمناسبة عيد الفصح اليهودي. وبلغ عدد الجرحى 23 إصاباتهم متفاوتة الخطورة، يخضعون حاليا للعلاج بكل من المستشفى الجامعي ابن طفيل والمستشفى العسكري بالإضافة إلى مصحتين خاصتين بمراكش. وفي باريس، قال وزير الداخلية كلود غيان: «وفق المعلومات التي لدينا الآن، هناك على الأرجح، وأقول ذلك بتحفظ، ستة فرنسيين بين القتلى وسبعة بين الجرحى». وأرسلت فرنسا ثمانية شرطيين من قسم مكافحة الإرهاب والشرطة العلمية للمساعدة في التعرف على الضحايا. كما عرضت الشرطة الدولية (الإنتربول) المساعدة في التعرف على الضحايا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس، عن وزير الاتصال المغربي خالد الناصري، قوله إن كل الفرضيات واردة بشأن الجهة المسؤولة عن الاعتداء، بما فيها تنظيم القاعدة. وأضاف الناصري وهو أيضا الناطق باسم الحكومة أن «التحقيق متواصل لتحديد المسؤوليات لكن في الوقت الراهن لا أوجه أصابع الاتهام لأي جهة».

وقال الناصري في تصريح ثان، إن مشروع الإصلاح الذي يعرفه المغرب بقيادة الملك محمد السادس مشروع استراتيجي ولن يتأثر بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف مدينة مراكش. وأضاف الناصري في تصريح أوردته وكالة الأنباء المغربية، أن المغرب سيكون مطالبا اليوم بأن يزاوج، في التصدي لهذه المرحلة، بين زاويتين متكاملتين، تهم الأولى ضمان أمن المواطنين وسلامتهم، وتتعلق الثانية برفع تحدي الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، مشيرا إلى أنه ليس هناك أدنى تناقض بين مستلزمات حماية المواطنين من الناحية الأمنية والاقتصادية والسياسية، وبين البناء الديمقراطي. بدوره، قال محمد ضريف، الباحث المغربي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» ردا على سؤال إن كان يرجح وقوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وراء التفجير، إن أصابع الاتهام تشير إلى كثير من الجهات المرجح أن تكون مستفيدة مما وقع في مراكش. وأضاف: «إذا طرحنا فرضية وقوف (القاعدة) وراء هذا العمل الإرهابي، فهناك تفسيران، الأول هو أن التفجير لا يستهدف المصالح المغربية بل المصالح الفرنسية. أما التفسير الثاني وهو أن «القاعدة» فشلت في استهداف المغرب من قبل، بيد أنها قد تكون تمكنت أخيرا من استقطاب بعض العناصر الذين نجحوا في القيام بهذا العمل الإرهابي. وأضاف أن هذا التفسير يعززه شريط الفيديو الذي ظهر فيه مغاربة ينتمون إلى هذا التنظيم، يتوعدون قبل أيام، بالانتقام لسجناء السلفية الجهادية المعتقلين إذا لم يتم إطلاق سراحهم.

وأشار ضريف إلى وجود فرضيات أخرى تتهم جهات لا علاقة لها بتنظيم القاعدة، وهي جهات تسعى برأيه إلى خلط الأوراق لأنها لا ترغب في أن يحقق المغرب انتقاله الديمقراطي بشكل سلمي.

وأورد ضريف فرضية ثالثة ربطها بنزاع الصحراء، حيث لم يستبعد وقوف جهات وصفها بـ«الانفصالية» تهدف لعرقلة تطبيق الحكم الذاتي كحل للنزاع. يشار إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كان بث شريط فيديو على موقع «يوتيوب» قبل ثلاثة أيام من تفجير مراكش. وتضمن الفيديو صورة لخمسة مسلحين أحدهم مقنع. وقال أحد المسلحين، عرف نفسه باسم أبو عبد الرحمن المغربي: «أوجه خطابي للأمة المسلمة عامة وإلى أبناء المغرب خاصة، ولا يزال العدو الصهيو - صليبي والرافضي يشن حربا شرسة ومتوحشة وبربرية على أبناء الإسلام». وتابع موجها كلامه لـ«الطواغيت وكلاب الاستخبارات والجواسيس» على حد وصفه: «إلى متى ستستمرون في كيدكم وكم ستملأون السجون من الموحدين في المغرب وخصوصا في مدينة سلا؟». وختم بالقول في التسجيل الذي ذكرته صحيفة «أخبار اليوم» المغربية «أقول للإخوة والأحبة، السجناء منهم والمستضعفين، صبرا. فقضيتكم قضيتنا، ومصيبتكم مصيبتنا، وهمكم همنا. النصر صبرك ساعة ويزول عباد الصنم».