عباس ومشعل سيوقعان اتفاق المصالحة في القاهرة.. والسلطة تبدأ حملة لتسويقه أوروبيا

هنية يقلل من أهمية التهديدات الإسرائيلية.. وأبو مازن يخير نتنياهو بين السلام والاستيطان

اسماعيل هنية لدى مغادرته احد المساجد بعد ادائه صلاة الجمعة في غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الأربعاء المقبل، إلى القاهرة لتوقيع اتفاق المصالحة الذي أعلن عنه بشكل مفاجئ الأربعاء.

وقال عزام الأحمد، الذي ترأس وفد فتح في محادثات المصالحة، لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن توقيع الاتفاق سيكون في 4 مايو (أيار) عندما يلتقي عباس ومشعل وجميع الفصائل الفلسطينية في مقر الجامعة العربية في القاهرة».

ودعيت فصائل فلسطينية أخرى للمشاركة في حفل التوقيع في القاهرة، خصوصا الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني وغيرها.

وستكون هذه هي المرة الأولى التي سيجتمع فيها الرئيس الفلسطيني، الذي يتزعم أيضا حركة فتح، بغريمه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الموجود في دمشق منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو (حزيران) 2007.

في الوقت ذاته، بدأت السلطة جهودا دبلوماسية على جبهة الاتحاد الأوروبي لتسويق اتفاق المصالحة مع حماس، في مواجهة الهجمة الدبلوماسية الإسرائيلية التي تركزت على دول الاتحاد وطلبت منها عدم الاعتراف بالحكومة الفلسطينية المقبلة.

وتدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، شخصيا، وقاد جهودا أخرى إضافية لدى دول أوروبية، قائلا لها إن المصالحة الداخلية ستعزز فرص السلام. وأكد عباس، في لقاءات جمعته بالقنصل البريطاني العام السير فنسنت فين، والقنصل الفرنسي العام فريدريك ديزانيو، ونائب الممثل الألماني، المعتمدين لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، أن الجهود الآن ستتركز أكثر وبشكل موحد في العملية السلمية، التي هي من شأن منظمة التحرير وليس الحكومة المقبلة، في محاولة لطمأنتهم بأن الحكومة لا تقرر في الشأن السياسي.

وهذا ما أبلغه أيضا عباس للمفوض الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، في وقت كان يجتمع فيه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات مع بيير جويكس، أحد قادة الحزب الاشتراكي الفرنسي ووزير الداخلية الفرنسي السابق، يرافقه القنصل الفرنسي العام وروبرت سيري، مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة، والسفير الروسي لدى السلطة الفلسطينية ألكسندر رودكوف، كل على حدة.

وقال عريقات: إن المصالحة الفلسطينية تعتبر المدخل الأساسي للسلام والديمقراطية، وإنه من دون المصالحة لا يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية أو انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وإن التوصل إلى حل الدولتين على حدود 1967 يعتمد أيضا على إنجاز المصالحة.

وشدد عريقات، خلال اللقاءات، على رفض منظمة التحرير الفلسطينية التام والمطلق للتدخلات السافرة من قبل الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، معتبرا تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير خارجيته «الدليل» على أن مصلحة الحكومة الإسرائيلية هي في استمرار الانقسام الفلسطيني.

وتساءل عريقات: «قبل أيام كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يخاطب العالم: مع من أصنع السلام، مع قطاع غزة أم مع الضفة؟ متخذا من الانقسام ذريعة لعدم المضي قدما في عملية السلام، والآن بعد أن بدأت عملية المصالحة الفلسطينية، بدأت الحكومة الإسرائيلية تتخذ منها ذريعة لعدم المضي قدما في عملية السلام، والواضح أن الحكومة الإسرائيلية تتخذ من أي تطور ذريعة لعدم صناعة السلام»، مشيرا في الوقت نفسه إلى «رفض القيادة الفلسطينية تدخل إسرائيل أو غيرها في الشأن الداخلي الفلسطيني».

وواصل الفلسطينيون الاحتفاء باتفاق المصالحة، وغابت لأول مرة لغة التحريض عن ألسنة مسؤولين فلسطينيين وفي وسائل الإعلام الحزبية التابعة لحماس وفتح.

ويعزي الفلسطينيون الاتفاق إلى التغييرات العربية في المنطقة، وقال نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لفتح، على موقعه على «فيس بوك»: «كان للشباب دور فيما حدث وكان للربيع العربي دور».

وأكد جبريل الرجوب، عضو مركزية فتح، أنه لولا تدخل الحكومة المصرية الحالية ما تمت المصالحة بين حركتي فتح وحماس، مؤكدا أن الحكومة مارست ضغوطا على حماس من أجل الموافقة على الاتفاق.

واعتبر الرجوب أن التطورات الأخيرة التي حدثت في المنطقة أدت إلى إدراك حماس أنه من الضروري التوقيع على اتفاق المصالحة مع فتح.

من جهتها، رحبت حركة الجهاد الإسلامي بإعلان حركتي فتح وحماس إنهاء خلافاتهما والتوقيع المبدئي على ورقة المصالحة بينهما. لكنها قالت إنها لن تشارك في أي حكومة مستقبلية. وأكد محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، ضرورة اتفاق الفصائل الفلسطينية على مرجعية وطنية وفق برنامج سياسي يتفق عليه الجميع، مباركا، في الوقت ذاته، الاتفاق بين حركتي فتح وحماس لإنهاء الانقسام.

على صعيد آخر، طالب رئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، منظمة التحرير الفلسطينية بسحب اعترافها السابق بالاحتلال الإسرائيلي ردا على رفضه الاتفاق الفلسطيني المبدئي نحو المصالحة الشاملة.

وقال هنية، في حديث للصحافيين عقب صلاة الجمعة: «إنه لم يعد هناك مبرر للاعتراف بالكيان الإسرائيلي بعد رفضه الحقوق الفلسطينية، والوحدة الداخلية».

كما قلل رئيس الحكومة المقالة من أهمية التهديدات الإسرائيلية بإفشال المصالحة، وقال: «نحن نتحرك بما يخدم مصالح شعبنا الفلسطيني، ولا تعنينا كثيرا المواقف الإسرائيلية»، مشددا على أن النوايا الصادقة وتوفير الأجواء الإيجابية هي الضمان لنجاح اتفاق المصالحة.

وطالب عباس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاختيار بين السلام والاستيطان، وعدم التذرع بالاتفاق الذي تم بين حركتي فتح وحماس من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، معتبرا أنها إيجابية للتوصل إلى سلام. كان عباس يرد على تصريحات نتنياهو التي خير فيها السلطة بين الاتفاق مع حماس أو السلام مع إسرائيل عقب إعلان الاتفاق بين حماس وفتح، وهو الأمر الذي قوبل برفض شديد في السلطة الفلسطينية.