القاهرة تعلن عزمها فتح معبر رفح بشكل دائم

قلق إسرائيلي.. وباريس والسلطة وحماس يرحبون

TT

أعلنت القاهرة، أمس، عزمها فتح معبر رفح مع غزة بشكل دائم، وهو ما لقي ترحيبا فلسطينيا وقلقا إسرائيليا، بينما رحبت بالخطوة فرنسا.

فبعد يومين على رعايتها اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس تستعد مصر لفتح الحدود مع غزة بشكل دائم لتخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع. وصرح وزير الخارجية المصري، نبيل العربي، لقناة «الجزيرة» الفضائية أن معبر رفح بين قطاع غزة ومصر «سيفتح بشكل كامل» من أجل تخفيف الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.

وقال العربي إن مصر «ستتخذ خطوات مهمة تساعد على تخفيف حصار قطاع غزة خلال الأيام القليلة المقبلة»، مؤكدا أن «مصر لن تقبل ببقاء معبر رفح مغلقا».

وتوقع أن «تتغير الأوضاع في غزة جذريا»، واصفا إغلاق المعبر بأنه «أمر مشين». وأكد العربي الذي أدان في تصريحات أدلى بها بمجرد تعيينه، قبل قرابة شهرين، في ما يخص الحصار المفروض على قطاع غزة أن «مصر لن تتجاهل المعاناة الإنسانية لسكان القطاع».

وقال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبا عدم الكشف عن هويته: «نحن قلقون جدا من الوضع في شمال سيناء، حيث نجحت حماس في إقامة آلة عسكرية خطيرة، على الرغم من الجهود المصرية لمنع ذلك»، دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وأضاف المسؤول نفسه: «لا نشعر بالارتياح من التطورات في مصر والأصوات التي تدعو إلى إلغاء معاهدة السلام من خلال التقارب بين مصر وإيران ورفع مستوى العلاقات بين مصر وحماس». وتابع أن «هذه التطورات يمكن أن تكون لها آثار استراتيجية على أمن إسرائيل القومي». من جهتها رحبت السلطة الفلسطينية وحماس بالقرار. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، لوكالة الصحافة الفرنسية: «نرحب بهذه الخطوة. نحن نضغط منذ فترة طويلة لإنهاء معاناة سكان غزة». وفي غزة أكد مدير هيئة المعابر والحدود في حكومة حماس، حاتم عويضة: «أهمية هذا القرار الذي يأتي في ظل حركة نشطة للمسافرين والمعاناة المستمرة نتيجة تحديد عدد أيام العمل والمسافرين يوميا».

ودعا إلى «ضرورة تفعيل المعبر التجاري الفلسطيني - المصري»، موضحا أن «حجم التبادل التجاري المفروض على قطاع غزة مع الجانب الإسرائيلي يتجاوز المليار وسبعمائة مليون دولار سنويا، والأفضل أن يكون هذا التبادل مع دول عربية وإسلامية بدلا من الاحتلال».

وكان العربي أعلن في تصريحات صحافية الأربعاء أن القاهرة «ربما تتخذ الأسبوع المقبل بعض الخطوات» لتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين في القطاع من دون أن يكشف عن طبيعة هذه الخطوات.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أمس، أن وتيرة المرور في معبر رفح ثابتة في الأيام الأخيرة، وهي 11 ألف دخول إلى مصر، (مرضى وطلاب في مصر ومن حامل الجنسيات الأجنبية) و10 آلاف و925 مغادرة إلى غزة.

وقد حققت مصر ما بعد مبارك، التي تسعى إلى استعادة دور إقليمي تآكل في ظل النظام السابق، أول نجاح دبلوماسي لها برعايتها اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس.

وقال مسؤول مصري رفيع مشارك في وضع السياسات إن السياسة المعادية لحماس والتحالف الوثيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل نبعا من حرص حكومة مبارك على تقديم المصالح الشخصية على المصالح القومية.

واستطرد قائلا: «مبارك كان مشغولا بالشؤون الداخلية مثل ترتيب الخلافة لمجيء ابنه جمال. هذا حدد سمات سياسة حكومته».

وفي أول رد فعل أوروبي رحبت فرنسا، أمس، الجمعة، بإعلان قرب إعادة فتح الحدود بصورة دائمة بين مصر وقطاع غزة، داعية إسرائيل إلى «تغيير أساسي لسياستها» حيال القطاع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، في ندوة صحافية: «نرحب بقرار مصر إعادة فتح الحدود مع غزة بصورة دائمة». وأضاف أن هذا الأمر «ينشئ إطارا جديدا؛ وفي هذا الإطار الجديد نعتبر أن من الواجب الاستمرار في مكافحة تهريب الأسلحة عملا بمندرجات قرار مجلس الأمن 1860». وأوضح المتحدث: «ندعو إسرائيل مع شركائنا الأوروبيين إلى تغيير أساسي لسياستها حيال قطاع غزة يمر بتعزيز تدابير تخفيف (الحصار) المطبقة منذ يونيو (حزيران) 2010، خصوصا عبر تسهيل مرور الأشخاص والسماح بتصدير كل السلع التجارية».