مسيرة في الرمثا باتجاه الحدود السورية ـ الأردنية لنصرة أهالي درعا

أحد سكان درعا يقول إنه شاهد زميلا له على التلفزيون الرسمي يقول عنه إنه سلفي إرهابي

TT

انطلقت، بعد صلاة الجمعة، أمس، مسيرة من أمام المسجد العمري الكبير في الرمثا، وصولا إلى المنطقة الحدودية مع الأراضي السورية، تضامنا مع الشعب السوري، ومطالبة بوقف نزف دمائه وتحقيق مطالبه بالحرية والكرامة. ورفع المشاركون شعارات التأييد للشعب السوري، ومنددة بنزف دماء أبناء محافظة درعا القريبة من الحدود الأردنية، التي تربط أهاليها علاقات القرابة بأهالي الرمثا، وهتفوا بفداء أبناء درعا ومطالبين بـ«فزعة» المحافظات الأخرى لإنقاذها، رافعين الأعلام السورية.

ورددوا هتافات «درعا لينا حقك علينا»، و«واحد واحد الرمثا ودرعا واحد»، كما نددوا بالنظام السوري وأعمال القمع ضد أبناء درعا. وقال أحد السائقين الذين يعملون على خط درعا الرمثا إنه علق في مدينة الرمثا مع زملاء له، عندما أغلقت الحدود قبل خمسة أيام، مشيرا إلى أن السلطات السورية تقوم باستجوابهم واعتقالهم فور عبورهم الحدود السورية.

وأكد أنه شاهد زميلا له على شاشة التلفزيون السوري الرسمي على أنه من الإرهابيين السلفيين، موضحا أن هذا الزميل «نعرفه منذ سنوات يعمل على خط درعا - الرمثا ولا يتعامل بالسياسة، وهو تاجر يحضر البضائع السورية إلى الرمثا ويأخذ بضائع أردنية إلى درعا». وأفاد أحد أهالي الرمثا بأن بعض العائلات السورية لم تتمكن من الوصول إلى الأراضي الأردنية في منطقة وادي ذنيبة الحدودية، مشيرا إلى تأمين أماكن لإقامة نحو 35 عائلة سورية في المدينة.

من جانب آخر، قامت طائرات عمودية أردنية منذ ساعات الصباح، أمس، بمسح الحدود الأردنية - السورية، في وقت تحاول فيه عشرات العائلات السورية تخطي الحدود بينما يمنعهم الجيش السوري من العبور. وقامت السلطات الأردنية في الرمثا بتجهيز المدارس والمستشفى الحكومي والمراكز الطبية في المدينة وسيارات الإسعاف، تحسبا لدخول أي حالات طارئة من جرحى.

وقال شهود عيان إن أصوات رصاص وضرب نيران ما زال يسمع في درعا عبر الحدود. وأضاف شهود أن السلطات السورية أعادت التيار الكهربائي إلى منطقة الكاشف في درعا وخربة الشحم وعتمان وداعل وأبطع وخربة غزالة والمسيفرة وطورة وزيزون وتل شهاب واليادودة والمزيريب وطفس والحريك والحراك. وأكد أهالي الرمثا وصول عشرات السوريين إلى الأراضي الأردنية وخاصة إلى بلدتي الذنيبة وعمراوة الحدوديتين، مقبلين من محافظة درعا السورية التي تشهد حصارا من قبل الجيش السوري.

وأوضح أحد سكان مدينة الرمثا أن الأهالي قاموا بتجهيز أماكن ومنازل لاستقبال العائلات السورية. وينفذ أهالي الرمثا حملة تبرعات لمساعدة اللاجئين السوريين.

ويرتبط سكان درعا السورية بعلاقات صلة القرابة مع سكان مدينة الرمثا الأردنية، وتربطهم إضافة إلى العلاقات الاقتصادية علاقات مصاهرة، إضافة إلى الإرث المشترك الثقافي والفلكلوري لسهل حوران.

من جانبه، أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني، طاهر العدوان، أن المجموعة التي وصلت إلى المنطقة الحدودية مع سورية عددها 30 شخصا، وتم استقبالهم في إحدى القرى الحدودية الأردنية ومعاملتهم معاملة إنسانية، نافيا وجود مراكز لاستقبال مقبلين من سورية.

على صعيد آخر، نفذ نحو 200 شخص من أعضاء تيار السلفية الجهادية اعتصاما في منطقة المقابلين، جنوب العاصمة عمان. وجاء الاعتصام عقب صلاة الظهر، أمس، حيث تحدث عدد من قيادات السلفية حول ما حدث في مسيرة مدينة الزرقاء مؤخرا، وأدى إلى إصابة العشرات من رجال الأمن. وانتقد أعضاء تيار السلفية الحكومة التي اتهموها بأنها نصبت فخا لهم في الزرقاء، مطالبين في ذات الوقت الإفراج عن زملائهم الذين تم اعتقالهم على خلفية تلك الأحداث.

وعلى صعيد ذي صلة، انطلق المئات من أبناء لواء ذيبان عقب صلاة الجمعة من مسجد لواء ذيبان في مسيرة إلى بوابة مخفر ذيبان، وذلك للمطالبة بمحاسبة الفاسدين، وللتأكيد على مطالبهم، وأهمها إيجاد فرص عمل في ظل الارتفاع الحاد في نسبة البطالة بين أبناء اللواء. وقال المعتصمون إن المسيرة التي نظمت من قبل لجنة شباب لواء ومجموعة من الشباب العاطلين عن العمل، أكدوا على أن مطالبهم شرعية، وعلى الحكومة تحقيق وعودها المتكررة في توفير فرص عمل للشباب مع حلول عيد العمال. وحمل المعتصمون نتيجة البطالة الواقعة عليهم إلى الفساد المنتشر وسياسية عناد الحكومة في تعاملها مع الشباب، التي لن تزيد إلا احتقانا، وأن المسيرات مستمرة لحين محاربة رؤوس الفساد واسترداد الأموال التي سلبت من المواطنين. ورفع المعتصمون شعارات «الفقر في الوطن غربة» و«الفساد سبب تعطلنا عن العمل» و«جذورنا راسخة ولكن أين حقوقنا يا دولة الرئيس».