تغييرات فريق أوباما قد تؤثر على العلاقات مع باكستان

مخاوف من عسكرة الاستخبارات مع تولي بترايوس إدارة «سي آي إيه»

TT

مع اقتراب موعد تقاعد وزير الدفاع الأميركي الحالي روبرت غيتس من منصبه في 30 يونيو (حزيران) المقبل، وخلافته في المنصب من قبل مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) ليون بانيتا، من جهة، ثم تعيين قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس مديرا جديدا للوكالة الاستخباراتية، من جهة أخرى، طرحت تساؤلات حول تبعات هذه التغييرات على الأمن القومي الأميركي والسياسة الخارجية الأميركية بشكل أوسع.

وربما تعد العلاقات الأميركية - الباكستانية من أكثر العلاقات التي ستتأثر من هذه التغييرات، مع الشك الباكستاني المتصاعد من الخطط الأميركية في أفغانستان والاعتماد الأميركي المتزايد على «سي آي إيه» في عملها في باكستان وأفغانستان. وبعد الضجة التي حدثت بسبب قتل المقاول التابع لـ«سي آي إيه» ريموند ديفيس لمواطنين باكستانيين بداية العام الحالي والإفراج عنه، هناك حساسية خاصة تجاه «سي آي إيه» في إسلام آباد. وهناك شكوك متبادلة بين الولايات المتحدة وباكستان وخاصة في ما يخص أجهزة الاستخبارات. وانتقد البيت الأبيض القيادة الباكستانية مباشرة بسبب ما تعتبره واشنطن تلكؤا في مكافحة عناصر طالبان، بينما اتهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايك مولن الاستخبارات الباكستانية «آي إس آي» بإقامتها علاقات مع حركة طالبان الأفغانية. ومن بين المشكلات في الحرب الحالية في أفغانستان تحقيق تعاون وثيق بين «آي إس آي» و«سي آي إيه» خاصة مع الشكوك المتزايدة من نوايا الطرفين بينهما. وقام بترايوس بزيارة باكستان بداية هذا الأسبوع وقبل 3 أيام من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أكبر مجموعة من التغييرات في إدارته منذ توليه الرئاسة. والتقى بترايوس مع قائد الجيش الباكستاني اشفاق كياني، في زيارته السادسة لباكستان منذ تولى قيادة القوات الأميركية في أفغانستان، بهدف تحسين العلاقات بين البلدين. وبينما تشهد العلاقات الأميركية - الباكستانية توترا، حذرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس من تبعات تعيين ديفيد بترايوس مديرا لـ«سي آي إيه» بسبب الخلافات بينه وبين القيادة العسكرية الباكستانية. وحذرت الصحيفة من أن الجيش الباكستاني لا يعتبر بترايوس «صديقا»، كما أنه عند توليه منصبه الجديد في سبتمبر (أيلول) المقبل كما هو متوقع، سيصبح بترايوس المسؤول الأول عن القصف الجوي للحدود الباكستانية - الأفغانية التي تؤجج العلاقات بين الطرفين. وحذر وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند أمس من خطورة تفاقم الأزمة بين الولايات المتحدة وباكستان. وقال ميليباند الذي يقوم بزيارة إلى واشنطن إن «أخطر ما سمعته هنا هو فكرة أن تكسر الولايات المتحدة تحالفها مع باكستان، هذا أمر يثير القلق حقا». وأضاف ميليباند الذي التقى بمجموعة من الصحافيين والمحللين في «مؤسسة أميركا الجديدة» أنه على الرغم من أهمية الدور الباكستاني في الحرب في أفغانستان هناك أصوات أميركية جدية تطالب بفك التحالف مع باكستان. وتابع: «على الباكستانيين الاستماع إلى تلك الأصوات»، موضحا أنه لا يمكن التفكير بشرخ بين إسلام آباد وواشنطن وضرورة حل العقبات الحالية لتحسين العلاقات. من ناحية أخرى، هناك مخاوف من «عسكرة» الاستخبارات الأميركية مع تولي بترايوس مهامه الجديد، وهي ظاهرة باتت تتزايد في السنوات الأخيرة خاصة في الحربين في العراق وأفغانستان. وعلى الرغم من أن بترايوس سيتقاعد من الجيش مع توليه منصبه في قيادة «سي آي إيه»، فإن عقودا من الخدمة العسكرية لا بد أن تؤثر على قيادته لوكالة الاستخبارات. واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن سياسة إدارة الرئيس أوباما باستخدام «سي آي إيه» في القيام بالقصف الجوي من خلال طائرات من دون طيار «شوهت مهمة الوكالة التاريخية كوكالة تجسس مدنية وجعلتها ذراعا لوزارة الدفاع». ولكن «مجلس العلاقات الخارجية» في واشنطن اعتبر أن اختيار بترايوس لهذا المنصب هو بسبب «تفهمه لأهمية الاستخبارات» بالإضافة إلى قدرته على كسب تأييد مجلس الشيوخ الأميركي الذي سيكون عليه المصادقة على ترشيحه. ومن جهته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» اندرس فوغ راسموسن أمس عن ترحيبه بترشيح بترايوس للمنصب الجديد.وخلال إعلانه عن فريقه الجديد المختص في باكستان، بما في ذلك ترشيح السفير الأميركي السابق في بغداد ريان كروكر سفيرا لكابل، قال أوباما أول من أمس: «إننا ننتقل إلى مرحلة جديدة (في أفغانستان)، وهي نقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية، مع البدء بخفض عديد القوات الأميركية هذا الصيف والعمل على إرساء شراكة بعيدة الأمد مع الأفغان».