الجيش السوري يقف مقابل الحدود اللبنانية.. ويمنع النازحين السوريين من الهروب

مظاهرة سلمية في تل كلخ.. والأهالي يتريثون في العودة إلى ديارهم

TT

أكد عدد من أهالي قرية المقيبلة (شمال لبنان) المتاخمة للحدود السورية، التي استقبلت خلال اليومين الماضيين مئات النازحين السوريين من بلدة تل كلخ، أن الذين دخلوا الأراضي اللبنانية لم يعودوا إلى ديارهم بعدُ، كما قالت بعض وسائل الإعلام، لكن عدد الفارين انخفض بشكل كبير، بعد أن انتشر الجيش السوري على الحدود لمنع الحركة باتجاه لبنان، من هذه المنطقة.

وقال مدير المدرسة الثانوية في القرية، معروف الدكوار، في اتصال لـ«الشرق الأوسط»: «لم أشاهد أيا من العائلات التي وصلت، وجلهم من النساء والأطفال، يعودون إلى سورية، بل على العكس، هناك نزوح متواصل، لكنه ضئيل جدا منذ الساعة الـ12 من ليل الخميس، بعد أن انتشر الجيش السوري في منطقة مواجهة لنا؛ بحيث نراهم من قريتنا بالعين المجردة ونرى شاحناتهم».

ويشرح الدكوار، الذي كان يحدثنا بعد ظهر أمس ويستضيف في منزله عائلات سورية نازحة: «إن التواصل مستمر بين النازحين وأقربائهم في تل كلخ بواسطة الهواتف السورية التي بحوزتهم وتعمل داخل الأراضي اللبنانية، ويخبرونهم أن مظاهرة كبيرة خرجت بعد ظهر الجمعة في البلدة، لكن لا اشتباكات كانت قد حصلت أو أعمال عنف، وهم، على الأرجح، سينتظرون مرور يومي السبت والأحد لمعرفة كيف ستكون الأوضاع، ليقرروا بقاءهم أو العودة».

من ناحية أخرى، تحدث أهالي المقيبلة عن أن «أكثر من 100 شخص من القرية كانوا قد تأهبوا، أمس، منذ بدء النهار، وانتظروا من الجهة اللبنانية لمعبر البقيعة غير الرسمي بين لبنان وسورية، الذي عبر خلاله المئات، تحسبا لوصول مزيد من الفارين، لو تأزمت الأوضاع الأمنية في الجهة السورية، وسمح لهم بالمرور». وشرح لنا أحد السكان: «إن الحدود مفتوحة ويصعب ضبطها في هذه المنطقة، والنهر الكبير الذي يفصل البلدين يمكن قطعه سيرا على الأقدام من مناطق كثيرة؛ لذلك فإن معرفة كل أعداد الوافدين إلى لبنان أمر في غاية الصعوبة». وقال: «إن التغطية الإعلامية بالأمس لمسألة نزوح السوريين ربما أزعجت السلطات السورية، وجعلتها تتخذ إجراءات لمنع مزيد من التدفق إلى لبنان».

واستمر الجيش اللبناني في تسيير دورياته على الحدود السورية - اللبنانية، لمراقبة الوضع، بينما يقول الأهالي إنهم يرحبون بأي سوري يريد أن يكون في ضيافتهم.

جدير بالذكر أن نقطة البقيعة الحدودية ليست مركز عبور شرعيا، لكن القوى اللبنانية المشتركة الموجودة هناك سمحت بدخول سوريين في الأيام الماضية لأسباب إنسانية، بعد التدقيق في الهويات وتسجيل الأسماء.

وقال مختار قرية المقيبلة في منطقة وادي خالد لـ«الشرق الأوسط» أمس: «أهالي تل كلخ الموجودون بيننا، الذين توزعوا على قرى عكار، هربوا منذ مساء الأربعاء؛ لأن الضغط كان شديدا عليهم هناك.