أكراد سورية يفقدون الأمل في إجراء الإصلاحات

قيادتهم تشكك في حل الأزمة في ظل نظام حزب البعث الحاكم

TT

أبلغ قيادي كردي سوري «الشرق الأوسط» أمس أن مظاهرات الأكراد بسورية انتهت يوم أمس «جمعة الغضب» بسلام ومن دون أي تدخل من القوات الأمنية، مؤكدا «أن الحركة الكردية ما زالت متمسكة بموقفها السلمي الداعي إلى إجراء الإصلاحات السياسية المطلوبة شعبيا رغم ما تشهده المدن السورية من هجمات للقوات العسكرية وسقوط العديد من الضحايا بالمواجهات الدائرة حاليا بين الجيش والشعب».

وحدد فؤاد عليكو القيادي في حزب اليكيتي الكردي السوري مفهوم الحركة الكردية بسورية من مسألة إسقاط النظام الحالي بالقول «إن مفهومنا يتحدد على ضوء الأزمة الحالية ومتطلبات معالجتها». وأضاف: «على الرغم من أن قناعتنا وتوقعاتنا منذ بداية الأزمة بأن السلطة عاجزة تماما عن حلها، وأن النظام لن يفي بالوعود التي قطعها على الشعب، ولكننا ما زلنا نعقد الأمل بأن تحل الأزمة عبر إجراء الإصلاحات وفي مقدمتها الإصلاحات الدستورية، ففي كل الأحوال نحن بحاجة إلى وجود دولة للقيام بتلك الإصلاحات بالدستور، وحتى لو سقط النظام الحالي فإننا سنحتاج أيضا إلى دستور جديد، وبناء عليه فإننا في الحركة الكردية لم نقرر بعد اعتماد شعار إسقاط النظام في خطابنا السياسي والإعلامي، على الرغم من شكوكنا بأن يتمكن النظام الحالي من حل الأزمة».

وبسؤاله عن تردد الحركة الكردية من اتخاذ موقف أكثر قوة تجاه ما يحدث في سورية خاصة بعد إنزال الدبابات إلى الشوارع وتطويق المدن بالقوات العسكرية وارتفاع عدد الضحايا المدنيين، قال عليكو: «نحن في الحركة الكردية نجتمع بشكل أسبوعي ونقرر كيفية التعاطي مع الأحداث المتوالية أولا بأول، وما زلنا كحركة سياسية عند موقفنا من المطالبة بالتغيير الديمقراطي وإعادة صياغة دستور جديد للبلاد والإفراج عن المعتقلين السياسيين». وأضاف: «بالأمس عندما خرجت المظاهرات الشعبية في كل من القامشلي وعامودة والدرباسية أكدنا على نفس هذه المطالب، ولذلك ندعو رئيس الجمهورية إلى المبادرة بعقد مؤتمر وطني شامل بحضور جميع القوى السياسية السورية من أجل رسم خارطة طريق للخروج من الأزمة الحالية وتحقيق مطالب الشعب، فالوضع لم يعد يحتمل حلولا ترقيعية بل يحتاج إلى حلول جذرية بعد أن تم تشخيص مكامن الداء وحاجته إلى العلاج».

وعما إذا كانت الحركة الكردية تثق بتعهدات النظام الحالي بتلبية مطالب الشعب بعد أن لجأ إلى الحسم العسكري وتردده في حل الأزمة بشكل سلمي وتحقيق المطالب الشعبية، قال عليكو: «منذ البداية كنا نتوقع من النظام الذي يحكمه حزب البعث أن يلجأ إلى خيار الحسم الأمني والعسكري، ونحن متيقنون بأن هذا النظام ليس لديه أي تصور لكيفية تجاوز الأزمة فيما عدا تغليب الجانب العسكري، ونعتقد بأن الحل لا يمكن تحقيقه في ظل وجود كل هذه القوات بالشارع، فإذا أراد النظام أن يهدئ الشعب عليه أولا أن يسحب القوات العسكرية من المدن المطوقة وأن يسعى إلى تغليب لغة الحوار والتفاهم وليس لغة الإقصاء والتنكر لمطالب الشعب الأساسية التي لم تأت بأي نتيجة في العديد من الدول التي شهدت الاحتجاجات بشوارعها».