أميركا تسعى لاحتواء أضرار ثاني أشد الأعاصير فتكا في تاريخها

350 قتيلا والسكان يخشون النهب.. والخسائر المادية قد تصل إلى 5 مليارات دولار

رجل إنقاذ يتفقد الأضرار أمام منازل وسيارتين في توسكالوسا بولاية ألاباما أمس (أ.ف.ب)
TT

تسببت الأعاصير التي اجتاحت جنوب الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة في مقتل 350 شخصا على الأقل، جاعلة من هذه الأعاصير ثاني أشد الأعاصير فتكا في تاريخ الولايات المتحدة. وتفيد الأرقام التي قدمتها السلطات المحلية بأن الآباما هي الولاية الأكثر تضررا بعد الأعاصير، إذ سقط فيها 2541 قتيلا، تليها تينيسي وميسيسيبي (34 قتيلا في كل واحدة منهما) وجورجيا (15 قتيلا، ثم أركنسو 8 قتلى، وفيرجينيا 5 قتلى).

وكان الرئيس باراك أوباما قد زار أول من أمس الآباما للقاء سكانها ومعاينة الأضرار. وقال إنه صدم بحجم الدمار والخراب الذي تسببت فيه الأعاصير في الولاية. وأضاف أوباما «أريد أن أقول إني لم أر في حياتي مثل هذا الدمار». وكان الرئيس الأميركي يتحدث بعد وصوله إلى مدينة توسكالوسا التي يعيش فيها 90 ألف نسمة غرب الآباما وزالت بعض أحيائها تقريبا عن الخريطة في أعنف أعاصير تشهدها الولايات المتحدة منذ عقود. وأضاف أوباما خلال لقاء مع الصحافة وإلى جانبه زوجته: «هذا يعتصر قلوبنا. جئنا لنتحدث إلى السكان الذين حالفهم الحظ وبقوا أحياء ولكنهم فقدوا كل شيء». وأكد أمام حاكم الآباما روبرت بنتلي «سنفعل كل ما في وسعنا لإعادة الإعمار».

وقد أصيب 1700 شخص بجروح في الولاية، بينما لا يزال قرابة مليون من سكانها محرومين من الكهرباء. وقالت روز ليفينغستن بينما كان أبناؤها يقومون بتحميل علب مأكولات ومشروبات نجحت في استرجاعها من محلها الصغير لبيع المواد الغذائية الذي دمرته العاصفة: «لم أتصور يوما أن إعصارا يمكن أن يسبب مثل هذا الدمار في مدينة». ومثلها يخشى توماس هيغينز أعمال النهب، وقد ثبت قطعا خشبيا بدلا من جدار لمنزله الذي دمر خلال ثوان في الإعصار. وقال هيغينز: «يجب أن أتمكن من إغلاق المنزل بشكل أو بآخر. لدي الكثير من الأشياء والقطع الثمينة في داخله وأريد حمايتها. الجميع يعرف ما يحدث ليلا في هذه الحالات إذا لم نلتزم الحذر».

وما زال الكثيرون من سكان توسكالوسا يذكرون أعمال النهب التي تلت مرور الإعصار كاترينا في نيو أورلينز في 2005. وقد كتب هيغينز على لوحة أمام منزله «لا تقتربوا وإلا فسأطلق عليكم النار». ووعد حاكم الآباما بتعزيز الإجراءات الأمنية لمنع أعمال النهب. لكن كثيرين منهم لم يعد لديهم ما يخشون فقدانه مثل ماكولي محمد الذي يعيش على بعد نحو ثمانين كيلومترا. وقال محمد لشبكة «سي إن إن» الإخبارية إن «إعصارا ضرب فوق منزلي تماما. حاولت الخروج لكن الرياح كانت تهز بقوة باب الحمام إلى درجة أنني اضطررت لأتمسك بشيء ما للبقاء في الداخل». وأضاف أن «كل صوري طارت وكل ما أعطتني أمي. كل شيء طار ولم يعد لدي أي شيء».

وتسببت هذه الأعاصير في أضرار مادية كبيرة قدرت قيمتها شركة «إيكيكات» للتأمين بما بين مليارين إلى خمسة مليارات دولار.

وتعد الأعاصير الحالية ثاني أشد الأعاصير فتكا في التاريخ الأميركي. وكانت أسوأ الأعاصير في الولايات المتحدة أسفرت عن 747 قتيلا في مارس (آذار) 1925. وفي عام 1932، لقي 332 شخصا مصرعهم في أعاصير. وتسببت الأعاصير الحالية في إعلان حال الطوارئ في ولايات الآباما وأركنساو وجورجيا وإلينوي وكنتاكي ومسيسيبي وميسوري وأوكلاهوما وتنيسي. وتأتي هذه العواصف بعد فصل ربيع تساقطت خلاله أمطار وثلوج غزيرة أشبعت الأرض بالماء وتسببت في فيضان الأنهر. وفي حال استمرت الخسائر البشرية، فإن حصيلة الضحايا يمكن أن تتجاوز تلك التي سجلت في 1925 في الولايات المتحدة، حيث قتل 747 شخصا.