الملحقيات الثقافية بالخارج.. اتفاق في المشكلات واختلاف في معالجة القضايا التعليمية

الملحق ببريطانيا يشتكي صغر السن.. وفي نيوزيلندا يصطدم بالمناهج

TT

كشف الملحق الثقافي لدى المملكة المتحدة وآيرلندا، انسحاب بعض الطلاب السعوديين من مؤسسات تعليمية بريطانية، بسبب ما وصفه بمشكلات تتعلق بصغر السن، معتبرا أنها حالات فردية لا ترتقي لمستوى الظاهرة، وهو الشيء ذاته الذي ينطبق على المشكلات القانونية والأمنية، في حين يصطدم الملحق الثقافي السعودي لدى نيوزلندا بعقبة إجبارية تكمن في تدريس الفيزياء والرياضيات في السنة التحضيرية الجامعية.

وأكد الدكتور غازي المكي الملحق الثقافي لدى المملكة المتحدة وآيرلندا، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن ما ساعد المبتعثين السعوديين في بريطانيا وآيرلندا في تخفيف الصعوبات التي تواجههم في بدايات مراحل بعثاتهم هو تضافر جهود قدامى المبتعثين منهم مع الجدد، مشيرا إلى أن أبرز الصعوبات هي أن العديد من المبتعثين هم من صغار السن والبعض منهم يعتبر البعثة أول تجاربه في السفر خارج السعودية.

وقال المكي: «العديد من المبتعثين يعانون من ضعف مستوى اللغة الإنجليزية إن لم يكن انعدامها بشكل كامل بحسب وصفه».

وبشأن حالات الانسحاب من قبل المبتعثين بسبب الصعوبات التي تواجههم، أكد المكي على أنها قليلة ولا يمكن وصفها بأنها ظاهرة يتم القلق من تفشيها بين المبتعثين، معتبرا أن حالات الانسحاب هي من الأمور المتوقعة في ظل الأعداد الكبيرة من المبتعثين، وكون البعض منهم من صغار السن.

ويبلغ عدد الطلاب المبتعثين في بريطانيا وآيرلندا 17500 مبتعث، وبإضافة المرافقين لهم من أسرهم يبلغون 24 ألفا؛ 4 آلاف منهم مبتعثون من قبل جامعات وجهات حكومية أخرى، وكان عدد المبتعثين في مطلع عام 2008 لا يتجاوز 3700 مبتعث في المملكة المتحدة وآيرلندا، ولكن بنهاية 2008 قفز العدد لـ14 ألف مبتعث بسبب برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وأبرز التخصصات التي يدرسها المبتعثون هي الأعمال التجارية، والهندسة والمعلوماتية، والخدمات الطبية، والقانون والدراسات الإنسانية، والعلوم الفيزيائية، والطب والعلوم الاجتماعية غيرها.

وكشف الملحق الثقافي السعودي لدى المملكة المتحدة وآيرلندا عن تعرض بعض من المبتعثين لمشكلات أمنية أو قانونية، مؤكدا على أنها تعتبر حالات فردية.

من جانبه، أكد الدكتور سطام العتيبي الملحق الثقافي لدى نيوزيلندا على أن الطلاب السعوديين المبتعثين في نيوزيلندا يواجهون عددا من التحديات، في مقدمتها تحدي اللغة الإنجليزية، مؤكدا على أن العديد من الطلاب المبتعثين يمضون ما يقارب السنة إلى السنة والنصف دون القدرة على تجاوز عقبة اللغة.

وأرجع العتيبي السبب في ذلك إلى الفلسفة التي يتعامل بها الطالب السعودي مع تعلمه اللغة الإنجليزية، والتي يرى العتيبي أنها خاطئة، حيث يتوقع الطالب أن فلسفة الحفظ ومجرد الذهاب للمعهد والعودة منه تكفي لإتقان اللغة والحصول على الشهادة التي تؤهله للقبول بالجامعات النيوزيلندية.

وأوضح العتيبي أن من أبرز التحديات التي تواجه المبتعث السعودي في نيوزيلندا هي مستوى المناهج العلمية المعتمدة في الجامعات النيوزيلندية خاصة في منهجي الرياضيات والفيزياء، وأشار إلى أن عددا كبيرا من الطلاب عند التحاقهم بالسنة التحضيرية التي تفرضها الجامعات النيوزيلندية على طلابها الجدد، يعربون عن معاناتهم مع تلك المواد العلمية.

وأشار العتيبي، إلى جهود ملحقيته الثقافية في حل ذلك التحدي من خلال الطلب من المؤسسات التعليمية في نيوزيلندا منح الطلاب السعوديين المبتعثين دروسا إضافية لتنمية قدراته التحصيلية لتجاوز تلك العقبة التي تواجههم مع مادتي الرياضيات والفيزياء في السنة التحضيرية بالجامعات.