تركيا ترسل تعزيزات لإيواء السوريين الهاربين على الحدود

وزارة الصحة اللبنانية تقدم معاينات مجانية للنازحين السوريين إلى المناطق الحدودية

TT

أرسل الهلال الأحمر التركي تجهيزات إلى الحدود مع سوريا، استعدادا لاستقبال مزيد من السوريين الهاربين من بلادهم التي تشهد حركة احتجاجات شعبية وأعمال قمع بعد وصول مجموعة أولى الجمعة.

وقال الهلال الأحمر إنه أرسل المساعدات بصورة عاجلة إلى محافظة هتاي على الحدود السورية «لمساعدة أولئك الذين وصلوا من سوريا، والاستعداد لأي احتياجات إنسانية لاحقة».

وقالت الجمعية في بيان نقلته وكالة أنباء «الأناضول» إنها أرسلت أكثر من ألف خيمة و8500 بطانية وأواني مطبخ تكفي لعشرة آلاف شخص، إضافة إلى 400 سرير ومؤن.

ودخل نحو 250 قرويا من سوريا الجمعة إلى تركيا وهم يرددون «نريد الديمقراطية!». وردد القرويون، وهم من التركمان وكانوا يرفعون الأعلام التركية بعد اجتيازهم الشريط الشائك بالقرب من مدينة يايلاداغي في محافظة هتاي «نريد أن نعيش مثل الأتراك»، كما أفادت وسائل إعلام تركية. ونقل النازحون إلى قاعة رياضية في المدينة، حيث تسلموا مواد غذائية وبدأ موظفون في تسجيل أسمائهم.

وقال محافظ هتاي جلال الدين ليكيسيز للصحافيين السبت إن نحو 500 سوري طلبوا البقاء في تركيا، لكن الذين سمح لهم بالبقاء هم 252 شخصا. وأكد أن «وضعهم موضع درس في أنقرة، وسوف نتصرف طبقا للتعليمات التي تأتينا من هناك».

الى ذلك توجه فريق طبي لبناني بتوجيهات من وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال محمد جواد خليفة إلى منطقة وادي خالد الحدودية لتقديم المعاينات المجانية للأسر السورية الوافدة إلى هذه المنطقة وتقديم اللقاحات والأدوية للمرضى. وكانت السيدات الحوامل النازحات توجهن بنداء إنساني للسلطات اللبنانية لمساعدتهن والنظر في حالتهن الصحية. وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن «عدد النازحين فاق الـ1800 شخص» لافتة إلى أن «السوريين الهاربين يتمركزون في قرى وادي خال (التي تحوي وحدها نحو 1000 نازح)، ومشتى حسن، والكنيسة، والحنيدر». وقالت المصادر: «الهاربون يتحدثون عن وضع مذرٍ وعن قتلى بالعشرات وهم لجأوا إلى لبنان خوفا من إلقاء السلطات السورية القبض على أولادهم كما حصل مع عدد كبير من العائلات هناك».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، دعا مدير مكتب «هيومان رايتس ووتش» في بيروت نديم حوري اللبنانيين «لمساندة النازحين إنسانيا كما ساندونا في حرب تموز 2006»، وقال: «هم فتحوا لنا أبوابهم في حينها بكل شهامة وطيبة واليوم المطلوب رد الجميل». ووصف حوري الوضع في درعا بـ«الأسوأ» مقارنة مع باقي المناطق السورية وأضاف: «المدينة محاصرة منذ يوم الاثنين الماضي والوضع فيها صعب جدا خاصة أنه يمنع على أي كان الاقتراب منها وقد أطلقت النيران على عدد من الأشخاص الذين حاولوا خرق الحصار المفروض عليها».

ولفت حوري إلى أن «عددا من المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم تحدثوا عن عمليات تعذيب وضرب بحق المنتفضين» موضحا أن «هيومن رايتس ووتش» تضغط على السلطات السورية وعلى المجتمع الدولي في آن لوضع حد للانتهاكات الحاصلة مشددا على أن المطلوب اليوم إجراء تحقيق دولي في أحداث سوريا وفرض عقوبات بحق منتهكي حقوق الإنسان.

وفي سياق متصل، أشار حوري إلى أن «ما يحصل في سوريا شبيه إلى حد كبير بالقمع الذي مورس في ليبيا، واليمن، والبحرين، ومصر، وتونس».