واشنطن و«الناتو» يرفضان دعوة القذافي لهدنة.. ومفاوضات

الخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط» : لا نعترف بنظام العقيد

TT

رفضت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الدعوة التي وجهها العقيد الليبي معمر القذافي لوقف إطلاق النار والتفاوض لإنهاء الأزمة في ليبيا. وبينما قالت واشنطن إن رحيل القذافي يجب أن يسبق أي خطوة، لوقف النار أو التفاوض، قال حلف الأطلسي إنه «يريد أفعالا لا أقوالا» حسب ما قال مسؤول في الحلف.

وقالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية: «لم يصل إلينا خبر رسمي، وسنرد عندما يصل إلينا».. لكن مصدرا في الخارجية الأميركية قال لـ«الشرق الأوسط»: «ليست هذه أول مرة يتعهد فيها القذافي بوقف إطلاق النار. القرار رقم 1973 واضح وعلى القذافي أن ينفذه»، ويجيز القرار 1973 اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين في ليبيا ويدعو صراحة إلى وضع حد للهجمات وسوء معاملة المدنيين. وأشار المصدر إلى أن الرئيس باراك أوباما أشار مرات كثيرة إلى أن القذافي يجب أن يرحل. وأضاف المصدر: «الرحيل قبل وقف إطلاق النار». وتابع قائلا إن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، أيضا قالت ذلك مرات كثيرة.

وأوضح المصدر في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن الوزيرة ستسافر إلى روما بعد أيام لحضور اجتماع لجنة الاتصال الوزارية الدولية حول ليبيا، وأن اجتماع روما سيكون استمرارا للاجتماع الوزاري حول ليبيا الذي عقد في قطر في منتصف الشهر الماضي. وقال المصدر: «مثلما فعلت في قطر، ستركز الوزيرة على تشديد الضغوط على القذافي ليرحل. هذا قرار واضح، والوزيرة كررته في الماضي، وتعمل على تنفيذه. وطبعا، يكون أفضل إذا عملنا معا مع المجتمع الدولي، ولهذا ستذهب الوزيرة إلى اجتماع روما يوم الخميس».

وعن عرض القذافي لمفاوضات مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، قال المصدر إن الولايات المتحدة أعلنت قبل شهرين أنها لا تعترف بنظام الرئيس القذافي. وعن عرض القذافي لوقف إطلاق النار، قال المصدر إن هذا «موضوع قديم»، وإن القذافي عرض وقف إطلاق النار مرات كثيرة في الماضي، لكنه لم ينفذه.

وعن تهديد القذافي بضرب أي سفينة تقترب من ميناء مصراتة، قال المصدر إن القذافي يهدد في الوقت نفسه الذي يطلب فيه وقف إطلاق النار. وعن اتهام القذافي للولايات المتحدة ودول أخرى بأنها تركز على نفط ليبيا، وأنه مستعد للتفاوض حول ذلك، قال المصدر إن شرعية نظام القذافي هي التي تستحق التفاوض.

وفي بروكسل رفض حلف شمال الأطلسي دعوة القذافي لوقف النار والتفاوض لإنهاء الأزمة في ليبيا، مؤكدا أنه «يريد أفعالا لا أقوالا». وقال مسؤول في الحلف لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحتاج إلى أفعال وليس إلى أقوال». وأضاف «النظام أعلن مرارا عن وقف لإطلاق النار واستمر في شن هجمات على المدن والمدنيين». وأعلن «على هذه الممارسات أن تتوقف الآن». ومضى يقول «أي وقف لإطلاق النار أو حل سلمي يجب أن يكون ذا مصداقية وعلينا التحقق منه. وعليه فتح المجال أمام حل يستجيب للمطالب المشروعة للشعب الليبي بإجراء إصلاحات سياسية».

وكرر القذافي أنه لن يتخلى عن السلطة ودعا فرنسا والولايات المتحدة إلى التفاوض «دون حرب» و«دون شروط» لإنهاء الأزمة في ليبيا في كلمة نقلها التلفزيون الليبي الليلة قبل الماضية. وقال القذافي بلهجة تصالحية إنه مستعد لوقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات شريطة أن يوقف حلف شمال الأطلسي طائراته.