تونس: مستشفى الذهيبة الحدودي.. جناح لقوات القذافي وآخر للثوار مع ضمان عدم الالتقاء

123 عائلة ليبية على الحدود التونسية في انتظار من يؤويها.. وسفينة إنسانية كانت عالقة في مرفأ مصراتة

TT

ألقت العمليات العسكرية الجارية على الحدود التونسية الليبية بظلالها على منطقة الذهيبة، والمناطق القريبة منها. وبرزت ظاهرة اللاجئين الليبيين هربا من جحيم الحرب بصفة جلية. في هذا الإطار أشار معز برك الله رئيس اللجنة التونسية للإسعاف بالهلال الأحمر التونسي ومنسق الخلية الاجتماعية لمتابعة الأزمة الليبية بصفاقس (350 كلم جنوب العاصمة التونسية) إلى أن 123 عائلة ليبية موجودة حاليا على الحدود التونسية الليبية في انتظار من يوفر لها الإيواء، ودعا كل المنظمات والهياكل الدولية على غرار اللجنة الدولية لإجلاء اللاجئين والمفوضية العليا للاجئين إلى دعمهم.

ومن الناحية العسكرية، يسيطر هدوء حذر على النقطة الحدودية الذهيبة - وازن، بعد تبادل السيطرة عليها من قبل الثوار الليبيين وقوات العقيد القذافي. وما زالت العائلات سواء منها الليبية أو التونسية تحت وقع رعب على ما شاهدوه من مواجهات عسكرية دامية بين الطرفين.

قوات الجيش وحرس الحدود التونسي التزمت الحياد تجاه النزاع بين الطرفين، إلا أنها عملت على توفير المساعدات خاصة للجرحى. وخلافا لإقامة جرحى الثوار وقوات القذافي في وقت سابق بنفس المستشفى في مدينة تطاوين، فإن الوضعية الحالية في المواجهات اختلفت، وهو ما حتم على السلطات الصحية التونسية تقسيم البناية في المستشفى المحلي بالذهيبة إلى قسمين أحدهما للثوار والثاني لقوات القذافي، وذلك خشية تواصل النزاع والخلاف داخل الفضاءات الصحية، وتم إعلام الإطار الصحي بعدم الالتقاء بين الإخوة الأعداء.

وفي مدينة صفاقس، تمكنت الخلية الاجتماعية الجهوية بصفاقس لمتابعة الأزمة الليبية، من إيواء 284 من الليبيين لدى 43 عائلة من عائلات مدينة صفاقس. كما تم استقبال 60 لاجئا ليبيا من قبل مواطن من قصور الساف القريبة من صفاقس، وتكفل مواطن من المهدية (90 كلم عن صفاقس) باستقبال عائلة، وآخر من القيروان (160 كلم عن العاصمة) تكفل باستقبال عائلتين. وتشمل عملية التكفل الإيواء وضمان المأكل والملبس إلى جانب الرعاية الصحية.

إلى ذلك قالت منظمة «مرسي كوربس» أمس إن سفينة إنسانية كانت عالقة في مرفأ مصراتة التي تحاصرها قوات القذافي في غرب ليبيا، وسفينتين أخريين تنتظر في عرض البحر الإذن من حلف شمال الأطلسي للرسو في الميناء.

وأعلن حلف الأطلسي أول من أمس إزالة ألغام بحرية وضعتها القوات الموالية للعقيد معمر القذافي في ميناء مصراتة على بعد 200 كلم شرق طرابلس. وقال فاضل مقدم من منظمة «مرسي كوربس» إن المرفأ كان لا يزال «خارج العمل» السبت بانتظار الإذن من حلف الأطلسي.

وتنتظر السفينة الإنسانية التركية التي جاءت لإجلاء مدنيين ليبيين قبالة المدينة منذ يومين كما وصلت صباح أمس سفينة للمنظمة الدولية للهجرة من المقرر أن تنقل نازحين أفارقة. وهناك سفينة ثالثة ينبغي أن تبحر إلى مالطة تنتظر في المرفأ. وينتظر مئات النازحين الأفارقة ومعظمهم من غانا والنيجر، في مخيم بائس، ترحيلهم بعد أن نفد كل ما لديهم من ماء وطعام! وباتت ظروف بقائهم لا تحتمل، كما يقول أحدهم. ويضيف الشاب الغاني: «نحن قرابة ألف شخص في هذا المخيم بانتظار ترحيلنا». وقصفت قوات القذافي الثلاثاء المرفأ ثم تقدمت محاولة السيطرة عليه. لكن المتمردين الليبيين صدوا تقدمها بمساندة الحلف الأطلسي الذي شن غارة جوية عليها. ودعا النظام الليبي الجمعة المتمردين في مصراتة إلى الاستسلام مقابل العفو عنهم كما هدد بمهاجمة كل سفينة تدخل الميناء. وقال الجنرال البريطاني روب ويغيل الجمعة إن سفن الحلف الأطلسي اعترضت سفنا صغيرة كانت تزرع ألغاما. وقال الحلف إن بعض الألغام وضعت على بعد كيلومترين إلى ثلاثة كيلومترات من الشاطئ.