مقهى «أركانة» يعمل منذ 30 سنة ويقدم لزبائنه مأكولات ومشروبات حتى منتصف الليل

السياح يقبلون على مقاهي ساحة «جامع الفنا» بمراكش للفرجة والمتعة

TT

يعتبر مقهى «أركانة»، الذي هزه تفجير يوم أول من أمس، أحد أشهر مقاهي مدينة مراكش، وهو يتوسط الساحة، ولا تتوقف خدماته عند تقديم المشروبات، من مثلجات ومشروبات غازية وعصائر وكؤوس قهوة وشاي منعنع، بل يقدم مطعمه وجبات تقليدية مغربية لزبائنه، في منتصف النهار كما في الليل، وهي وجبات تشمل السلطات وأكلات «الكسكسي» و«الطاجين» و«الطنجية» وغيرها من الأكلات التي تميز المطبخ المغربي، بشكل عام، والمراكشي، بشكل خاص. يحظى مصطفى الخشبة مالك مقهى «أركانة» باحترام كبير بين الحرفيين وأرباب ومستخدمي عربات العصير والفواكه والمكسرات. الكل، هنا، يقول إنه رجل طيب وعلى خلق.

وقال رشيد بن معروف، الذي يملك عربة عصير برتقال، بجوار المقهى، لـ«الشرق الأوسط»: «مقهى أركانة مفتوح منذ أكثر من 30 سنة. وهو مقهى يقصده الأفراد والعائلات لشرب كؤوس القهوة والشاي أو تناول المشروبات الغازية أو المثلجات أو للأكل». وقال بن معروف إن رب المقهى «رجل على خلق ومتدين وطيب، ويحظى باحترام الجميع في الساحة». ويذكر بن معروف أن رب مقهى «أركانة» كان قبل سنوات بصدد إعداد مشروع لمطعم لم ترخص له السلطات المحلية بإنشائه، وحول المكان، الذي كان في الأصل حماما تقليديا، إلى مسجد، يعرف، اليوم، بمسجد سوق «البهجة»، حيث خصص لعملية الإصلاح والترميم مالا كثيرا، ولذلك فكلما التقط أحدهم صورة للمقهى ظهرت صومعة المسجد في الصورة. ويوجد بجامع الفنا عدد من المقاهي الشهيرة، مثل مقاهي «فرنسا» و«كلاسييه» و«العمبرة». ونظرا للإقبال الكثيف على الساحة، التي تعتبر قلب مراكش النابض، فإن هذه المقاهي تغص على مدار ساعات النهار، وحتى ساعات متأخرة من الليل، بزبائن يختارون كراسي هذه المقاهي للأكل والراحة بعد تعب التجول في الساحة، ويختارها السياح للتفرج على الساحة من فوق.

بعض الإحصائيات، في مراكش، تقول إن عدد المقاهي يتزايد بما يقارب السبعين في السنة. وبعيدا عن حديث المقاهي «الزجاجية»، التي صارت تنبت، بين الشهر والآخر، في هذا الشارع أو ذاك، من مراكش، اختار «أركانة» المعمار المغربي شكلا ومضمونا له، سواء على مستوى التصميم أو المواد المستعملة من جبس وزليج (فسيفساء) وغيرهما، بل حتى اسمه متأصل في التراب المغربي، إذ أنه يحيل على شجرة «الأركان»، وهي الشجرة التي توجد في المغرب، فقط، وتعرف بزيتها، الذي صار يسوق عبر العالم كماركة مغربية. موقع ونوعية وطبيعة خدماته أكسبت مقهى «أركانة» بجامع الفنا شهرة بين زوار الساحة، حيث لا يمكن أن نتخيل وجود سائح سبق له أن زار مدينة مراكش، دون أن يستمتع بسحرها.