الفصائل الجنوبية المنشقة عن الجيش الشعبي تنفي تشكيلها حكومة منفى

جيش الجنوب يعتقل قائد فصيل منشقا عن حكومة سلفا كير في أعالي النيل ويقدمه إلى محاكمة عسكرية

TT

نفت الفصائل العسكرية المنشقة عن جيش جنوب السودان تشكيلها حكومة في المنفى بديلة لحكومة الجنوب التي يرأسها سلفا كير ميارديت، برئاسة جورج أتور أبرز المنشقين، واعتبرت أنها ما زالت تعمل على عقد مؤتمر يجمع كل الفصائل لإسقاط جوبا، في وقت اعتمد دستور جنوب السودان تغيير اسم الجيش الشعبي إلى القوات المسلحة لجنوب السودان. وقال المتحدث الرسمي باسم حركة تحرير جنوب السودان، بول قاركواث لـ«الشرق الأوسط»، إن الأنباء التي تناقلتها الصحف في الخرطوم عن تشكيل جورج أتور لحكومة بديلة للحكومة الحالية في الجنوب غير صحيحة، وأضاف «أرسل لنا أتور برقية أوضح فيها أنه لم يشكل أي حكومة بديلة برئاسته لأن ذلك منهج غير ديمقراطي ولأنه يحارب من أجل الديمقراطية في الجنوب»، وقال إن الفصائل تجري مشاورات في ما بينها لعقد مؤتمر لتوحيدها من أجل إسقاط الحكومة التي تقودها الحركة الشعبية في جوبا. وأضاف «نحن ما زلنا في مرحلة المشاورات، وهمنا الأساسي الآن تنشيط العمل العسكري وتشجيع الرفاق في الجيش الشعبي للانضمام إلينا»، مشددا على أن جميع الفصائل تعترف باستقلال الجنوب عبر الاستفتاء الذي جرى في يناير (كانون الثاني) الماضي، وقال إن فصيله يسعى إلى الوصول إلى جوبا قبل التاسع من يوليو (تموز) القادم موعد إعلان الدولة الجديدة، لكنه عاد وأضاف «حتى لو لم نصل جوبا قبل إعلان الدولة، فإننا سنحتفل بإعلان الدولة في المناطق التي نسيطر عليها، لأننا لا نعترف بهذه الحكومة»، معتبرا أن حكومة سلفا كير لن تكون لها شرعية بعد التاسع من يوليو (تموز) القادم، وقال «لأنها حكومة إقليمية وليست حكومة سيادية».

وقال قاركواث إن الفصائل لا ترفض الحوار مع حكومة سلفا كير، لكن وفق الشروط التي وضعتها في إعلان (ميوم) التي طالبت فيها الفصائل بحل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة قومية تضم كل الأحزاب الجنوبية وبنسب يتم الاتفاق عليها، وأضاف «ليس هناك سياسي وطني يرفض الحوار، وشروطنا واضحة بحل الحكومة الحالية وتشكيل جديدة خلال 20 شهرا بمشاركة كل الأحزاب»، واصفا الحكومة الحالية بالفاسدة وأنها لا تصلح لقيادة الجنوب بعد استقلاله وفي علاقتها مع الشمال، وتابع «الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب فشلت في برنامجها المسمى (السودان الجديد)، لكنها تعمل على إعادته بعد استقلال الجنوب لتحتل به العاصمة الخرطوم)، وأضاف «الحركة الشعبية تصر على تحقيق هدفها في السودان الجديد، والجنوبيون لا مصلحة لهم في ذلك».

من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم جيش الجنوب فيليب أقوير لـ«الشرق الأوسط» اعتقال المنشق عن جيش الجنوب قبريال تانق، ونائبه توماس مبيور بعد أن سلما أنفسهما للجيش الشعبي بعد هزيمة قوات تانج في آخر معركة في منطقة (كاداك) القريبة من ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل في جنوب السودان، وقال إنهما وضعا رهن الاعتقال المنزلي في جوبا، وأضاف أن تقديمهما إلى محاكمة عسكرية من عدمه بسبب ضلوعهما في مقتل (200) مواطن يخضع إلى القرار السياسي، مشيرا إلى أن القضاء العسكري سيقرر أسباب الاعتقال. وقال: «الجيش الشعبي مهمته انتهت بحسم تانج في الميدان»، وتابع «إما العفو عنه أو محاكمته، فهو قرار سياسي لدى رئيس حكومة الجنوب سلفا كير».

وقال أقوير إنه من المتوقع أن يمثل اللواء قبريال تانق لمحاكمة عسكرية في جوبا، وقال إن القضاة العسكريين سيوجهون تهما تتعلق بانتهاكات إنسانية قام بها تانج ضد المواطنين والجيش الشعبي في ولايتي أعالي النيل وجونقلي، مشيرا إلى أن عدد القتلى من الاشتباكات مع الميليشيات بلغ نحو (265) في الأسبوع الماضي، مما يرفع إجمالي القتلى أكثر من ألف قتيل خلال هذا العام، وقال إن آخر اشتباكات مع قوات تابعة لتانج أسفرت عن مقتل (165) بينهم (30) مدنيا كانوا وسط تبادل النيران. وشدد أقوير على أن المنشق عن الجيش الشعبي الفريق جورج أتور المنشق، قد عقد اجتماعا مع قادة الاستخبارات العسكرية بالجيش السوداني بالمجلد أمس، وهي ذات الفترة التي يزور فيها البشير المنطقة، وقال: «لدينا الأدلة على أن جورج أتور وبيتر قديت اجتمعا في المجلد مع الاستخبارات العسكرية يوم الخميس – أول من أمس» ، وأضاف (أتور كان في الخرطوم لأن البيانات التي تصدر منه هو وقديت تتم في الخرطوم لأن الغابة ليست بها مطابع»، وتابع «نعلم بكل تحركات أتور وقديت في تلك المناطق». إلى ذلك، اعتمد دستور جنوب السودان الجديد تغيير اسم الجيش الشعبي إلى «القوات المسلحة لجنوب السودان» بعد انفصال الجنوب رسميا في التاسع من يوليو (تموز) المقبل، وكان الجيش الشعبي قد تأسس في مايو (أيار) من عام 1983 عند بدء التمرد في الجنوب.

من ناحية أخرى، استنكر حاكم ولاية جونقلي كوال ميانق جوك انسحاب منظمة برنامج الغذاء العالمي من الولاية بعد حادثة مقتل أحد موظفيها على يد مجهولين الأسبوع الماضي. وقال إن المواطنين يعانون نقصا حادا في الغذاء، خاصة بعد تأثر ثلاثة ألف مواطن بسبب مشكلات نهب الأبقار، ونزوحهم إلى منطقتي بيبور وليكونقولي الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنه لم يتلق إخطارا رسميا بشأن انسحاب المنظمة العاملة في الولاية. وقال منسق برنامج الغذاء العالمي بجنوب السودان، ليون فاندر فيلدن، في حديث لراديو «مرايا» التابع للأمم المتحدة إن المنظمة لم تنسحب من المنطقة وإنما قل نشاطها في جزء من مناطق جونقلي التي تشهد توترات أمنية، وأشار إلى أن المنظمة تعمل في سبع من جملة 11 مقاطعة بولاية جونقلي، وأضاف أن فريقي الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي سيجريان تحقيقا في ملابسات مقتل موظف الغذاء العالمي الأسبوع الماضي. ويذكر أن ولاية جونقلي تعاني نقصا في الغذاء بسبب فشل الموسم الزراعي للعام الماضي بسبب الجفاف وعدم نزول الأمطار في الإقليم، إضافة إلى مشكلات نهب الأبقار والقتل.