يضم 48 عضوا من مختلف القوى السياسية والحزبية في مصر

اهتمام إثيوبي بزيارة الوفد الشعبي المصري.. والتعاون لا يقتصر على مياه النيل

TT

التقى الوفد الشعبي المصري، الذي يزور إثيوبيا حاليا، أمس، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أبيدولا جمادا، رئيس البرلمان الإثيوبي، وكاسا تكلبيران، رئيس المجلس الفيدرالي الإثيوبي، وذلك لبحث سبل التعاون بين الجانبين المصري والإثيوبي، التي لا تقتصر على قضية مجرى مياه النيل إلى مصر.

وشهدت أديس بابا استقبالا حافلا للوفد الشعبي المصري فور وصوله، صباح أول من أمس، إلى مطار العاصمة؛ حيث استقبله كبار المسؤولين الإثيوبيين، من بينهم داود محمد، وزير الدولة للسياحة، وطارق غنيم، سفير مصر في أديس أبابا.

وعن الزيارة التي لاقت اهتماما في الصحف الإثيوبية، قال عضو الوفد د. عزازي علي عزازي، رئيس تحرير جريدة «الكرامة» المصرية، لـ«الشرق الأوسط»: «قوبلنا بترحيب من قبل حكومة إثيوبيا، وتحدثنا في اليوم الأول من الزيارة مع المسؤولين الإثيوبيين عن جدول أعمال الزيارة، الذي يتلخص في نقطتين، أولاهما: استعادة العلاقات التاريخية المصرية - الإثيوبية إلى طبيعتها بعد أن ساءت خلال حكم النظام السابق، والنقطة الأخرى: تطوير أوجه التعاون والتنمية بمفهومها الشامل وعدم قصر الأمر على مياه النيل، التي تعتبر فقط جزءا من منظومة كاملة للعلاقات بين البلدين».

وأضاف عزازي أن الجانب الإثيوبي أعلن من اللحظة الأولى لزيارة الوفد المصري عن تقديره لثورة «25 يناير»، كما أن المسؤولين الإثيوبيين على وعي أن لدى مصر مشكلة في المياه؛ لذا طرحوا تبادلا مشتركا حول حل مشكلة الطاقة في إثيوبيا مع الجانب المصري، الذي لديه كفاءات في هذا الجانب وتقديم خطط تنموية في هذا الشأن بين الجانبين، مضيفا: «خلال زيارتنا سنعقد عدة لقاءات مع كل من الرئيس الإثيوبي وعدد من الوزراء، وسوف يتوجه وفد البرلمان الشعبي بعد ذلك إلى إريتريا».

وتابع عزازي أن هناك تعاونا بين الرؤية الرسمية المصرية والرؤية الشعبية، مبينا أن رئيس الوزراء المصري د. عصام شرف سوف يذهب قريبا إلى دول أفريقيا لبحث أوجه التعاون المشترك بين مصر والقارة السمراء.

إلى ذلك، قال سفير إثيوبيا لدى مصر محمد درير، الذي يرافق وفد الدبلوماسية الشعبية: «إن مصر وإثيوبيا مرتا بمرحلة صعبة في العلاقات، لكن البلدين يتسمان بالحكمة؛ لأننا ننتمي إلى حضارات عريقة في أفريقيا وأن أم الحضارات في أفريقيا، في إثيوبيا ومصر، ولدينا الحكمة في أن نتجاوز هذه المرحلة التي شهدت توترا في العلاقات، وأن نبدأ مرحلة جديدة من التفاؤل والتقارب أكثر وأن نعمل بشكل مشترك على أساس المنفعة المتبادلة، ونفكر بطريقة تحقيق مكاسب للجميع». وقال: «إن إثيوبيا ليست لديها نوايا للإضرار بمصر، وما تقوم به من سدود هي لتوليد الكهرباء ولعمليات الري بشكل مقبول، وإن سد الألفية يعود بالمنفعة على السودان؛ حيث يتشرد الآلاف هناك من الفيضانات، علاوة على أنه سيخفف من مشكلة تراكم الطمي ويحد من فاقد المياه بالتبخر، وأنه سيفيد مصر كذلك».

وأضاف أن «وفد الدبلوماسية الشعبية هذا يمثل أكبر وفد مصري زار إثيوبيا في التاريخ المعروف، ونتوقع في المرحلة المقبلة زيارة رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف، وما قام به شباب الثورة من عمل جبار في تاريخ مصر الحديث أتى بخطاب جديد، وهو أن من أراد الحرية لنفسه ومن أراد أن يعيش حياة كريمة، لا يستطيع إلا أن يقبل بنفس القيم والمثل للشعوب الأخرى».

يُذكر أن الوفد الشعبي يضم 48 عضوا من مختلف القوى السياسية والحزبية في مصر، من بينهم: د. السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، وحمدين صباحي وهشام البسطويسي، المرشحان لرئاسة الجمهورية، وجورج إسحاق، القيادي بحركة «كفاية»، إلى جانب عدد من شباب ثورة «25 يناير».