مصر: علاقة موسى بالنظام السابق تخيم على حملاته للترشح لانتخابات الرئاسة

جولة الفقي لتأمين دعمه لمنصب أمين الجامعة العربية تشمل الأردن وسوريا والسعودية

TT

في أكثر من موقع من المواقع التي مرت بها الجولات الدعائية للترشح لانتخابات الرئاسة المصرية، التي يقوم بها عمرو موسى، الأمين العام الحالي للجامعة العربية، ووزير الخارجية المصري الأسبق، ثارت قضية علاقته بالنظام المصري السابق، وأصبحت هذه القضية تخيم بظلالها على حملاته للترشح للرئاسة. ومن المقرر أن يتخلى موسى عن منصبه في الجامعة العربية الذي يتنافس عليه حاليا كل من المصري الدكتور مصطفى الفقي، والقطري الدكتور عبد الرحمن العطية، حيث بدأ الفقي جولة لتأييد ترشيحه في عدة دول عربية تشمل الأردن وسوريا والسعودية.

ويواصل موسى جولاته الدعائية للترشح للرئاسة المصرية بعد الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، واختار من المدن الجنوبية بصعيد مصر، منطلقا لحملته. ونفى مصدر مسؤول في حملة موسى الدعائية أمس «كل ما تردد عن زيارته لمنزل منسق حملة الرئيس السابق (مبارك) في مدينة أبو تيج بمحافظة أسيوط في صعيد مصر». وأشار المصدر إلى أن زيارة موسى لمركز ومدينة أبو تيج لم يكن مدرجا بها دخول أي منزل من منازل كبار العائلات، لأن برنامج الزيارة كان يتضمن لقاء موسعا مع كبار وقيادات العائلات، ولكن ما حدث أن الآلاف من أهالي المدينة احتشدوا حول الحافلة التي تقل موسى، وناشدوه النزول إليهم وهو ما دعاه للاستجابة إليهم.

وتابع المصدر قائلا: إنه تصادف أن مطالبة المواطنين لموسى بالنزول كانت أمام منزل عمر عزمي أبو سالم مرشح الحزب الوطني السابق والمنسق العام لحملة الرئيس السابق حسني مبارك لانتخابات الرئاسة عام 2005، وإنه «من كثرة الحشود اضطر عمرو موسى إلى الوقوف في جزء من حديقة المنزل ليحدث مؤيديه»، مشيرا إلى أن كلمة موسى لم تستغرق أكثر من خمس دقائق وحرص فيها على تأكيد موقفه الرافض للتحالف مع رموز الحزب الوطني الفاسد، مشددا على أنه لم ينضم لأي حزب، وأنه سيخوض انتخابات الرئاسة مستقلا، وأنه «لم ولن يتعاون مع المحسوبين على الأحزاب الفاسدة ولا مع من تدور حولهم الشبهات».

وقال موسى إن عصر الديكتاتورية والانكسار الذي شهدته مصر خلال السنوات الماضية انتهى، وأن الصعيد، الذي عانى في الماضي بسبب القمع والسياسات الخاطئة، هو بوابة مصر الاقتصادية الحقيقية. كما أضاف في مؤتمره الشعبي بأبو تيج مساء أول من أمس، أنه سوف يعمل على تنمية الصعيد الذي كان مهمشا وعانى من الإهمال والإرهاب على مدار فترة حكم النظام السابق.

وبالتزامن مع حملته الدعائية التي تسبق موعد التقدم الرسمي لانتخابات الرئاسة بعدة أشهر، سيتخلى موسى عن الموقع الذي يشغله منذ عام 2001، حيث يعد كل من المصري الدكتور مصطفى الفقي، والقطري الدكتور عبد الرحمن العطية، أبرز المرشحين لخلافة موسى. ومن المقرر أن يصل الفقي إلى العاصمة السورية دمشق ظهر اليوم (الاثنين) في زيارة وصفت بالسريعة، يلتقي خلالها عددا من كبار المسؤولين السوريين، لبحث آخر التطورات المتعلقة بالمنطقة.

وقالت مصادر قريبة من الفقي إن زيارته إلى سوريا تأتي في إطار جولة له تشمل عددا من الدول العربية، حيث سيصل دمشق قادما من العاصمة الأردنية عمان، على أن يتوجه بعد ذلك من دمشق إلى السعودية، في إطار جولته العربية بشأن ترشحه لمنصب الأمين العام للجامعة العربية.

ونفى الفقي صحة صورة فوتوغرافية يتم تداولها على صفحات بموقع «فيس بوك» على شبكة الإنترنت تصوره وكأنه يقبل يد وزير الإسكان المصري السابق أحمد المغربي (الذي يحاكم حاليا بتهم الفساد). وقال الفقي إن الصورة تم التقاطها عن قصد وبطريقة توضح مضمونا مغايرا للحقيقة لتشويه صورته أمام الرأي العام داخل مصر على خلفية الخلافات التي كانت بينه وبين قيادات الحزب الوطني (الحاكم سابقا)، وآرائه في السياسات التي كان يطرحها الحزب حينذاك، مشيرا إلى أن ما يوجه له خلال هذه الفترة هو حملة افتراءات وأكاذيب مع قرب حسم اختيار الأمين العام الجديد للجامعة العربية.

وفي محافظة المنيا، شهد مؤتمر عمرو موسى، أمس حضورا لافتا من جانب أعضاء الحزب الوطني المنحل، وسادت حالة من السخط بين الأهالي بعد عقد موسى مؤتمره في منتجع حورس السياحي برعاية رجل أعمال ينتمي للحزب المنحل، حسب قول الأهالي. وأكد محمد خلف عضو ائتلاف شباب ثورة 25 يناير بالمنيا على أن أغلب حضور مؤتمر موسى كانوا من أعضاء الحزب الحاكم سابقا، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إن مؤتمر موسى في المنيا كان برعاية أحد رجال الأعمال المنتمين للحزب الوطني المنحل».وأضاف أن حالة من الاستياء سادت بين أهالي المنيا بسبب عدم إقامة المؤتمر في مكان مفتوح يحضره من يشاء من أبناء المنيا، للتعرف على برنامج موسى الانتخابي، وطرح ما يدور بداخلهم من أسئلة حول سياسات موسى وبرامجه المستقبلية.

وقالت مصادر في الحملة الانتخابية لعمرو موسى إن هناك حملة منظمة لإفساد مؤتمرات موسى في صعيد مصر.

وأوضحت المصادر في بيان أصدرته، أمس، إنه استمرارا لهذه الحملة حاول ما لا يزيد عن عشرة أفراد إفساد المؤتمر الشعبي لموسى بمحافظة المنيا بإثارة الهرج والضوضاء وتوجيه السباب بألفاظ جارحة للحضور من مؤيدي موسى.

وذكر البيان أن «الآلاف من الحضور في المؤتمر احتجوا على تصرفات القلة، وأكدوا أن هذه المحاولات تتكرر مع كل المرشحين للرئاسة الذين يزورون محافظة المنيا وأنها منظمة لإحراج وتشويه سمعة رموز مصر لصالح أحد المرشحين». ووفقا للبيان، فقد طالب كل من بالقاعة بطرد هؤلاء المشاغبين واستكمال المؤتمر الشعبي، ولكن عمرو موسى رفض استبعاد أحد، وأصر على استكمال المؤتمر بمشاركة الجميع، وهدد بعدم استكماله إذا أجبر أي مواطن على الرحيل. وقال: «أنا مع كل الشعب المصري ومستعد للإجابة على كل الأسئلة وأرفض مثلكم جميعا مشاركة رموز الفساد من الحزب الوطني». وجدد تأكيده على أنه «لا تحالف مع الحزب الذي أفسد الحياة السياسية في مصر».