احتفالات عيد العمال في المغرب تركز على الشعارات المنددة بالإرهاب

«20 فبراير» المطالبة بإصلاحات تدعو إلى التظاهر في 8 مايو

الملك محمد السادس يتفقد جرحى «ساحة جامع الفنا» («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت مواكب المحتفلين بعيد العمال في الدار البيضاء والرباط بمشاركة حركة «شباب 20 فبراير» رفع شعارات تندد بالإرهاب، بعد ثلاثة أيام من الاعتداء الدامي الذي استهدف مقهى في مراكش أسفر عن سقوط 16 قتيلا. وفي الدار البيضاء، هتف نحو ألفي شاب من حركة «شباب 20 فبراير» التي تطالب بتغييرات سياسية واجتماعية في المغرب «لا للإرهاب»، فيما خرج الآلاف لإحياء عيد العمال في هذه المدينة.

وفي العاصمة الرباط، خرج كثيرون أيضا للاحتفال بالمناسبة بينهم نحو 300 شخص من حركة «شباب 20 فبراير» التي ولدت على غرار بقية الحركات الشبابية في العالم العربي المضطرب. وهتف آلاف الناشطين في الرباط بأن «الإرهابي يخشى الدستور ديمقراطيا». وكتب على إحدى لافتات منظمة العمل الديمقراطية أن «الطبقة العاملة تدين الأعمال الإرهابية التي شهدتها مراكش»، بالإضافة إلى لافتات أخرى تحمل مطالب اجتماعية تقليدية. وفي مراكش، تظاهر مئات من الأشخاص بينهم أعضاء في حركة «شباب 20 فبراير» حتى ساحة جامع الفنا التي استهدفها اعتداء 28 أبريل (نيسان) الماضي.

كذلك، دعت حركة «شباب العشرين من فبراير» التي تطالب بإصلاحات سياسية في المغرب أمس إلى التظاهر في 8 مايو (أيار) الحالي في مراكش «من أجل الديمقراطية» و«ضد العنف» وتضامنا مع سكان المدينة التي تعرضت الخميس لاعتداء دام.

وكما حصل في مظاهرات 20 فبراير (شباط) و20 مارس (آذار) و24 أبريل، طالب الشباب الذين يقفون على رأس الحركة الاحتجاجية في البلاد بـ«لا لتراكم الثروات والسلطات». ودعا الكثير من الناشطين إلى توخي الحذر حيال إمكان تأثر الإصلاحات في المملكة بعد الهجوم الذي استهدف الخميس الماضي مقهى شهيرا في مراكش.

وأدى هجوم مراكش إلى خشية من عودة إلى الوراء في الإصلاحات في مقابل تعزيز الإجراءات الأمنية والسياسية في البلاد. وبعد ثلاثة أيام من الاعتداء الأكثر دموية منذ الاعتداءات التي نفذها متطرفون في مايو 2003 في الدار البيضاء وأودت بحياة 45 شخصا بينهم 12 انتحاريا، تتواصل التحقيقات، حيث كل الفرضيات ممكنة، بحسب ما أفاد مصدر أمني أمس. ولم تتبن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الحادث، لكن السلطات المغربية أعلنت الجمعة أن «كل الفرضيات واردة بما فيها تنظيم القاعدة».

وجرت أول من أمس في، مقبرة «حي سوكوما» بمراكش، مراسم تشييع جثمان ياسين بوزيدي، 31 سنة، أحد الضحايا المغاربة الذين قضوا في تفجير مقهى «أركانة»، إلى جانب 14 سائحا أجنبيا. وخلف الضحية، الذي كان يعمل نادلا في المقهى، طفلة في السادسة من عمرها وزوجته الحامل.

وانتشرت قوات الأمن المغربية في أنحاء البلاد، وتمت إقامة حواجز عند مداخل المدن الكبرى في المغرب لضمان الأمن الداخلي للبلاد، بحسب المصدر الأمني. وتتواصل عملية تحديد هويات الضحايا وبينهم سبعة فرنسيين. وتتحدث إحدى الفرضيات عن تفجير بواسطة قنبلة تم التحكم بها من بعد.

وزار العاهل المغربي الملك محمد السادس أول من أمس مراكش، بعد يومين على الاعتداء وتوقف لدقائق في ساحة جامع الفنا حيث وقع الاعتداء وتفقد المقهى ثم قام بعدها بوضع أكاليل من الزهر في ذكرى الضحايا. وبعد الزيارة، تقرر أن تعود الساحة إلى نشاطها المعتاد، كما تقرر تنظيم مهرجان فنية طوال سنة كاملة.