سكرتير جمال عبد الناصر ينفي علاقة الرئيس الراحل باسم «الخليج الفارسي»

قال لـ «الشرق الأوسط»: الوثائق المنشورة غير صحيحة.. الدقباسي: استفزازات طهران لا تساعد على الحوار

ايرانيون في باريس يرفعون لافتة ترفض «الجمهورية الاسلامية» في إيران ضمن احتفالهم بعيد العمال العالمي في فرنسا أمس (أ.ف.ب)
TT

أثارت تصريحات إيرانية عن إطلاق اسم «الفارسي» على الخليج العربي، ردود فعل عربية رافضة لمزاعم طهران حول هذه القضية، ونفى سامي شرف سكرتير الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر علاقة الرئيس الراحل باسم «الخليج الفارسي»، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن المزاعم الإيرانية عن الخليج غير صحيحة، فيما شدد رئيس البرلمان العربي، سالم الدقباسي، على أن استفزازات طهران لا تساعد على الحوار.

وبالتزامن مع احتفال إيران بما تسميه «اليوم الوطني للخليج الفارسي» تناولت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية العديد من التصريحات والوثائق التي تزعم أنها تشير إلى اسم الخليج باسم الخليج الفارسي، لا العربي، وكان من بين هذه الوثائق ما نسبه الإعلام الإيراني للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بقولها (وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية)، إنه توجد وثيقتان لعبد الناصر يعترف فيهما باسم «الخليج الفارسي».

وحول مصداقية مثل هذه الوثائق التي نشرتها بعض وسائل الإعلام الإيرانية، قال سامي شرف الذي عمل كسكرتير للرئيس الراحل جمال عبد الناصر لشؤون المعلومات، لـ«الشرق الأوسط»، إن الوثيقة الأولى التي نشرت ليست وثيقة بل صورة برقية تلغرافية بتاريخ 1938، يعني قبل ثورة مصر عام 1952، بأربعة عشر عاما، وأضاف أن «الخط بالطبع ليس خط الرئيس عبد الناصر فهي ليست وثيقة قطعا، وفي هذا التاريخ كان عبد الناصر طالبا بالكلية».

وأضاف سامي شرف أن مفهوم عبد الناصر كان يقول بوضوح إن «الخط العربي القومي يبدأ من المحيط إلى الخليج، واستخدام السياسة في مثل هذه الأمور إنما يعبر عن رؤية قاصرة.. من المفترض أن تحسن إيران من علاقتها مع كل دول العالم».

من جهته، قال جمال فهمي رئيس تحرير جريدة «العربي» الناصري معلقا على ما أوردته وكالة أنباء «فارس» شبة الرسمية حول الوثيقتين المزعومتين: «إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم يذكر خلال خطاباته أو اجتماعاته اسم الخليج الفارسي، وما ورد بهذا الشأن ما هو إلا محاولة ساذجة لإثبات شيء لا معنى له.. ما الخليج العربي إلا خليج تقع عليه الأقطار العربية، واهتمام إيران حوله يثير الدهشة».

ووصف فهمي ما تفعله إيران في هذا الشأن بـ«الأمور الصبيانية ومن المفترض أن تهتم إيران بخلق علاقات وطيدة مع دول الخليج، بدلا من أن تهتم بمثل هذه التفاهات».

وتساءل فهمي حول إرسال الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر برقية، قالت وسائل الإعلام الإيرانية إنها موجهة منه إلى مدير نادي البحرين، في ذلك الوقت: كيف لرئيس دولة أن يكتب رسالة لمدير ناد؟! و«لو افترضنا أن الوثيقة سليمة.. من يهتم بكتابة هذه الخطابات أو الرسائل هو موظف المكتب ووارد أن يذكر الموظف لفظا خاطئا».

من ناحية أخرى، وردا على على مزاعم رئيس هيئة الأركان الإيراني حسن فيروز آبادي الذي ذكر أن الخليج العربي «فارسي»، قال الدقباسي أمس إن «أمن الخليج العربي ليس تركة إيرانية وإنما هو تجسيد للعلاقات السليمة والصحية بين الدول العربية وإيران»، حسب وكالة الأنباء الكويتية.

وقال رئيس البرلمان العربي إن استمرار بعض القيادات الإيرانية في إطلاق التصريحات والأعمال الاستفزازية ضد الدول العربية الخليجية لا يساعد على خلق مناخ ملائم لحوار عربي إيراني جاد ومسؤول «فنحن نسعى إلى أن تكون منطقة الخليج منطقة أمن واستقرار وسلام وتعاون بين الطرفين».

وطالب الدقباسي الدول والبرلمانات العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالتصدي والوقوف بقوة لهذه الاستفزازات والأعمال الإيرانية التي قال إنها تزايدت بصورة لافتة في الآونة الأخيرة والتي من الممكن أن تؤدي إلى مخاطر جسيمة على أمن الخليج وتنعكس بالسلب على الأمن القومي العربي في عمومه وأمن الدول العربية الخليجية على وجه الخصوص. واعتبر الدقباسي تناقض التصريحات الإعلامية الإيرانية بمثابة نوع من التغطية على الأحداث الداخلية، مشيرا إلى ثورة عرب الأحواز في غرب إيران التي تستخدم فيها سلطات طهران العنف المفرط في قمعها.