الشيوعيون يقودون مظاهرة «حمراء» وسط بغداد بمناسبة عيد العمال

قيادي في الحزب لـ «الشرق الأوسط»: نحن مع إجراء انتخابات مبكرة

أعضاء الحزب الشيوعي العراقي يشاركون في مسيرة ببغداد أمس بمناسبة عيد العمال العالمي (إ.ب.أ)
TT

ارتدى شارع السعدون، أحد أهم شوارع قلب العاصمة العراقية بغداد، أمس، اللون الأحمر، وذلك عندما نظم المئات من الشيوعيين العراقيين مظاهرة انطلقت من ساحة الفردوس وحتى ساحة التحرير من جانب الرصافة ببغداد كانت الأكبر بالنسبة لهم منذ الانتخابات التي جرت العام الماضي ولم يتمكنوا خلالها من الحصول على أي مقعد في البرلمان «على الرغم من حصولنا على 70 ألف صوت بسبب قانون الانتخابات والمحاصصة السياسية والحزبية»، حسبما أفاد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي مفيد الجزائري وزير الثقافة الأسبق.

وحمل الشيوعيون وأنصارهم خلال المظاهرة أعلاما وبالونات حمراء ومكبرات صوت إضافة إلى علم الحزب «المنجل والمطرقة». ودعا الحزب الشيوعي خلال هذه المسيرة إلى إعادة عمل النقابات وحماية الصناعة الوطنية، وحمل أنصاره لافتات كتب عليها «التنظيم النقابي حق مشروع للعمال» و«نعم لإجراء انتخابات عمالية وفق النظام الداخلي للنقابات». وهتف أنصار الحزب: «احموا الصناعات الوطنية، وادعموها وامنعوا الاستيراد العشوائي»، مطالبين بدعم القطاع العام لبناء الاقتصاد.

وارتدى منظمو المسيرة قمصانا كتب عليها «الحملة العمالية الوطنية من أجل إجراء قانون عمل منصف وعادل». وقد ردد المشاركون في المسيرة هتافات تطالب الحكومة بالقضاء على البطالة في البلاد، وتوفير فرص العمل للعاطلين.

وأكد الجزائري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المظاهرة هي إعادة تأكيد لأهمية الطبقة العاملة وأهمية دورها في العالم حيث إن عيد العمال لا يزال عيدا عالميا ويحتفل به العمال وكل الطبقات الكادحة في كل أنحاء العالم»، مضيفا أن «ما نحتاج إليه في العراق الآن هو أن تدعم الديمقراطية بإجراءات حقيقية وملموسة لكي نشعر بأن التيارات العلمانية والليبرالية تكون قادرة على ممارسة أنشطتها بصورة صحيحة».

وأشار عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي إلى أن «عيد العمال كان ولا يزال واحدا من الأنشطة والاحتفالات التي ظل يمارسها العراقيون ويحترمونها عبر كل العهود والأنظمة، والتي لا تخرج عن المسيرات والاحتفالات الشعبية التي لا تؤذي أحدا بقدر ما توفر فرصة حقيقية لتعميق الديمقراطية التي هي ليست مجرد شعارات وإنما هي سلوك قبل كل شيء».

وردا على سؤال بخصوص الدعوات التي تتبناها بعض القوى السياسية لإجراء انتخابات مبكرة، قال الجزائري إن «هذه الدعوات تنسجم مع رؤيتنا التي كنا قد أكدناها في وقت مبكر بعد إجراء الانتخابات، وهو ما أكدته فيما بعد المحكمة الاتحادية عندما أشارت إلى خلل دستوري وهو ما لم تأخذ به الكتل السياسية التي فصلت القانون على هواها». وأضاف أن «الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة لا تكفي دون إعادة النظر بقانون الانتخابات وبالمفوضية العليا للانتخابات وكذلك تشريع قانون الأحزاب السياسية».

سياسيا، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره لعدم ارتداء الزي العسكري وحمل السلاح خلال الاستعراض الذي سينظمونه في العشرين من الشهر الحالي. وقال بيان صدر عن مكتبه في النجف وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «هذا الاستعراض مدني سلمي إسلامي ولا دخل للسلاح والزي العسكري فيه إطلاقا». وأضاف الصدر طبقا للبيان أن «من يحمل السلاح أو يلبس الزي العسكري خلال إقامة التدريب أو الاستعراض فهو ليس مني بل هو خائن لي ولحوزته وسيعتبرنه مدسوسا يريد التخريب وزعزعة الثقة بنا».