ترحيب دولي بمقتل بن لادن.. وتشكيك في تأثيره على قوة التنظيم

مكسب سياسي لأوباما وتحدٍّ لمواجهة دعوات الثأر

الرئيس الأميركي باراك اوباما يمسك بيد دوروثي ماتيوس شقيقة الجندي هنري سفيلا في احتفال منحه ميدالية الشرف للشجاعة في البيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)
TT

تباينت ردود الفعل على مقتل زعيم تنظيم القاعدة في عملية نفذتها مجموعة كوماندوز أميركية في باكستان؛ فقد رحب الكثير من عواصم العالم، أمس الاثنين، بإعلان واشنطن مقتل المطلوب رقم واحد للولايات المتحدة، إلا أن بعضها حذر من أن هذا الإنجاز لا يعني نهاية التهديد الإرهابي. وقد عبر الآلاف في واشنطن ونيويورك عن ابتهاجهم بهذا الحدث الذي اعتبروه «انتصارا للعدالة وعزاء للعائلات التي فقدت ذويها». وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه «تم إحقاق العدالة»، وذلك عند إعلان مقتل «إرهابي مسؤول عن موت آلاف الأبرياء». إلا أنه دعا إلى «الإبقاء على اليقظة»؛ لأن تنظيم القاعدة ما زال يشكل تهديدا للولايات المتحدة «بلا أدنى شك». أما جورج بوش، الذي كان رئيسا للولايات المتحدة عند وقوع الاعتداءات وأكد أنه يريد بن لادن «حيا أو ميتا»، فقد رحب «بهذا الانتصار لأميركا والشعوب المحبة للسلام وكل الذين فقدوا أقرباء في 11 سبتمبر (أيلول) 2001». من جهته، وصف رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني العملية بأنها «انتصار كبير» على الإرهاب. وباكستان حليفة للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب. أما الرئيس الأفغاني حميد كرزاي فقد قال إن زعيم تنظيم القاعدة دفع ثمن «أفعاله»! معتبرا أن مقتل بن لادن في باكستان يثبت أن الحرب على الإرهاب يجب أن تجري ضد قواعده ومصادره الموجودة خارج أفغانستان. كما دعا متمردي طالبان إلى «استخلاص الدروس» من مقتل بن لادن و«وقف القتال».

وفي بروكسل، قال الاتحاد الأوروبي: إن مقتل بن لادن «نتيجة مهمة» لمكافحة الإرهاب من شأنها أن تجعل العالم «أكثر أمنا». وصرح رئيس الاتحاد هيرنان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو بأنها «نتيجة مهمة لجهودنا التي هدفت إلى تخليص العالم من الإرهاب».

وقالت هايدي هوتالا: «كان من الأفضل إحالته إلى القضاء حيا»، بينما أعرب رئيس البرلمان البولندي المحافظ جيرزي بوزيك عن شعوره بالارتياح لقتل بن لادن. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في بيان: «إن نبأ مقتل بن لادن يشكل مصدر ارتياح كبير لشعوب العالم». لكن رئيس الوزراء الأسبق توني بلير حذر من أن «مكافحة الإرهاب تبقى أمرا ملحا»، مع أن تصفية بن لادن تشكل «نجاحا كبيرا».

أما إسبانيا التي استهدفتها اعتداءات مرتبطة بتنظيم القاعدة في 2004، فرأت أن مقتله «خطوة حاسمة» على طريق مكافحة الإرهاب. وأكدت الحكومة في بيان أنها «ملتزمة بالتعاون مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب في أي مكان يخطط له وينفذ».

وفي باريس، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن فرنسا «ترحب بتصميم الولايات المتحدة» بعد مقتل بن لادن «الحدث الكبير في محاربة الإرهاب في العالم». من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن مقتل بن لادن يشكل «انتصارا للديمقراطيات كافة، التي تحارب آفة الإرهاب البشعة». واعتبرت ألمانيا خبر مقتل بن لادن «نبأ سارا لكل المسالمين والذين يفكرون بحرية في العالم». وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن مقتل بن لادن «انتصار لقوى السلام»، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن «الإرهاب الدولي لم يهزم بعدُ وعلينا أن نبقى جميعا متيقظين». كما أشادت روسيا بإعلان مقتل بن لادن. وقال الكرملين، مقر الرئاسة الروسية، إنه «يرحب بالنجاح العظيم الذي حققته الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب في العالم». وذكرت موسكو أن روسيا «من أوليات الدول التي واجهت تهديد الإرهاب الشامل»، في إشارة إلى الاعتداءات التي ضربت البلاد عام 1999، مؤكدة أنه «لدينا الأسباب كلها التي تجعلنا نعتقد أن أسامة بن لادن مرتبط بأعمال إرهابية على أرضنا».

وفي الفاتيكان، قال الأب فيديريكو لومباردي، المسؤول عن المكتب الإعلامي: إن أسامة بن لادن «يتحمل مسؤولية كبيرة» في نشر «الفرقة والحقد بين الشعوب». أما الرئيس التركي عبد الله غول فقد عبر عن ارتياحه لمقتل بن لادن، معتبرا أن «الطريقة التي تمت تصفيته بها يجب أن تكون مثالا لكل العالم»، ملمحا إلى قادة إرهابيين في العالم. وعبرت إسرائيل عن ارتياحها لتصفية بن لادن، مؤكدة أن موته «يشكل نجاحا كبيرا للعالم الحر». وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «إن دولة إسرائيل تشارك الشعب الأميركي فرحته بعد تصفية بن لادن». وأضاف البيان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «يهنئ الرئيس الأميركي باراك أوباما على هذا الانتصار للعدالة والحرية والقيم المشتركة للبُلدان الديمقراطية التي قاتلت جنبا إلى جنب الإرهاب». وفي تصريح للإذاعة العسكرية الإسرائيلية، حذر وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان من أن «الأيام المقبلة ستكون حاسمة؛ لأن كل المنظمات المرتبطة بـ(القاعدة) أو تقول إنها مرتبطة بها ستبذل قصارى جهودها لارتكاب اعتداء كبير». ورحبت كينيا، التي شهدت في 1998 اعتداء داميا على سفارة الولايات المتحدة في نيروبي، بـ«هذا التحرك العادل». وفي نيودلهي، أعلن وزير الداخلية الهندي بي شيدمبرام أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة بالقرب من إسلام آباد يؤكد أن باكستان تعتبر «ملاذا» للإرهابيين.