3 رؤساء أميركيين تعقبوا بن لادن

كلينتون: تعاون باكستان ساعدنا

TT

خلال 15 سنة، تعقب 3 رؤساء أميركيين أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة: بيل كلينتون، جورج بوش، باراك أوباما. وأمس، بعد اغتيال بن لادن، بدا نقاش حول نقطتين: أولا: الرئيس الذي يتحمل مسؤولية عدم القبض عليه خلال كل هذه السنوات. ثانيا: الرئيس الذي يعود إليه الفضل في قتله. وكالعادة، صار النقاش حزبيا، لأن ديمقراطيين قالوا إن بوش (الجمهوري) فشل وأوباما (الديمقراطي) نجح.

وقال جمهوريون إن بوش هو الذي وضع أساس تعقب بن لادن، ولم يفعل أوباما شيئا غير تطبيق الاستراتيجية، وأن كلينتون (الديمقراطي) أيضا قصر في القبض على بن لادن.

في كل الأحوال، كان ثمن تأخر قتل بن لادن أموالا طائلة، وسنوات كثيرة، وأرواحا أميركية، وقلقا عاما، وخوفا شعبيا. بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، كشفت معلومات بأن الرئيس كلينتون كان أصدر توجيهات سرية فوضت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بإلقاء القبض على بن لادن، وإحضاره إلى الولايات المتحدة لمحاكمته. كان ذلك بعد تفجيرات سنة 1998 في سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا. بعد الانفجارات، لم يعد سرا أن كلينتون يستهدف بن لادن. لهذا، حسب أوامر من كلينتون، أطلقت البحرية الأميركية 66 صاروخا من طراز «كروز» من سفن تابعة للبحرية الأميركية في بحر العرب، استهدفت معسكرات تدريب أنصار بن لادن قرب خوست في أفغانستان. لكن، وبأعجوبة كان بن لادن ترك مكان إقامته قبل الهجوم ببضع ساعات. وبعد سنة، وفي سنة 1999، خططت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) مع الاستخبارات العسكرية الباكستانية لتشكيل فريق من نحو 60 من قوات الكوماندوز الباكستانية للتسلل إلى أفغانستان لاعتقال أو قتل بن لادن. لكن، في آخر لحظة، أحبطت المحاولة بسبب الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة بي نظير بوتو، وجاء بالجنرال برويز مشرف آخر محاولة قام بها كلينتون كانت في آخر سنة له في البيت الأبيض، في سنة 2000، جندت «سي آي إيه» جواسيس أفغانا وباكستانيين وغيرهم لتعقب بن لادن على اعتقاد أنه موجود في أفغانستان، وأطلقوا صواريخ على قافلة سيارات، لكن ليس على السيارة التي كان يعتقد أن فيها بن لادن.

في سنة 2000، خلال الحملة الانتخابية، شن جورج بوش هجوما عنيفا على كلينتون، وعلى نائبه آل غور (مرشح الحزب الديمقراطي ضده) وقال إنهما قصرا في القبض على بن لادن. وبعد أن فاز بوش، وبعد هجوم التاسع من سبتمبر، صار قتل أو اعتقال بن لادن هدفا استراتيجيا أميركيا. إلى ذلك قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إن التعاون مع باكستان ساعد الولايات المتحدة في الوصول إلى المجمع الذي عثرت فيه القوات الخاصة الأميركية على بن لادن وقتلته. وقالت كلينتون أيضا إن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بعلاقة المشاركة مع باكستان وامتنعت عن التعليق بخصوص احتمال دفع أي مكافأة مقابل المعلومات التي أدت إلى العثور على بن لادن.