نبأ مقتل بن لادن بقي سرا حتى الإعلان عن استعداد أوباما لإلقاء خطاب للشعب الأميركي

ليل الأحد الهادئ أصبح أكثر الساعات زخما للصحافيين في واشنطن

TT

كان ليل أول من أمس هادئا في واشنطن مع اقتراب انتهاء عطلة نهاية الأسبوع والاستعداد لأسبوع جديد من العمل. وأرسلت الصحافية المناوبة في البيت الأبيض شيريل بولن رسالة إلى الصحافيين في واشنطن في الساعة الثانية بعد ظهر يوم الأحد، لإبلاغهم بإنهاء مهامها لليوم مع اختتام فعاليات الرئيس الأميركي باراك أوباما لذلك اليوم. إلا أنها عادت وأرسلت رسالة مفاجئة للصحافيين عند الساعة التاسعة و42 دقيقة مساء بتوقيت واشنطن لتقول إن أوباما يستعد لإلقاء خطاب للشعب الأميركي، مما جعل الإعلاميين ينهمكون في الاتصالات مع مصادرهم لمعرفة فحوى الخطاب غير المتوقع.

وبينما تم إعلان الصحافيين أن أوباما سيلقي خطابه في الساعة العاشرة والنصف من مساء أول من أمس، تأخر الرئيس الأميركي ساعة ليلقي خطابه في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا. وقطعت كل القنوات الأميركية الإخبارية وبعضها غير الإخبارية بثها التقليدي لتستعد لإعلام أوباما منذ العاشرة مساء. وخلال نحو ساعتين من معرفة استعداد أوباما لإلقاء الخطاب الغامض وحتى ظهوره أمام عدسات الكاميرات من الغرفة الشرقية، دخل الوسط الإعلامي الأميركي والأجنبي في عاصفة من التكهنات والشكوك حول فحوى الخطاب. إلا أن مصادر أميركية مسؤولة، بدأت تسرب معلومات مقتضبة عن فحوى الخطاب كي لا تزداد الإشاعات وتؤدي إلى لغط أو أخطاء في المعلومات. وكانت أول معلومة سربت أن المسألة التي ينوي أوباما الحديث عنها «تهم الشعب الأميركي والعالم كله»، لتكون المعلومة الثانية أن المسألة «تخص الأمن القومي الأميركي». وسارع المسؤولون الأميركيون بالتأكيد بأن المسألة لا تخص ليبيا.

وبينما حرصت قنوات إخبارية على عدم إعلان مقتل بن لادن، على الرغم من تأكيد بعض المصادر الموثوقة الخبر قبل دقائق من إعلان أوباما الخبر، اشتعل موقع «تويتر» بالتكهنات بأنه هو النبأ الذي بات ينتظره الشعب الأميركي على كافة القنوات الرئيسية الأميركية. وأعلن المسؤولون عن موقع «تويتر» أنه عند بدء أوباما بإلقاء خطابه، نحو 4 آلاف رسالة أرسلت كل ثانية حول النبأ خلال فترة إلقاء الخطاب الذي استمر نحو 9 دقائق. وكان خطاب أوباما نفسه التأكيد الرسمي الأول المعلن لخبر مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ليكون الرئيس الأميركي أول من يعلنه عبر شاشات التلفاز والإذاعة.

واستطاعت الإدارة الأميركية، التي عانت في الأشهر الماضية تسريبات متتالية قللت من وقع الأخبار الصادرة من البيت الأبيض، أن تبقي المعلومة مكتومة على الرغم من إعطاء أمر قتل زعيم «القاعدة» بن لادن منذ يوم الجمعة. وجاء تأخر أوباما بإلقاء خطابه كي يخبر حلفاء حول العالم بالإضافة إلى مسؤولين من الكونغرس الأميركي، فرصة لبعض الإعلاميين ليتأكدوا من الخبر قبل أن يذيعه أوباما رسميا. وكان كيث أربان، وهو كبير موظفي وزير الدفاع الأميركي السابق دونال رامسفيلد، أول من أرسل رسالة عبر «تويتر» يؤكد مقتل بن لادن، ليبدأ بعدها إعلاميون بمطالبة مصادرهم بتأكيد الخبر. وذكر مستخدمو «تويتر» مصادر مثل مساعد أحد أعضاء مجلس النواب الأميركي الذي اطلع على الخبر، بالإضافة إلى مصادر من البيت الأبيض لتأكيد الخبر الذي بدأ ينتشر لحظة تلو الأخرى. ومرة أخرى، كان الإعلام الجديد ومواقع الشبكات الاجتماعية، بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية، مصدر تبلور الصورة حول الأخبار، ولكن تأكيد الأخبار كان يظهر من الإعلام التقليدي. وعند الساعة العاشرة والربع مساء وبينما كان الإعلاميون ينتظرون خطاب أوباما، ابلغ البيت الأبيض الصحافيين المنتدبين إليه بعقد مؤتمر صحافي عبر دائرة هاتفية مع عدد من أكبر المسؤولين الأميركيين في المجال الأمني. ومع تأخر أوباما، تأخر المؤتمر الصحافي الذي عقد عبر دائرة هاتفية بسبب تأخر الوقت وصعوبة وصول الصحافيين إلى البيت الأبيض في تلك الساعة. وفي النهاية، بدأ المؤتمر الصحافي في الثانية عشرة بعد منتصف الليل واستمر لنحو نصف ساعة. وأنهى مسؤول إعلامي في البيت الأبيض المؤتمر بالقول: «لدينا وقت لسؤال واحد إضافي فقط وبعدها سنذهب إلى النوم».

وبعد الانتهاء من التصريحات الرسمية من المسؤولين في البيت الأبيض، انتقل الإعلام إلى تغطية الاحتفالات خارج مقر إقامة وعمل الرئيس الأميركي، بالإضافة إلى موقع هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2011.