مصدر كردي سوري لـ «الشرق الأوسط» : استمرار القمع يدفعنا إلى تصعيد موقفنا

قال إن النظام السوري يلاحق النشطاء السياسيين الكرد ويتعامل معهم كمجرمين وخونة

TT

أعلنت مصادر كردية سورية أن الأجهزة الأمنية بدأت في شن حملة اعتقالات ضد النشطاء السياسيين الكرد على خلفية دعوتهم لتنظيم المظاهرات في المناطق الكردية، وأن تلك السلطات اعتقلت عبد القادر الخزنوي وعبد الصمد علي وهما من القيادات الكردية السورية بتهمة دعوتهما لتنظيم المظاهرات الشعبية في المدن السورية التي تسكنها غالبية كردية.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إنه «على الرغم من الخطاب الهادئ للحركة الكردية بسوريا، وعدم دعوتها لإسقاط النظام والاكتفاء بترديد مطالب شعبية بالديمقراطية والانفتاح على الحقوق الثقافية للشعب الكردي، لكن النظام السوري يلاحق النشطاء السياسيين الكرد ويتعامل معهم كمجرمين وخونة، وطالت حملة الأجهزة الأمنية العديد من النشطاء المشاركين في المظاهرات الأخيرة»، وأضاف أن «النظام بإجراءاته القمعية هذه يدفع الحركة الكردية إلى تصعيد مواقفها ورفع سقف مطالبها التي ما زالت الحركة تتعامل معها بواقعية بعيدا عن العنف الذي تشهده بقية المدن السورية، وإذا استمر الحال على هذا المنوال فإن الحركة سيكون لها موقف أشد قسوة تجاه النظام».

في غضون ذلك نفى قيادي كردي سوري الأنباء التي تحدثت عن انقطاع الاتصالات بالمناطق الكردية داخل سوريا، مؤكدا أنه يتحدث إلى «الشرق الأوسط» من داخل عفرين السورية عبر الهاتف الجوال، مشيرا إلى أن أوضاع المناطق الكردية خلال اليومين الماضيين كانت هادئة تماما رغم خروج الآلاف من أبناء الشعب الكردي في مظاهرات بمناسبة يوم العمال العالمي رددوا خلالها شعارات تدعو إلى الإصلاح والديمقراطية.

وقال صالح محمد مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يعتقد أنه «الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني» في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأوضاع في المناطق الكردية هادئة وإن المظاهرات مستمرة ولم تتدخل القوات الأمنية فيها، وتتركز الشعارات والهتافات التي يطلقها الشباب الكردي على الدعوة للإصلاح والديمقراطية وتحقيق المطالب الشعبية والقومية، وهذه الشعارات هي خلاصة المطالب الكردية التي تتبناها الحركة الكردية في هذه المرحلة وتسير من أجلها المظاهرات بشكل سلمي بعيدا عن العنف الذي نعتقد أنه لن يأتي بأي نتيجة لتلبية مطالب الشعب». وفي الوقت الذي استنكر فيه القيادي الكردي كل أشكال العنف التي تستخدمها السلطات الأمنية ضد متظاهري بقية المدن السورية في درعا واللاذقية وغيرها، أكد أن «إدانتنا لاستخدام العنف يشمل طرفي الحكومة والمتظاهرين، فهناك مسلحون يطلقون النار على القوات الأمنية وهذا أمر غير مقبول طالما أن الهدف من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية هو الإصلاح والدعوة إلى المزيد من الديمقراطية وإطلاق الحريات الأساسية للمواطن».

وردا على سؤال حول تشكيك بعض المصادر السياسية والإعلامية في حقيقة وجود مسلحين مندسين في صفوف المظاهرات الشعبية، أجاب رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري «هذه حقيقة مؤكدة بدليل وصول العديد من جثامين القتلى من أفراد القوات الأمنية إلى المناطق الكردية والذين لقوا مصرعهم على يد المسلحين في المظاهرات بدرعا وغيرها من المدن السورية التي تشهد الاحتجاجات، فهناك رصاص متبادل بين القوات الأمنية والمتظاهرين، وهناك جثث تصل إلى عفرين وكوباني والقامشلي وغيرها من المناطق الكردية لمقتولين على يد أولئك المسلحين»، ودعا مسلم جميع الأطراف الشعبية والحكومية إلى الحوار والابتعاد عن استخدام العنف.