واشنطن تمهد للانسحاب من أفغانستان

بعد قتل بن لادن

TT

بعد يومين من قتل أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، وخلال جلسة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، اتفق اثنان من قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري على أهمية الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

وقال السيناتور جون كيري (ديمقراطي من ولاية ماساشوستس) ورئيس اللجنة، والذي سيزور أفغانستان في الأسبوع الماضي ليقابل رئيسها حميد كرزاي: «لا يوجد حل عسكري لمشكلة أفغانستان، ولا بد من العمل سريعا لحل سياسي. بعد قتل أسامة بن لادن، نحتاج لأن نسأل: متى سنرحل؟ وكيف؟ ومع من نتفاوض قبل أن نرحل؟».

وأضاف: «أقول بصراحة: جهودنا في أفغانستان لم تنجح». ورغم أنه لم يدع إلى التفاوض مع الملا محمد عمر، زعيم طالبان، فقد دعا إلى التفاوض مع «العناصر المعتدلة» داخل طالبان. وقال: «هناك أجنحة كثيرة داخل طالبان، وليست كلها متطرفة».

ودعا السيناتور كيري الرئيس باراك أوباما للتركيز على «حل سياسي يقوده الأفعان، وليس نحن».

وقال السيناتور رتشارد لوقار (جمهوري من ولاية إنديانا) ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية: «لم تعد أفغانستان مصدر الإرهاب الذي كان يهددنا». وأشار إلى تقرير كان أصدره البنتاغون مؤخرا قال إن القوات الأميركية في أفغانستان «حققت تقدما في مناطق كثيرة» في أفغانستان. لكن هذا التقدم «يمكن أن ينعكس».

ومثل كاري، دعا لوقار إلى التفاوض مع طالبان، وقال: «طالبان ستظل في أفغانستان لفترة طويلة». وسأل: «لماذا نحن في أفغانستان أساسا؟ لماذا لا نكون في اليمن وفي دول أخرى فيها نشاطات إرهابية إذا كان سبب وجودنا في أفغانستان هو النشاطات الإرهابية؟».

وأشار لوقار إلى الصرف الأميركي الكثير في أفغانستان، وقال إن الولايات المتحدة صرفت في السنة الماضية أكثر من مائة مليار دولار. ووضعت أكثر من مائة ألف جندي هناك، بالإضافة إلى ثلاثين ألف جندي «في دول أخرى لمساندة الذين في أفغانستان».

وقال إن الحلفاء الغربيين في أفغانستان لا يساهمون كثيرا، وإنه من بين ثلاثين مليارا صرفتها أميركا لتدريب الأفغان وللمشاريع المدنية في أفغانستان، صرف الحلفاء مليارين فقط. وأضاف أن المشكلة الاقتصادية داخل الولايات المتحدة تحتم تخفيض الصرف في أفغانستان.

وأشار لوقار إلى باكستان، وقال إن الخطر هناك أكثر منه في أفغانستان. وقال: «صار واضحا أن القاعدة تتمتع بوجود كبير داخل باكستان. قتلنا أسامة بن لادن في باكستان، مما يدل على أن الخطر علينا موجود أكثر في باكستان منه في أفغانستان».

وقال ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، وكان مستشارا في البيت الأبيض لأكثر من رئيس، رأيا مماثلا. وأضاف: «أخطأنا في الربط بين القضاء على القاعدة والقضاء على طالبان». وقال إن مشكلة باكستان ستكون أكبر لأن لباكستان «أهمية استراتيجية أكثر في المنطقة، والوضع فيها أكثر تعقيدا، ولأن علاقاتها مع الصين والهند لها أبعاد جيواستراتيجية».

وقال هاس: «باكستان ليست حليفة لنا، ولا يمكن أن تكون حليفة لنا. قضاياها مختلفة جدا عن قضايانا». وأضاف: «المشكلة الكبرى هي انهيار باكستان». ودعا إلى التركيز على باكستان لأن أفغانستان «ليست لها أهمية استراتيجية». غير أن آن ماري سلوتر، أستاذة في جامعة برنستون (ولاية نيوجيرسي)، دعت إلى التأني قبل الانسحاب من أفغانستان. وقالت: «صحيح الحل ليس عسكريا، لكننا يجب أن لا ننسحب قبل أن نضع أسس دولة مستقرة وديمقراطية». واقترحت التركيز على الاستثمارات في أفغانستان، وعلى عدم عودة طالبان إلى الحكم.