«فيس بوك» و«تويتر» يعوضان الشح في المعلومات.. وينقلان الأخبار لحظة بلحظة

ملاذ عمران: ناشط في بيروت ينسق عبر الإنترنت التحركات الشعبية في سوريا

TT

«في كل يوم يزداد النظام ضعفا وتخبطا وتفككا تزداد الثورة العفوية تنظيما - لأجل من راحوا الثورة حتى النصر»، بهذه الكلمات يذيل ملاذ عمران (28 عاما) صفحته الخاصة على موقع «فيس بوك»، التي باتت وصفحته على «تويتر» بالنسبة لكثيرين مرجعا لمعرفة أخبار الثورة الشعبية في سوريا.

عبارة هذا الشاب السوري، الذي يعد واحدا من أبرز نشطاء الثورة السورية على الإنترنت من بيروت، تستدعي سلسلة تعليقات، أبرزها كتابة أحد أصدقائه: «لست أكيدا إذا كان بإمكاننا أن نسمي ذلك نصرا، الكثير من القتلى والكثير من الحزن..»، إلا أن ملاذ يذيل تعليق هذا الصديق بتعليق آخر يقول فيه: «الموتى والحزن هم خبزنا اليومي في العقود الخمسة الأخيرة، ولكن الفرق الآن أنهم تحت الضوء».

تتوالى التعليقات على صفحة عمران؛ معظمها يؤيد نضال أهالي درعا وبانياس، وبعضها يحفل بالتوبيخات والتعليقات الواردة من مؤيدي النظام. وعلى غرار التعليقات تتوالى مقاطع الفيديو وصور الأحداث والتحركات الأخيرة في درعا وبانياس. يظهر أحد مقاطع الفيديو الذي تم تحميله أول من أمس على صفحة عمران، على سبيل المثال، تجمعا شعبيا بالشموع في مدينة بانياس يطالب بفك الحصار عن درعا. ويصرخ المعتصمون قائلين: «من بانياس لدرعا، وصل رسالة بسرعة، يا درعاوي اصمد اصمد، نحنا معك حتى الموت».

ملاذ، وهو من الناشطين والمنسقين لتحركات «الثورة السورية» على الإنترنت، يشكل اليوم مصدرا للمعلومات الميدانية من خلال نقله أخبار «الثورة»، مدعمة بصور ومقاطع فيديو التقطت عبر الهواتف الجوالة. في تقرير نشرته الأسبوع الفائت، تشير وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن ملاذ، وهو اسم وهمي، قد انتقل خفية إلى بيروت بداية العام خشية أن تقوم السلطات السورية باعتقاله بعد أن قامت بالتحقيق معه أكثر من أربعين مرة. وهو من شقة صغيرة في بيروت، يمضي ساعات طويلة مسمرا أمام الكومبيوتر، لينشر من خلاله ما يتلقاه عبر الإيميل أو الهاتف الجوال من معلومات عن الوضع في سوريا.

يعوض ملاذ وزملاؤه والكثير من الصفحات والمجموعات على «فيس بوك» عن الشح في المعلومات التي تجد كبرى وسائل الإعلام العربية والعالمية صعوبة في الوصول إليها بسبب القيود التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين وكل شخص غير سوري. وفي هذا السياق، يروي صحافي لبناني شاب يعمل في صحيفة لبنانية معروفة ومقربة من سوريا على صفحته الخاصة على «فيس بوك» منذ أيام كيف شكل صيدا ثمينا لرجال الاستخبارات السوريين وهو لم يكن يفعل شيئا إلا السير عند موعد صلاة الظهر بالقرب من الجامع الأموي في دمشق. وفيما يعتقل الصحافيون وترصد كل حركة مشبوهة يتفوق الإنترنت على كل الأساليب الاستخباراتية على الرغم من حجب صفحات «فيس بوك» في سوريا. إلا أن أهمية الحراك عبر الإنترنت و«فيس بوك» خصوصا تكمن في نقل صورة حقيقية عما يجري في الشارع إلى العالم بأكمله وتزويد المواطنين بالدعم اللازم للصمود والاستمرار حتى تحقيق مطالبهم.

وفي صفحة على «فيس بوك» جمعت حتى أمس أكثر من 164 ألف معجب بعنوان: «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»، يتوالى نشر الأخبار لحظة بلحظة، ويحظى كل خبر بسلسلة تعليقات لا تنتهي. واللافت أن كل المعلومات موثقة وبالأسماء والصور والتفاصيل. ومما نشر أمس على سبيل المثال في ساعات ما بعد الظهر الإشارة إلى أن «مدينة درعا محاصرة ويفرض عليها حظر التجول، وتتعرض لحملات اعتقالات واسعة مع انقطاع للكهرباء وكافة وسائل الاتصالات وانعدام المواد الغذائية الأولية في المدينة». في حين يكشف عن «إطلاق رصاص منذ ساعات الصباح الأولى في دوما، حيث فرغت شوارعها من أهاليها».