مصادر مصرية: عودة التوتر إلى سيناء يسهم في عرقلة طموحات الحكومة الجديدة

بدو غاضبون قطعوا طريقا حيويا بشرم الشيخ

TT

قالت مصادر مصرية مسؤولة إن عودة التوتر إلى سيناء يسهم في عرقلة طموحات الحكومة الجديدة، بعد أن قام بدو غاضبون، أمس، بقطع طريق حيوي يؤدي إلى شواطئ شرم الشيخ المعروفة بأنها وجهة للسياحة العالمية.

وأوضحت مصادر بدوية وأمنية أن بدوا غاضبين قطعوا، أمس، طريقا سياحيا يؤدي إلى منتجع شرم الشيخ السياحي احتجاجا على عدم الإفراج عن سجناء لهم، مضيفة أن العشرات من البدو المسلحين والملثمين قطعوا طريق رأس سدر - شرم الشيخ باستخدام عدد من الشاحنات الصغيرة، ومنعوا حافلات سياحية وسيارات خاصة من استكمال رحلاتها في اتجاه شرم الشيخ. وتعد هذه العملية بمثابة ضربة أخرى لجهود الحكومة لتنشيط السياحة التي تعتمد عليها البلاد كمصدر من مصادر الدخل القومي المهمة.

وتعاني الحكومة المصرية من تراجع في النمو الاقتصادي، ويقول المراقبون إن مليارات الدولارات خرجت من مصر مع تقلص النشاط الاقتصادي، وفي القلب منه النشاط السياحي، منذ تفجر الاحتجاجات المليونية التي أسقطت حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك قبل ثلاثة أشهر، فيما أصبح يعرف باسم ثورة 25 يناير (كانون الثاني).

وقال البدو إنهم كانوا قد حصلوا على وعود مسبقة بالإفراج عن عدد من سجنائهم والذين يتحدثون عن أنه تم تلفيق قضايا وهمية لهم في ظل النظام السابق، إلا أن هذه الوعود لم تنفذ، مشيرين أيضا إلى أن عددا من ذويهم المحتجزين على ذمة محكمة أمن الدولة بالإسماعيلية، يتم التجديد لهم دون محاكمة، وأن هناك عددا آخر طلب إعادة محاكمته.

وأصدرت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بمدينة الإسماعيلية حكما في نهاية شهر نوفمبر (شباط) 2006 بإعدام ثلاثة والسجن لعشرة مصريين اتهموا بالاشتراك في تفجيرات طابا ونويبع. وتمكن ثمانية من الذين صدرت ضدهم أحكام بالسجن في القضية من الهرب خلال أحداث ثورة 25 يناير الماضي.

ويصل إجمالي عدد المتهمين في تفجيرات دهب وشرم الشيخ إلى نحو 62 متهما وبعضا من المتهمين الذين صدرت ضدهم أحكاما في قضية تفجيرات طابا ونويبع ستتم محاكمتهم في قضية تفجيرات شرم الشيخ وأن من بينهم متهمين رئيسيين في القضية.

وفض العشرات من البدو اعتصاما لهم بشمال سيناء بعد أن قاموا بقطع طريق تستخدمه القوات الدولية بمنطقة الجورة للمطالبة بالإفراج عن خمسة من ذويهم صدرت بحقهم أحكام بالإعدام والسجن المؤبد في قضية تفجيرات طابا ونويبع وشرم الشيخ منذ نحو ست سنوات، والتي قتل وأصيب فيها العشرات من المصريين والأجانب والإسرائيليين.

لكن التوتر في شبه جزيرة سيناء التي تقع على شواطئها بالبحر الأحمر قرى سياحية وفنادق سياحية تمتد حتى محافظة البحر الأحمر الملاصقة لها، استمر على فترات متقطعة ما تسبب في مشكلة لرغبة الحكومة في الاستقرار في تلك المنطقة من أجل زيادة عدد السائحين الذين يأتون إليها عادة من الدول الغربية وإسرائيل. وأشار البدو أمس إلى أن قطعهم لأحد طرق السياحة يأتي للضغط على الحكومة للوفاء بوعودها والاستجابة لمطالبهم، خاصة الإفراج عن أبنائهم، والاهتمام بالتنمية والحد من البطالة.

وقال الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء المصري حين التقى في سيناء قبل أسبوعين شيوخ القبائل هناك، إن سيناء عانت من الإهمال في الماضي، ولا بد أن تسهم بثلث إنتاج مصر، لموقعها الاستراتيجي و«ما بها من خيرات»، متعهدا بالتعامل مع ملف المعتقلين من أهل سيناء بكل جدية.

من ناحية أخرى قال مسؤول مصري بمعبر رفح الحدودي إن مصر سمحت مؤخرا بعبور وفد الأوركسترا الأوروبي في طريقه إلى قطاع غزة لإقامة حفل السلام بالقطاع الذي تنظمه منظمات غير حكومية فلسطينية بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في إطار دعم التضامن والصداقة مع المجتمع المدني في غزة. وقال المسؤول إن الوفد ضم 56 فردا من الموسيقيين الأوروبيين من جنسيات ألمانية وإيطالية ونمساوية.