نتنياهو يطالب عباس بإلغاء اتفاق المصالحة مع حماس

إسرائيل تطالب الأمم المتحدة بشطب حماس

TT

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إلغاء اتفاق المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وذلك قبل يوم من الموعد المقرر لتوقيعه.

وقال نتنياهو في بيان بعد اجتماع مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في السلام بالشرق الأوسط توني بلير: «أدعو أبو مازن إلى إلغاء الاتفاق مع حماس فورا واختيار سبيل السلام مع إسرائيل»، حسب «رويترز».

وتقول إسرائيل إن الاتفاق الذي أعلن الأسبوع الماضي سيخرب جهود السلام. وأشارت إلى إدانة حماس لقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة على أيدي القوات الأميركية على أنها سبب لبواعث قلقها. وقال نتنياهو «الاتفاق بين أبو مازن وحماس يوجه ضربة شديدة لعملية السلام. كيف يمكن التوصل إلى سلام مع حكومة يدعو نصفها لتدمير إسرائيل بل ويشيد بأسامة بن لادن..».

ورفضت إسرائيل الاتفاق عندما أعلن عنه الأسبوع الماضي. وذكر نتنياهو ومسؤولون آخرون أنه لا يمكن إجراء محادثات مع حكومة تشارك فيها حماس، ما لم تقبل الحركة الإسلامية بـ«حق إسرائيل في الوجود»، وهو ما يقول قادة حماس إنهم لن يعترفوا به.

وقال نتنياهو في البيان «أدعو أبو مازن لإلغاء الاتفاق فورا واختيار مسار السلام مع إسرائيل». وأضاف أن «الاتفاق بين أبو مازن وحماس يمثل ضربة خطيرة لعملية السلام».

إلى ذلك, تقدمت الحكومة الإسرائيلية بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد حركة حماس تقول فيها إن تصريحات قادة الحركة ضد تصفية زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، تؤكد أنها حركة إرهابية وأن المصالحة بينها وبين حركة فتح، لم تنبع من تغيير في مواقفها. ولذلك، فإن المصالحة تضر بعملية السلام وتهدد ما تم بناؤه في هذه العملية. وفي الوقت نفسه، تجاهلت الرسالة الإسرائيلية موقف السلطة الفلسطينية الرسمي، الذي بارك عملية التصفية.

وكان رئيس الوزراء في الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، قد أكد أن عقيدة حركته تخالف عقيدة «(القاعدة) بشكل جوهري»، ولكنه يرفض الاغتيال، واعتبر تصفية بن لادن «عملية إرهاب أميركية، تدل على أن الولايات المتحدة تواصل سفك دماء العرب والمسلمين». وقد أرسل مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، ميرون رؤوبين، نص تصريحات هنية إلى الأمين العام بان كي مون، وقال إن تصريحات هنية تدل على أن حماس هي حركة إرهابية تشجع العمليات ضد المدنيين الأبرياء وتعتبر بن لادن شهيد حركة المقاومة العربية والإسلامية. واستند رؤوبين إلى هذه التصريحات ليبرر رفض إسرائيل المصالحة الفلسطينية قائلا: «إسرائيل ليست مستعدة للحوار مع حركة كهذه إلا إذا انعطفت بشكل جذري في مواقفها واعترفت بإسرائيل وألغت البند الأساسي في ميثاقها الداعي لتدمير إسرائيل وقررت وقف العنف ضد إسرائيل واعترفت بالاتفاقات الموقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية». وأضاف: «إن تصريحات رئيس حكومة حماس برهان جديد على أن المصالحة مع حركته أمر مقلق، ليس لإسرائيل فحسب، بل لكل من يرفض الإرهاب في العالم».

وكان القادة الإسرائيليون قد خرجوا بتصريحات كثيرة يباركون فيها للولايات المتحدة تصفية بن لادن، فقال الرئيس شيمعون بيريس إن «هذا هو أحد أهم الإنجازات للعالم الحر وللديمقراطية ووسام شرف للجيش الأميركي وأجهزة الأمن وللرئيس باراك أوباما. فكبير الإرهابيين بن لادن انشغل في بث روح قتل الأبرياء ونشر الكراهية والأحقاد والرعب والتهديد». ودعا بيريس إلى «مواصلة مطاردة القتلة الإرهابيين وعدم الخوف منهم. فهم أيضا يخافون. وعليهم أن يظلوا على قناعة بأنهم غير محصنين وأن النيران ستصل إليهم مهما أقاموا الأسوار من حولهم».

وتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي إلى الرئيس الأميركي أوباما ووزير الدفاع، روبرت غيتس، وقادة الجيش والبنتاغون، مهنئا بالعملية. وقال إن الولايات المتحدة أظهرت تصميما وصلابة في مكافحة الإرهاب. والمعركة لم تنته بعد.

كما انضمت إلى التهنئات رئيسة المعارضة الإسرائيلية، تسيبي ليفني، وقالت إن تصفية بن لادن تغير ميزان القوى لصالح العالم الحر، بقيادة الولايات المتحدة. واعتبرت إسرائيل شريكة في المعركة ضد الإرهاب وقيم الحرية والديمقراطية.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أصدر بيانا قال فيه إن إسرائيل تشارك في فرحة الشعب الأميركي في هذا اليوم التاريخي الذي قتل فيه أسامة بن لادن. وإذ نهنئ الرئيس الأميركي أوباما والجيش الأميركي والاستخبارات الأميركية بهذا الإنجاز الكبير، نؤكد أنه انتصار واضح للحرية وللعدالة وللقيم المشتركة لجميع الدول الديمقراطية التي تحارب الإرهاب سوية وبحزم.

من جهة ثانية، عقدت قيادة المستوطنين اليهود في الضفة الغربية اجتماعا طارئا لها، الليلة قبل الماضية، طالبت فيه الحكومة الإسرائيلية بالرد على اتفاق المصالحة الفلسطينية بحزم وشدة، فتقرر إلغاء تعهداتها بالعمل على تسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني على أساس مبدأ دولتين للشعبين، وأن تضم الضفة الغربية إلى حدود إسرائيل الرسمية. وقالت إن اتفاق المصالحة يعني رسميا وفعليا نفض أيدي إسرائيل من الاتفاقيات السابقة والتعهدات المختلفة ويجب أن يؤدي إلى تعزيز البناء الاستيطاني.