العراق: استمرار الاحترازات الأمنية بعد يومين من مقتل بن لادن وتوقعات بهجمات انتقامية

تكثيف الإجراءات قرب المزارات الدينية والبنى التحتية

TT

شهدت العاصمة العراقية، أمس، ولليوم الثاني على التوالي، إجراءات أمنية مشددة بعد يومين من مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان. وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، فإن قيادة عمليات بغداد وبالتنسيق مع وزارة الداخلية نشرت الكثير من القوات العسكرية والشرطة الوطنية في غالبية مناطق بغداد، فضلا عن قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمكتب القائد العام للقوات المسلحة. واستنادا للمصادر ذاتها فإنه تم نشر المزيد من السيطرات المتنقلة في شوارع بغداد وعند مداخلها الرئيسية تحسبا لوقوع هجمات من قبل عناصر تنظيم القاعدة التي لا تزال بعض أجنحتها ناشطة في العراق، لا سيما في بعض المدن القريبة من بغداد، ومنها مدينة بعقوبة بمحافظة ديالى.

بينما نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية عراقية أن مرافق البنية التحتية لصناعة النفط ومحطات الكهرباء والجسور قد تكون أهدافا لهجمات المتشددين لإثبات أن مقتل بن لادن لم يعطل العمليات في العراق، وهي ساحة مهمة للتنظيم بعد مرور ثمانية أعوام على الغزو الذي أطاح بصدام حسين عام 2003.

وقال اللواء الركن حسن البيضاني رئيس هيئة أركان عمليات بغداد «أصدرنا الأوامر باتخاذ الحيطة والحذر وكثفنا العمل الاستخباراتي في الشوارع». وأضاف «نحن نتوقع 100 في المائة وقوع هجمات لأن مثل هذه التنظيمات تسعى لإثبات الوجود في مثل هذه الظروف».

وفي السياق ذاته، قالت مصادر أمنية عراقية إنها تلقت معلومات استخباراتية تفيد بأن «القاعدة» ستنفذ هجمات انتقامية، وأن الهجمات قد تستهدف الأسواق والمزارات الدينية ومرافق البنية التحتية.

وقال ضابط كبير في مجال مكافحة الإرهاب «نحن نتوقع أن يهاجموا أهدافا مثل مؤسسات النفط ومحطات الكهرباء والجسور في بغداد والبصرة ومناطق وسط الفرات».

وعلى الرغم من لا مبالاة العراقيين، على المستوى الشعبي، بمقتل زعيم تنظيم القاعدة الذي غطى خلال اليومين الماضيين على كل الأحداث الجارية في المنطقة، فإن الكتل والأحزاب السياسية العراقية تبارت في التأكيد على أهمية القضاء على بن لادن، من منطلق أن العراق تحول بسبب «القاعدة»، التي أعلنت دولة في العراق أطلقت عليها «دولة العراق الإسلامية».

وتقول المصادر الأمنية إن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي أمر باتخاذ إجراءات استثنائية خشية استغلال هذه المناسبة، وهو ما يعني تقويض جهوده في مجال المحافظة على التوازن القائم بين وزارتي الدفاع والداخلية حيث لا يزال يديرهما شخصيا بعد رفضه لعدد من المرشحين الذين تقدمت بهم «العراقية» و«الائتلاف الوطني». وطبقا لهذه المصادر، فإن المالكي يقضي معظم أوقاته في وزارة الداخلية لأنها من وجهة نظره الوزارة الأصعب ويدور بينه وبين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر صراع عنيف بشأنها. وكانت بغداد قد شهدت في غضون الـ24 ساعة الماضية الكثير من عمليات الاغتيال. وطبقا للحصيلة الأمنية التي أعلنتها الشرطة العراقية، فإن نحو 16 شخصا ذهبوا ضحية هجمات مختلفة، بينهم ضابط برتبة عقيد، فضلا عن موظفين في عدد من الوزارات.

وفي السياق نفسه، فإنه وطبقا لما أعلنته شرطة محافظة ديالى، فإن قوة خاصة مشتركة اعتقلت ثلاثة عناصر في تنظيم القاعدة، بينهم قيادي بارز، بعملية إنزال جوي نفذتها شمال بعقوبة. وأضاف بيان صدر عن شرطة المحافظة أن قوة عراقية - أميركية خاصة نفذت عملية إنزال جوي فجر أمس أسفرت عن اعتقال ثلاثة عناصر في «القاعدة»، بينهم قيادي بارز في الأجنحة العسكرية المرتبطة بالتنظيم. وتشير مصادر أمنية مطلعة في محافظة ديالى ومركزها مدينة بعقوبة، 55 كم شمال شرقي بغداد، إلى أن غالبية عمليات الإنزال الجوي التي تقوم بها قوات خاصة عراقية - أميركية تستهدف قيادات بارزة في التنظيمات المسلحة، كما تمكنت خلال الأشهر الماضية من اعتقال الكثير منهم في عمليات نوعية ذات بعد استخباري عال.

وفي تطور أمني لاحق، فقد أعلن قائد الفرقة الثانية المتمركزة في مدينة الموصل، الفريق الركن أحمد ناصر الغنام عن اعتقال 30 مطلوبا لفرقته، وصفهم بالمتورطين في تفجيرات السبت الماضي وإطلاق صواريخ الكاتيوشا على مبنى محافظة نينوى منتصف مارس (آذار) الماضي، وذلك خلال عملية أمنية نفذت في وقت متأخر من ليلة أول من أمس شرق الموصل.