الكنديون يجددون للمحافظين.. وزعيمهم يعد بحكومة «قوية»

خسارة كبيرة لليبراليين وانفصاليي كيبك.. واختراق تاريخي لليسار

TT

ضمن رئيس الوزراء الكندي المنتهية ولايته ستيفن هاربر، التجديد له في منصبه، وذلك بعد فوز حزبه بأغلبية مقاعد البرلمان في الانتخابات التشريعية المبكرة. وأظهرت النتائج أن حزب المحافظين بقيادة هاربر حصل على 165 مقعدا من مقاعد مجلس العموم الـ308. ويعد الحزب الليبرالي (وسط) الذي يعد أقدم حزب في البلاد حكم كندا في معظم تاريخها.

وقال هاربر إن الكنديين «يمكنهم طي صفحة حالات الغموض وانتخابات الإعادة التي شهدتها الأعوام السبعة الماضية»، متعهدا بتشكيل حكومة قوية ومستقرة ومحافظة ستعمل على دفع العجلة الاقتصادية إلى الأمام وتوفير فرص العمل وتقليص معدل العجز في الموازنة، دون رفع الضرائب. وأوضح هاربر أن حزب المحافظين يريد العمل مع الأحزاب الأخرى.

وبالإضافة إلى فوز المحافظين الذين يستعيدون السلطة بعد أن قادوا حكومات أقلية انبثقت عن انتخابات 2006 و2008، فإن هذا الاقتراع قلب تماما المشهد السياسي الكندي. وأكد الحزب الديمقراطي الجديد (يسار) اختراقا تاريخيا كانت أشارت إليه استطلاعات الرأي. وتشير النتائج النهائية إلى أنه فاز أو في المقدمة في 106 دوائر، أي ثلاثة أضعاف المقاعد (36 مقعدا) التي كان يشغلها في المجلس المنتهية ولايته.

وجاء التقدم اللافت لهذا الحزب على حساب الليبراليين والكتلة الكيبكية (الانفصاليين) اللذين يبدو أنهما دفعا ثمن الموجة «البرتقالية» لتشكيلة اليسار.

ويبدو أن اليسار، الحزب الديمقراطي الجديد، ضمن تحوله إلى المعارضة الرسمية لحكومة هاربر، وذلك بفضل «رياح التغيير» التي أعلنها زعيمه ذو الشعبية جاك لايتون. وصعود الحزب الديمقراطي الجديد بزعامة لايتون الذي بات يحتل المرتبة الثانية بعد المحافظين وأمام الليبراليين، يعود بشكل أساسي على ما يبدو إلى شخصية زعيمه، فهذا الرجل الستيني الذي يتماثل للشفاء بعد إصابته بالسرطان وخضوعه لعملية جراحية في الورك ويخوض حملته الانتخابية مستندا إلى عصا، يعطي صورة الرجل المتقد بالحيوية والتفاؤل والمصمم على النضال من أجل تحسين معيشة الكندي المتوسط الحال.

وفي المقابل، فإن التغيير ليس واردا في برنامج المحافظين وزعيمهم هاربر الذي ركز في حملته الانتخابية على الاستقرار والاستمرار، واعدا الكنديين باستمرار الانتعاش الاقتصادي وبعدم رفع الضرائب، بخلاف الديمقراطيين الجدد والليبراليين. كما استخدم هاربر السياسي المحنك بمساعدة جهاز حزبه الميداني عامل الخوف، محذرا من «خطر كبير» يتهدد البلد في حال تولي حكومة من اليسار «منفقة» و«لا تملك تجربة». وقال ديمتريس سوداس، المتحدث باسم هاربر، لمحطة «تي في إيه» التلفزيونية «إنها المرة الأولى التي يفوز فيها زعيم محافظ بثلاث دورات انتخابية متتالية في كندا».

يشار إلى أنه تمت الإطاحة بحكومة هاربر في 25 مارس (آذار) الماضي عبر مذكرة حجب ثقة صوتت عليها المعارضة وبنيت على اتهامات «بالإساءة للبرلمان» ونقص في الشفافية. ولم يحصل زعيم الحزب الليبرالي مايكل إينياتف مبدئيا، إلا على 34 مقعدا. وكان قد قام بحملة انتخابية اعتبرت جيدة غير أنه عجز عن إحداث الدفع الانتخابي الحاسم واكتسح من قبل الحزب الديمقراطي الجديد، ما قد يؤدي إلى خروجه من قيادة الحزب الذي لا يتسامح مع الخاسرين. وأشار بعض المحللين الكنديين إلى احتمال «اضمحلال» الحزب الليبرالي الذي كان قاد كندا لمعظم فترات القرن العشرين وحتى 2006.

حصل الحزب الليبرالي، والذي حكم كندا على مدى معظم تاريخها الذي بدأ منذ 144 عاما، على 34 مقعدا. غير أن زعيم الحزب مايكل إجناتيف لم يشر إلى ما إذا كان سيغادر الساحة السياسية عقب الهزيمة الساحقة التي مني بها.

ومنيت الكتلة الكيبكية بهزيمة نكراء مع توقعات بفوزها فقط بأربعة مقاعد من أصل 47 كانت تشغلها سابقا، ما يؤشر إلى منعطف في موقف سكان هذه المقاطعة الفرنكفونية وانفتاح كبير على كندا الناطقة بالإنجليزية.