ارتياح رسمي لبناني لمقتل بن لادن.. وجهات إسلامية تنتقد إلقاء جثته في البحر

كاميرون: أمام باكستان الكثير من الأسئلة بخصوص وجود زعيم القاعدة على أراضيها

TT

اعتبرت دولة الإمارات العربية المتحدة أن مقتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن «خطوة إيجابية»، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن مقتله «لا يعني نهاية الإرهاب».

ونقلت الوكالة الرسمية عن طارق الهيدان، مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية قوله، إن مقتل بن لادن «خطوة إيجابية تعزز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب»، مؤكدا ضرورة استمرار التعاون بين مختلف دول العالم للقضاء على هذه الظاهرة.

وفي المنامة ذكرت الوكالة الرسمية أن مملكة البحرين أعربت عن «أملها في أن يكون غياب بن لادن فرصة من أجل حشد الجهود الدولية لإيجاد الحلول المناسبة للقضاء على الإرهاب ومن يقف وراء تغذية ذلك الفكر الضال الذي لا دين له ولا هوية».

وأضافت الوكالة أن «كثيرا من دول العالم تضررت من أفعاله، ولا ننسى على وجه الخصوص الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي واجهت الكثير من العمليات الإرهابية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار».

من جهته، أعرب الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن أمله، في أن «يكون القضاء على زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن مدخلا إلى العبور لمرحلة العمل الجدي لتبديد الالتباسات بين واجب رفع الظلم وإحقاق العدالة في الشرق وواجب محاربة الإرهاب»، مؤكدا أن «محاربة الإرهاب ومحاسبة المسؤولين عنه هما جهد دولي مشترك»، لافتا إلى أن لبنان «منخرط في هذا الجهد على أراضيه وفقا لمفهوم الجامعة العربية للإرهاب». ورأى رئيس جبهة النضال الوطني، النائب وليد جنبلاط، أن «نجاح الولايات المتحدة الأميركية في القضاء أخيرا على أحد أبرز رموز مدرسة فكرية إرهابية ادعت الجهاد المزيف لقتل الأبرياء والمدنيين في أميركا ومناطق أخرى من العالم، هو حدث بالغ الأهمية».

وعلى العكس من ذلك، فإن مؤسس «التيار السلفي» في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال، يرى أن «عملية اغتيال الشيخ أسامة بن لادن ستكون لها تداعيات كبرى، وستولد المزيد من الاحتقان عند الكثير من شعوب العالم العربي والإسلامي». وأكد الشهال لـ«الشرق الأوسط»، أن «عملية الاغتيال أخذت منحى الانتقام، وهي بالتأكيد ستولد دورة جديدة من الانتقام والانتقام المضاد بين الولايات المتحدة والمناهضين لها».

بدوره، نعى الداعية الإسلامي (السلفي) الخبير في الجماعات والفرق الإسلامية الشيخ عمر بكري فستق، بن لادن وقدم العزاء للأمتين العربية والإسلامية بـ«استشهاده». وقال فستق في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «لا شك أن عملية الاغتيال الآثمة نالت من قائد عظيم من قادة الأمة الإسلامية، ونحن إذ نحزن لغياب هذا القائد الكبير، لأننا بأمس الحاجة لأمثاله في هذه الأيام، نفرح في الوقت نفسه لأنه نال الشهادة التي كان يرجوها».

وأدان حزب جبهة العمل الإسلامي إلقاء جثة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في البحر، واصفا إياه بأنه «عمل إرهابي همجي». وقال الحزب في بيان نقلته وكالة الأنباء الألمانية، إن «إرهاب أميركا المتغطرسة يعتبر أعظم من إرهاب الفرد، وأخطر على مستقبل البشرية».

من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، إن أمام باكستان «الكثير من الأسئلة التي يتعين أن تجيب عنها فيما يتعلق بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن»، لكنه حذر من الدخول في خلاف من قيادة البلد الواقع في جنوب آسيا، مشيرا إلى أن «من مصلحة الأمن القومي البريطاني التعاون مع باكستان التي تريدنا أن نحارب الإرهاب والتطرف، وأن نرسخ الديمقراطية في البلاد».

وقالت حركة طالبان الأفغانية، أمس، إنه لم تتوفر لديها أدلة كافية حتى الآن تقنعها بأن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قتل، في أول تعليق منها بعدما قال مسؤولون أميركيون إن قواتهم قتلت بن لادن، أول من أمس.

وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم الحركة في بيان أرسله لوسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني «نظرا لأن الأميركيين لم يقدموا أي دليل مقبول يدعم مزاعمهم، ونظرا لأن المساعدين المقربين من أسامة بن لادن لم يؤكدوا أو ينفوا مقتله.. تعتبر الإمارة الإسلامية أي تأكيد سابقا لأوانه».

وفي مدريد، أعلن وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريس روبالكابا، أمس، أن بلاده ستعزز إجراءات الأمن حول سفاراتها في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل وأفغانستان وباكستان في أعقاب مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد قوات خاصة أميركية. بينما نصحت وزارة الخارجية الإسبانية المواطنين الإسبان بعدم السفر إلى باكستان، محذرة من أن هناك «خطورة مرتفعة من عمليات إرهابية وعنف طائفي في البلاد».

أما إندونيسيا فقد أبدت أمس رد فعل متحفظا على نبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على أيدي القوات الأميركية، ولكن المتحدث باسم الحكومة قال، إن بلاده مصممة على مكافحة الإرهاب.

وقال جوليان الدرين باشا، المتحدث باسم الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو، إن «الرئيس أعلن أن إندونيسيا تشارك الدول الأخرى في تصميمها على مكافحة الإرهاب»، مشيرا إلى أن «من مصلحتنا أن نخلص البلاد من خطر الإرهاب». حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

وأدان عميدان صبيرة، رئيس مجلس العلماء المسلمين الإندونيسي، قيام أميركا بإلقاء جثة بن لادن في البحر. وقال «حتى لو كان الإنسان مجرما فعندما يموت لا بد أن يدفن تبعا للطقوس الإسلامية بوصفه مسلما».

لم تمض ساعات على الخطأ الذي ارتكبه عدد من المذيعين في محطة «فوكس نيوز» التلفزيونة، وفيه سموا بن لادن: «أوباما بن لادن»، حتى صدر خطأ مشابه من موقع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

فقد أصدر نتنياهو بيانا رسميا قدم فيه الموقف الإسرائيلي من مقتل «أوباما بن لادن» بدلا عن أسامة بن لادن فضاع الخبر بين أسامة وأوباما، خصوصا أن الموقع الرسمي لنتنياهو على الـ«يوتيوب» استخدم ذات العنوان «أوباما بن لادن» قبل أن يسارع القائمون على الموقع إلى تصحيح الخطأ.

وكان الكثير من الأميركيين احتجوا على قناة «فوكس نيوز» واتهموها بأنها تتخذ خطا معارضا للرئيس باراك أوباما وللحزب الديمقراطي بشكل عام، والقناة كثيرا ما أيدت مواقف الرئيس السابق جورج بوش حتى اتهمها إعلاميون كثيرون بالتحيز، ولكنها في تغطيتها لوفاة زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن قامت بأخطاء وتصرفات غير مهنية للغاية بالنسبة لقناة إخبارية جادة، وبدأ ذلك حينما فاجأت المشاهدين ووضعت خبر الأنباء التي ترددت عن وفاة زعيم «القاعدة» هكذا: «خبر عاجل: تقارير تؤكد وفاة أوباما بن لادن».