وزيرة الأمن الداخلي الأميركي: لن نرفع مستوى الاستنفار الأمني إلا بوجود معلومات مؤكدة عن تهديد إرهابي

مجلس استشاري أمني بالتعاون مع «إف بي آي» لتتبع الخلايا النائمة

باكستانيون يتظاهرون أمس ضد الغارة الأميركية على المجمع السكني الخاص بابن لادن والتي أدت إلى مقتله (إ.ب.أ)
TT

أكدت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو أنها لن ترفع مستوى الاستنفار الأمني ضد التهديدات الأمنية بعد مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، إلا إذا جاءتها معلومات دقيقة ومؤكدة عن احتمالات قوية لشن هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة.

وقالت نابوليتانو في جلسة استماع عقدها الكونغرس الأميركي صباح أمس: «إننا لم نرفع حالة الاستنفار الأمني لأن الولايات المتحدة لا تزال في حالة استنفار أمني ويقظة دائمة، ومستوى التهديدات عند اللون البرتقالي، والقضية ليست في اللون، وإنما في قدرة النظام الأمني على تجميع المعلومات والتواصل مع المواطنين وإعلامهم بكل المستجدات حول التهديد، وكيف يمكنهم التصرف تجاهه». وأوضحت أن إدارتها قامت بإنشاء مجلس استشاري أمني مكون من خبراء أمنيين ورجال الشرطة من المدن الكبرى بالتعاون مع الاستخبارات الفيدرالية «إف بي آي»، يقوم بمراجعة وتتبع كل الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة، والمشبه في تعاطفهم مع التنظيم الإرهابي، للتوصل إلى أي احتمالات بوجود تهديد إرهابي.

وقالت نابوليتانو إن هذا المجلس الاستشاري يجتمع يوميا ويقوم بمراجعة المعلومات الاستخبارية وتحليلها، ويحدد ما إذا كان الأمر يستوجب رفع حالة الاستنفار الأمني أم لا، وإنه إلى الآن لا توجد أي خطوات إضافية منذ مقتل بن لادن».

وهاجم السيناتور الجمهوري جون جونسون تقاعس وزارة الأمن الداخلي عن رفع حالة الاستنفار، وعدم اتخاذ إجراءات أمنية إضافية لمواجهة أي احتمالات لردود فعل انتقامية من تنظيم القاعدة. وقالت نابوليتانو: «لا توجد تهديدات محددة، وإنما هي تهديدات عامة، وقد قمنا بزيادة أعداد أفراد الأمن والشرطة وإطلاق حملة: (إذا رأيت شيئا، فقل شيئا) لتشجيع المواطنين على الإدلاء بأي معلومات إذا تشككوا في أي شخص أو أي نشاط، وإبلاغ الشرطة فورا». وتساءل السيناتور جوزيف ليبرمان رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الحكومية بالكونغرس عن التوقيت الذي ينبغي فيه رفع درجة الاستنفار الأمني، وأجابت نابوليتانو: «المجلس الأمني الاستشاري يقوم بالعمل بالتنسيق مع إدارات الشرطة ووحدة مكافحة الإرهاب ويقوم بتحليل المعلومات، وإذا نصحني المجلس بضرورة رفع حالة الاستنفار الأمني، سأقوم بذلك فورا».

وانتقدت السيناتور سوزان كولينز حالة الانتظار حتى يتم رفع مستوى الاستنفار الأمني، وقالت: «إننا في وضع تهديد، ويبدو الأمر وكأننا نقوم بتقييم ردود الفعل من تنظيم القاعدة دون أن نتصرف بحزم تجاهه». وأجابت وزيرة الأمن الداخلي: «إننا دائما حذرون، ولا نريد أن نرفع درجة الاستنفار الأمني دون معلومات مؤكدة، ويمكننا تعديل هذه الدرجة في أي وقت، لكن لا بد من ربطها بتهديد أمني محدد».

وأشار السيناتور جوزيف ليبرمان إلى ضرورة تأمين الحدود الشمالية والجنوبية للولايات المتحدة ليس فقط ضد الهجرات غير الشرعية وإنما ضد أي محاولات لإيقاع أذى بالأميركيين، وقال: «يجب أن لا ننسى أن المعركة ضد الإسلام المتشدد لا تزال قائمة». وأشار إلى أن الحدود الشمالية بين الولايات المتحدة وكندا تشكل خطرا من احتمالات تهديدات إرهابية بنسبة 25% أكثر من الحدود الجنوبية مع المكسيك، إضافة إلى التهديدات الخاصة بتهريب المخدرات والأسلحة والبشر.

وأكدت وزيرة الأمن الداخلي تعزيز القدرات البشرية والتكنولوجيا والبنية التحتية على الحدود الجنوبية، ومواجهة الهجرات غير الشرعية من خلال منظومة جديدة لمنح تأشيرات مؤقتة للعمل داخل الولايات المتحدة في قطاع الزراعة، حيث يرتفع الطلب على العمالة غير الشرعية لانخفاض أجورها. وطالبت بمنظومة كاملة من الإجراءات والتشريعات وعلاج القوانين القائمة لمعالجة قضية الهجرة غير الشرعية.

وأشارت نابوليتانو إلى التعاون مع السلطات الكندية في تقليل معدلات الجريمة عند الحدود الشمالية، وفي مجال إصدار التأشيرات. وأوضحت أن 40% من الهجرة غير الشرعية تأتي من الذين يقومون بالدخول إلى الولايات المتحدة عبر تأشيرات قانونية، ويستمرون في البقاء رغم انتهاء فترة التأشيرة.