وزير خارجية فرنسا: من بين أهداف لقاء روما بناء قنوات اتصال مع المنشقين عن القذافي والمسؤولين الراغبين في الانشقاق

مصادر غربية: المناوئون للعقيد ينقصهم التدريب * المعارضون: الجيش الوطني يعد لمفاجأة

TT

تنعقد في روما اليوم (الخميس) محادثات بشأن ليبيا، فيما تقول المعلومات الواردة من المناطق الشرقية التي يسيطر عليها الثوار الليبيون، إن نقص التدريب وقلة الأموال تمثل أكبر عائق أمام المعارضين الساعين للإطاحة بحكم العقيد معمر القذافي الذي يحكم منذ نحو 42 عاما، إلا أن عبد الله إبراهيم، بإذاعة صوت «ليبيا الحرة»، قال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من معقل الثوار في مدينة بنغازي، إن الثوار لديهم القدرة على الاستمرار في العمل من أجل تقريب يوم «الإطاحة بنظام القذافي»، مشيرا إلى أن الجيش الوطني الليبي (التابع للثوار)، يقوم بتنظيم صفوفه من أجل الأيام المقبلة، و«هناك مفاجأة في الطريق».

ومن المقرر أن تبحث «مجموعة الاتصال» بشأن ليبيا، التي تضم دولا غربية وشرق أوسطية إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، إنشاء آلية لتمويل الثوار الليبيين. وقال إبراهيم إن هذا هو الاجتماع الثاني بعد الاجتماع الذي عقد قبل نحو شهر في الدوحة حول ليبيا. وتعتبر فرنسا، التي اعترفت منذ وقت مبكر بالمجلس الانتقالي الليبي المناوئ لحكم القذافي، أكثر الدول الغربية رغبة في مساعدة الثوار، والتعجيل بالإطاحة بالعقيد.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أمس إن تمويل المعارضين الليبيين وتسهيل الاتصالات مع المنشقين عن حكومة القذافي سيكون محور المحادثات المتعلقة بليبيا التي ستجرى في روما اليوم، مستبعدا في حديث لتلفزيون «فرنسا 24» وقوع أي مأزق غير محسوب في ليبيا، بقوله إن «الانزلاق في مأزق لا مخرج منه في ليبيا أمر غير وارد».

وعن اجتماع روما، قال جوبيه إن من بين أهدافه بناء قنوات اتصال مع المنشقين عن حكومة القذافي والمسؤولين الراغبين في الانشقاق. وأضاف أن «هناك مسؤولين كثيرين من طرابلس يريدون التحدث. سنحاول التنسيق»، لافتا إلى أن المشاركين في الاجتماع سيطلب منهم كذلك بحث خطة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتنظيم مؤتمر منفصل يجمع «أصدقاء» ليبيا، ويضم المنشقين عن صفوف القذافي والجماعات السياسية المختلفة للعمل على وضع حل سياسي للأزمة.

وستبحث «مجموعة الاتصال بشأن ليبيا» إنشاء آلية للتمويل، بعيدا عن فكرة تسييل أي أموال جرى تجميدها أخيرا من تلك التي تخص نظام القذافي، بعد أن رفض المعارضون تسييل تلك الأموال التي تبلغ نحو عشرة مليارات دولار في عدة دول غربية. وقال جوبيه أيضا إن تسييل هذه الأموال ليس سهلا لأسباب قانونية.

وتقول المعلومات الواردة من المناطق الشرقية من ليبيا إنه رغم انخفاض صادرات النفط من الحقول التي تسيطر عليها المعارضة في الفترة الأخيرة، إلا أن المجلس الانتقالي لا يحبذ فكرة تسييل الأموال المجمدة، وإنما يريد الحصول على قروض بنحو ثلاثة مليارات دولار من الحكومات الغربية، من أجل سداد رواتب الموظفين، وتأمين الاحتياجات الملحة من الغذاء والدواء.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أوضح باراك بارفي، الباحث في مؤسسة أميركا الجديدة بواشنطن، عقب زيارة له لمناطق الشرق الليبي، إن الثوار الذين يخوضون حربا ضد نظام القذافي يفتقرون للتكتيكات العسكرية وللتدريب على استخدام الأسلحة التي في حوزتهم، قائلا إنهم «لا يحتاجون سلاحا بل يحتاجون إلى التدريب».

وأضاف عن الجهود التي تقوم بها عدة دول مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، بقوله إنها «جهود قائمة بالفعل لكن الثوار يحتاجون إلى مزيد من المدربين»، مشيرا إلى أن «الوقت اللازم لهذا لا يقل عن ستة أشهر».

وقال بارفي أيضا إن الثوار يبدو أنهم «غير قادرين على تنظيف أسلحتهم بعد الاستخدام. الوحدات الخلفية تقوم أحيانا بضرب الوحدات الأمامية أثناء تقهقرها بسبب افتقارها لدقة التصويب بالأسلحة التي تستخدمها، خاصة الأسلحة المتطورة منها ولا يعرفون آلية ضرب النار، ويطلقون الصواريخ دون حساب فيما حولهم».

وعلق عبد الله إبراهيم من إذاعة ليبيا الحرة التابعة للثوار في بنغازي، على هذه المعلومات، مقللا من شأنها، وقال إن الذي استقاها ربما اكتفى بزيارة بعض المناطق البعيدة عن جبهات القتال المتقدمة. وزاد قائلا: «لا يمكن أن أتحدث عن هذا الموضوع (ضعف التدريب) لأنها في حكم المعلومات السرية.. ربما يكون هناك من كون وجهة نظر كهذه من خلال زيارة لمعسكر أو معسكرين، لكن في الواقع، قوات الجيش الوطني تقوم برص صفوفها من أجل الأيام المقبلة. والجيش يستعيد تنظيم صفوفه، وإن شاء الله هناك مفاجأة في الطريق».

ورد إبراهيم على ما يتردد عن جمود الموقف العسكري بين الثوار وقوات القذافي بقوله: «لا يوجد جمود على أرض الواقع. يوجد استعداد تام، وفي حالة دفاع تام، وأخذ الاحتياطات بالكامل لعدم محاولة دخول أي جندي من جنود كتائب القذافي من منطقة الأربعين بغرب أجدابيا. وفي مصراتة العملية غير متوقفة وكل يوم يحرر الثوار مكانا. وآخر منطقة حرروها هي طنينة التي تقع على بعد 20 كيلومترا من غرب مصراتة».

وحول نقص الصادرات النفطية التي يعتمد الثوار على عائداتها، قال إبراهيم إن التصدير لم يتوقف، و«لكن كمية الإنتاج تأثرت بسبب استهداف قوات القذافي لآبار النفط، خاصة بعد أن قصفت حقل نثلة، وهروب الذين كانوا يعملون في الحقول»، مشيرا إلى أنه توجد نحو عشرة مليارات دولار من أرصدة نظام القذافي المجمدة في الخارج، وعدت الدول الأوروبية بتسليمها للمجلس الانتقالي «إلا أن المجلس رفض تسييلها وفضَّل أنه يقترض بدلا من التسييل».