قيادي كردي: السلطات السورية تهدد بخطف زوجات وبنات النشطاء

قال إن الأكراد يتعرضون لضغوط للكف عن مساندة أهالي درعا

TT

قال مصدر كردي إن السلطات الأمنية السورية وسعت من دائرة ملاحقاتها لقيادات سياسية ونشطاء كرد في المناطق الكردية، «وهددت بخطف زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم في حال استمروا في مظاهراتهم الاحتجاجية ضد السلطة»، داعيا الحكومات العربية إلى الضغط على نظام بشار الأسد لوقف العنف الدموي ضد الشعب السوري.

وقال عبد الباقي يوسف عضو اللجنة السياسية لحزب اليكيتي الكردي في سوريا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «يوما بعد يوم يتضح، وأمام أعين الدول العربية والمجتمع الدولي، أن النظام البعثي في دمشق غير جاد حتى في تطبيق تلك المراسيم والقرارات التي سماها بالإصلاحات والتي أصدرها لاحتواء الغضب الشعبي بالشارع السوري». وأضاف: «الاعتقالات ما زالت مستمرة وتتصاعد بوتائر مخيفة وصلت إلى حد البحث عن المعارضين للسلطة السورية، دارا دارا، وتشمل الحملة اعتقال من هم دون سن الأربعين». وتابع يقول: «وفي الجانب الآخر تستمر حملات الترهيب البوليسية ضد النشطاء والفعاليات السياسية التي تطالب بالحرية، وتحت مظلة تلك الإجراءات اجتاحت قوات النظام مدينة درعا وضواحيها، وأحياء كثيرة من دمشق مثل دوما وداريا والمعظمية كذلك مدينة بانياس وحمص وأحياء من مدينة اللاذقية مستخدما قطاعات عسكرية، مع العلم أن مهمة الجيش هي الحفاظ على سلامة حدود وتراب الوطن وأمن المواطن وليس قمع المظاهرات التي تطالب بالإصلاحات».

وعرض القيادي الكردي السوري أوضاع المناطق الكردية خلال الأيام الأخيرة بالقول: «في المناطق الكردية تصاعدت بشكل فظ حملة الاعتقالات وتهديدات الأجهزة الأمنية للقيادات السياسية والنشطاء الشباب الكرد إلى درجة التهديد باختطاف زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم إذا ما استمروا في الاحتجاجات أو المطالبة بالإصلاحات، أو التنسيق مع الفعاليات العربية». وأكد أن تلك الأجهزة دعت إلى الكف عن إعلان مساندة الكرد السوريين لأهل درعا وبقية المدن الأخرى المحاصرة من قبل الجيش، «وكأن الكرد لا علاقة لهم بإخوتهم العرب في بقية المحافظات السورية، أو أنهم بإعطائهم الوعود بمنح الجنسية لبعض الكرد قد أنهوا حل المسألة الكردية باختزالهم القضية بمجرد منح الجنسية ناسين أن الكرد كجزء أصيل من الشعب السوري لديهم مطالب أساسية في وطنهم تتناسق مع مطالب إخوانهم الآخرين في مقدمتها المطالبة بالحرية والديمقراطية والإصلاحات الشاملة والجذرية».

وأشار القيادي الكردي إلى «أن ما يدعيه النظام من انشغال الحكومة الجديدة بملفات الإصلاح ما هي إلا ادعاءات كاذبة تستخدمها السلطة كمظلة للتنكيل بالشعب في المناطق الملتهبة وإخماد ثورة الجماهير السورية ومن ثم التنصل من أي إصلاح حقيقي». وقال: «وصلنا إلى قناعة بأن النظام ليس لديه غير الحلول الأمنية لمواجهة مطالب الشارع السوري».

ودعا عضو اللجنة السياسية لحزب اليكيتي الكردي السوري الدول العربية إلى موقف أكثر جدية في التعاطي مع ثورة الشعب السوري، وقال: «إن شعبنا يتطلع مثل بقية الشعوب الثائرة حاليا إلى استرداد حريته وكرامته وحقوقه السياسية الأساسية، لذلك ندعو الحكومات العربية والمجتمع الدولي بمختلف هيئاته ومؤسساته للضغط على النظام لإجباره على وقف العنف الدموي ضد الشعب السوري والاحتكام إلى العقل والمنطق لتحقيق رغباته بالتغيير والإصلاح».