السعودية: قائمة «المطلوبين الخطرين» تنقص «واحدا».. والمتبقي 46

اللواء التركي: عودته تمت خلال الأسابيع الـ3 الماضية

TT

أعلنت الرياض أمس، أن أحد من تصفهم بـ«المطلوبين الخطرين» المدرجين على قائمة تضم 47 شخصا، قام بتسليم نفسه للسلطات الأمنية في السعودية، بعد أن وصل إليها من إحدى الدول التي كان يتمركز فيها في إطار مشاركته مع عناصر تنظيم القاعدة.

ولم تكشف وزارة الداخلية عن المكان الذي قدم منه مواطنها خالد هذال العاطفي القحطاني، الذي سلم نفسه للسلطات، بعد أن أبدى رغبة في العودة إلى وطنه السعودية.

لكن معلومات «الشرق الأوسط» ترجح احتمالية أن يكون قدم من اليمن، كونه غادر إليها بطريقة رسمية في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2010، ولم تسجل له عودة منذ ذلك التاريخ.

وكانت المعلومات التي كشفت عنها الداخلية السعودية في 9 يناير (كانون الثاني) الماضي، تشير إلى أن المطلوبين على قائمة الـ47 يتوزعون جغرافيا في 4 دول، هي: اليمن، والعراق، وأفغانستان، وباكستان. وبتسليم العاطفي القحطاني نفسه، تتقلص قائمة الـ47 إلى 46 مطلوبا، كونه أول مطلوب من القائمة يقرر التراجع عن أفكار «القاعدة»، ويسلم نفسه طواعية للسلطات السعودية.

وتتهم السلطات السعودية العاطفي بـ«تبني فكر تنظيم القاعدة الإرهابي الداعي إلى الخروج المسلح وإهدار مقدرات البلاد واعتبارها دار حرب وقتل المواطنين والمقيمين واستهداف المنشآت الهامة والمجمعات السكنية». كما تتضمن التهم الموجهة لخالد العاطفي، طبقا لمعلومات «الشرق الأوسط»، الذهاب إلى اليمن للانضمام لتنظيم القاعدة، والتدرب على استخدام الأسلحة المتنوعة والمتفجرات.

يأتي هذا الإعلان من قبل وزارة الداخلية، بعد يومين من إعلان الولايات المتحدة الأميركية، عن مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في باكستان، التي تعتبر واحدة من الدول التي يوجد بها مجموعة من المدرجين على قائمة الـ47.

اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية، رفض خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» مبدأ الربط بين الأمرين، حتى وإن جاءا متزامنين نسبيا، مؤكدا أن عملية تسليم العاطفي نفسه تمت منذ 3 أسابيع تقريبا، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية تلقت اتصالا مباشرا من المطلوب خالد، لتسهيل عملية تسليم نفسه.

وكانت الداخلية السعودية في بيان الإعلان عن قائمة الـ47، قالت إن عددا من المدرجين على هذه القائمة يمثلون «قيادات في (القاعدة)».

ويقول اللواء التركي إنه من الصعب تحديد مدى خطورة المطلوب بالنظر إلى بقية المدرجين على قائمة الـ47، مؤكدا أن كل شخص يتم إدراجه على القائمة يمثل «خطرا حقيقيا».

وصدر أمس بيان من وزارة الداخلية السعودية، قالت فيه: «إلحاقا للبيان الصادر من وزارة الداخلية والمتضمن الإعلان عن قائمة بأسماء سبعة وأربعين مطلوبا للجهات الأمنية بالمملكة، فقد بادر المطلوب على القائمة خالد هذال عبد الله العاطفي القحطاني بالاتصال بالجهات الأمنية مبديا رغبته في مساعدته على العودة إلى الوطن وتسليم نفسه، حيث تم ترتيب وتسهيل عودته ولم شمله بأسرته فور وصوله إلى المملكة».

وأوضح المتحدث الأمني أنه ستتم معاملة العاطفي القحطاني وفق الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات، كما سيتم أخذ مبادرته في الاعتبار عند النظر في أمره، مجددا دعوة وزارة الداخلية لكل المطلوبين للجهات الأمنية للعودة إلى رشدهم والمبادرة بتسليم أنفسهم.

وتتهم السعودية المطلوبين الـ47 بكثير من التهم، تتلخص في مجملها بتبني فكر تنظيم القاعدة الإرهابي والترويج له، والانضمام لتنظيمات الفئة الضالة، والتدرب على المهارات القتالية واستخدام الأسلحة المتنوعة والمتفجرات والسموم بهدف استخدامها في تنفيذ العمليات الإرهابية، وتحريض صغار السن على مخالفة ولاة الأمر وأئمة المسلمين والسفر إلى مناطق الصراع، وتسهيل سفر الشباب إلى مناطق تشهد صراعات، وتقديم دعم تقني وإعلامي لتنظيم القاعدة، وتقديم تسهيلات ودعم لوجستي وجمع أموال لدعم التنظيم، والتسلل من السعودية للانضمام لـ(القاعدة)».

قائمة الـ47 التي كشفت عنها السعودية في يناير (كانون الثاني) الماضي، هي خامس قائمة يتم إصدارها لمطلوبين أمنيا، منذ بدأ تنظيم القاعدة نشاطه في 12 مايو (أيار) 2003، وذلك بعد 4 قوائم ضمت 166 إرهابيا، بعضهم تمت تصفيته، والبعض الآخر قام بتسليم نفسه، بينما لا تزال هناك مجموعات طليقة.

وتأتي قائمة المطلوبين الجديدة التي تلاحقها الشرطة الدولية بـ«نشرات حمراء»، بعد أقل من عامين على قائمة ضمت 85 مطلوبا أمنيا، جميعهم خارج البلاد. وتعتبر القائمة الجديدة هي القائمة الأولى التي تتناقص فيها أعداد المطلوبين عن القائمة التي سبقتها، حيث ضمت أول قائمة تعلنها الرياض 19 اسما، تلتها قائمة بـ26 اسما، فقائمة الـ36، وصولا إلى قائمة الـ85 التي أعلن عنها في فبراير (شباط) 2009.