صالحي من مسقط: تشاورنا مع قطر وعمان لحل أزمة البحرين.. ونسعى لخارطة طريق

قال إن التعاون بين طهران والقاهرة لن يتوقف حتى فتح سفارتي البلدين * خامنئي: الثورات ستصل إلى قلب أوروبا

وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي لدى استقباله نظيره الإيراني علي أكبر صالحي في مطار مسقط أمس (إ.ب.أ)
TT

كثف وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي من زياراته في الآونة الأخيرة لدول الخليج العربي، فبعد أن زار دولة قطر مؤخرا والتقى كبار المسؤولين فيها، توجه أمس إلى سلطنة عمان حيث عقد لقاء مع السلطان قابوس بن سعيد. ورغم أن الزيارة تناولت العلاقات بين البلدين فإنه لم يفت المسؤول الإيراني التطرق إلى قضية البحرين التي أصبحت الشغل الشاغل لطهران منذ اندلاع الاحتجاجات فيها ودخول قوات درع الجزيرة إليها لإعادة الأمن والاستقرار إليها بطلب من سلطاتها.

وفور وصوله إلى مطار مسقط أمس، قال صالحي لعدد من الصحافيين إن «التطورات الجارية في بعض بلدان المنطقة لها تأثير على جميع دول المنطقة»، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة التي يشهدها عدد من الدول العربية. وبحسب وكالة «مهر» الإيرانية فقد وصف المسؤول الإيراني العلاقات بين إيران وعمان بأنها «تاريخية ومتجذرة»، مؤكدا أن «للبلدين وجهات نظر سياسية مشتركة».

وأكد أنه سيبحث خلال زيارته الحالية لمسقط مع المسؤولين العمانيين العلاقات الثنائية والتطورات الجارية في المنطقة، مضيفا أن «التطورات الجارية في المنطقة لها تأثيراتها على جميع بلدان المنطقة ونأمل أن تتمخض المشاورات التي تجري اليوم (أمس) مع سلطنة عمان ومع باقي دول المنطقة عن قرار جماعي نلمس تأثيره على المنطقة».

وأعرب صالحي عن أمله في أن «تؤدي نتائج زيارته الحالية لعمان التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة، إلى لفت انتباه جميع دول حوض الخليج إلى أهمية الموضوع حتى نتمكن جميعا من اتخاذ قرار لضمان تصدير النفط الذي يعتبر أهم سلعة لدى المنطقة»، ولم يوضح المزيد.

وردا على سؤال حول الإجراءات التي تتخذها إيران لدعم تسوية الأزمة في البحرين، قال صالحي إن «إيران متفائلة إزاء الجهود التي تبذل لحل هذه الأزمة وتأمل بأن تفضي هذه المساعي إلى رسم خارطة طريق للخروج من هذه الأوضاع». وفيما إذا كانت إيران قد دعت قطر وعمان إلى التدخل لانسحاب قوات درع الجزيرة من البحرين، قال وزير الخارجية الإيراني إن «إيران بذلت مساعيها بهذا الخصوص نظرا لعلاقاتها الطيبة مع البلدين». وأضاف، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن «النقطة المهمة هي أن اتفاقية ‌أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي بشأن التدخل العسكري في أحد بلدان الدول الأعضاء بالمجلس، (أن) تصبح فاعلة عندما يتعرض ذلك البلد إلى اعتداء من بلد أجنبي، لكن هل حركة الشعب البحريني ومطالبه تعد بمثابة اعتداء من قبل بلد أجنبي؟».

وزعم وزير الخارجية الإيراني أنه «يتضح أن وجود القوات الأجنبية في البحرين ليس له مبرر منطقي».

وحول أحداث سوريا، قال صالحي للصحافيين إن «الاضطرابات التي تؤدي إلى إلحاق الضرر حتما مصدرها خارجي ويتعين التفريق بين الحركات الشعبية التي تطالب بمطالب مشروعة مع الاضطرابات التي تحركها أصابع من الخارج».

وأشار الوزير الإيراني إلى أنه سيتوجه قريبا إلى العراق والإمارات العربية المتحدة لـ«إجراء مشاورات حول التطورات في المنطقة وتعزيز العلاقات الثنائية».

وحول العلاقات مع مصر، التي شهدت تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة، قال صالحي إن «التعاون بين إيران ومصر سيستمر حتى فتح سفارتي البلدين». وأضاف حول مستقبل علاقات الجمهورية الإسلامية مع مصر، أنه من المقرر أن يجتمع وزيرا خارجية البلدين قريبا لبحث القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك.

وصرح صالحي «قررنا خلال الاتصال الهاتفي مع وزير الخارجية المصري نبيل العربي، إجراء اللقاء في جزيرة‌ بالي بإندونيسيا على هامش الاجتماع الوزاري لدول حركة عدم الانحياز، لبحث سبل التعاون بين البلدين وتطوير مستوى العلاقات الثنائية».

وقدم وزير الخارجية الإيراني «التهاني للشعب المصري لانتصار ثورته»، وقال «نكن احتراما كبيرا للأشقاء المصريين خاصة لوزير الخارجية ورئيس الوزراء وسنواصل جهودنا لتعزيز مستوى التعاون بين البلدين وفتح سفارة كل بلد في البلد الآخر».

وبعد ذلك، التقى صالحي نظيره العماني يوسف بن علوي، الذي كان في استقباله في المطار، وقال الأخير إن «العلاقات بين إيران وعمان قائمة على قاعدة مهمة وهي الثقة المتبادلة بين البلدين، ونأمل أن تكون زيارة صالحي لعمان تصب في مصلحة البلدين والمنطقة».

ثم توجه صالحي للقاء السلطان قابوس حيث عقدا اجتماعا حضره بن علوي وحسين نوش آبادي، السفير الإيراني في مسقط. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن السلطان قابوس أن إيران «بلد مهم سعى دوما إلى استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة»، وأنه شدد على «أهمية التحلي بالوعي لمواجهة محاولات بعض الأطراف الرامية إلى تأجيج الخلافات»، في إشارة إلى الأزمة القائمة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران على خلفية أحداث البحرين.

وبحسب الوكالة الإيرانية فقد أكد السلطان قابوس «ضرورة الإسراع في حل القضايا مع الاهتمام بالمطالب الشعبية والإصلاحات»، وأن «العلاقات الطيبة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعمان تخدم مصالح البلدين وبالتالي مصالح باقي دول المنطقة».

من جانبه، قال صالحي خلال اللقاء إن «العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان تتقدم نحو الأفضل في ظل الحنكة والدراية السياسية لمسؤولي البلدين».

وأشار إلى أن «التوقيع على الوثيقة الخماسية الأطراف في عشق آباد بين إيران وسلطنة عمان وقطر وتركمانستان وأوزباكستان لإيجاد ممر التزانزيت الشمال - جنوب، يبشر بتعاون بناء في المنطقة».

وقال وزير الخارجية الإيراني إن «استقرار وأمن منطقة الخليج يحظى بأهمية بالغة بالنسبة لجميع دول المنطقة والعالم»، وقال «إن هذا الأمر يتحقق في ظل التعاون الشامل بين دول المنطقة لتسوية الأزمات وتأمين المطالب المشروعة للشعوب»، وتطرق إلى أحداث البحرين قائلا إن «الشعب البحريني طرح مطالبه بصورة سلمية، والمتوقع أن تتم الاستجابة لمطالبه بأسلوب ديمقراطي»، وتابع أن «دخول القوات العسكرية إلى البحرين لم يساعد على حل المشكلة فحسب بل فاقم الأوضاع».

وفي طهران، زعم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أن الثورات والاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية ستصل إلى قلب أوروبا، وقال إن «هذه الصحوة ستدخل إلى قلب أوروبا». وأضاف أن «الحركة الراهنة للصحوة الإسلامية في غرب آسيا وشمال أفريقيا امتداد لثورة الشعب الإيراني»، في إشارة إلى الثورة الإسلامية في إيران التي أطاحت بالشاه رضا بهلوي في 1979.