«ويكيليكس» يتسبب في إرباك بين ميقاتي وحلفائه في حزب الله والتيار الوطني الحر

مصادر في حزب الله لـ«الشرق الأوسط»: كلام ميقاتي مر عليه الزمن.. وفتحنا صفحة جديدة لمصلحة لبنان

TT

أكدت مصادر نيابية في حزب الله أنها «أخذت بالتوضيحات التي أدلى بها رئيس الحكومة المكلف، نجيب ميقاتي، بما يتعلق بالكلام المنقول عنه في موقع (ويكيليكس)»، معتبرة أن «ما صدر عنه كلام مر عليه الزمن، وهو وليد مرحلة محددة، وأنه لن يكون له أي أثر على عملية تشكيل الحكومة». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الرئيس ميقاتي أكد أن الكلام المنسوب إليه غير صحيح ومجتزأ، وهذا يكفينا لأننا اليوم في مرحلة جديدة، وقد فتحنا صفحة جديدة لمصلحة لبنان».

وكانت وثائق «ويكيليكس» نقلت عن الرئيس ميقاتي مواقف معادية بحق الطرفين الأساسيين المشاركين في تشكيل الحكومة اللبنانية، حزب الله ورئيس تكتل التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، مما قد يشكل عقبة جديدة وكبرى في مسار التشكيل الملغوم أصلا بعقد وعقبات هي حتى الساعة مستعصية. وكان ميقاتي قد وصف، وبحسب وثائق «ويكيليكس»، في 18 ديسمبر (كانون الأول) عام 2007 حزب الله بـ«الورم السرطاني»، داعيا إلى «إزالة الدويلة التي يقيمها هذا الحزب من أجل الحفاظ على لبنان لأن هدفه الأساسي هو إقامة قاعدة عسكرية إيرانية على البحر المتوسط تنطلق منها إيران نحو الغرب».

وفي وثيقة ثانية يعود تاريخها إلى الحادي عشر من يناير (كانون الثاني) عام 2007، وصف ميقاتي رئيس تكتل التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، بأنه «رجل مجنون»، قائلا إنه «يشكل عقبة أساسية في طريق إيجاد حل للفراغ الرئاسي في لبنان»، وبموجب وثيقة يعود تاريخها إلى 30 يوليو (تموز) عام 2007، اعتبر ميقاتي أن «عون (نكتة) و(شخصية مضحكة)، وهو موجود نتيجة الألعاب السياسية المتداولة في البلاد».

ورفضت أوساط ميقاتي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، التعليق على الموضوع، مشددة على أن «البيان الصادر عن المكتب الإعلامي هو كل ما لدى الرئيس ميقاتي ليقوله في الموضوع». وكان رئيس الحكومة المكلف قد نفى في بيان صادر عنه قسما كبيرا من الكلام الذي نسب إليه في وثائق «ويكيليكس»، مؤكدا أنه «ملتزم دائما مبدأ الحوار، وأنه لن يدخل أبدا في سجالات مع أي كان، لا سيما أن بعض ما ينسب إليه في هذه الوثائق من كلام أو مواقف غير صحيح، والبعض الآخر غير دقيق، ومعظمه يعود إلى سنوات سابقة ويندرج في إطار التحليل السياسي للواقع العام في لبنان حينذاك، ومن خلفية نظرتنا إلى الدولة اللبنانية وواجبها الحتمي باستيعاب كافة مكوناتها، وهو هدف يجمع عليه جميع المخلصين في لبنان».

وشدد ميقاتي على أن «الكلام الاستنسابي المنقول في التقرير لا يعبر عن حقيقة قناعاتنا، ويتم استخدامه لمآرب سياسية من خلال اللجوء إلى الاجتزاء أو التصرف الذي يفقد المضمون الإطار الذي قيل فيه ويجعله مبتورا وناقصا ومشوها». وبينما فضلت مصادر التيار الوطني الحر، الذي يترأسه العماد عون، عدم التعليق على ما نشر نقلا عن الرئيس المكلف، لوح عدد من نوابه بإمكانية الإطاحة بتكليف ميقاتي. وقال عضو تكتل التغيير والإصلاح، نبيل نقولا: «المطالبة بتنحي ميقاتي لم يتم طرحها حتى الساعة لدى القوى التي رشحته»، معتبرا، (من وجهة نظره الخاصة وبمعزل عن رأي الفريق السياسي الذي ينتمي إليه)، أن «ميقاتي فقد رصيده في تشكيل الحكومة وأثبت عدم قدرته على متابعة مهمته»، ولفت إلى أن «هذا الإخفاق يستدعي اعتذار ميقاتي وإعطاء الفرصة لشخصية سياسية أخرى تتوافر لديها آلية الحل لولادة الحكومة».