أوساط ميقاتي لـ «الشرق الأوسط»: لن تبقى الأمور على حالها والقرار المناسب سيتخذ قريبا

الأكثرية الجديدة تتفق على مخاطر الفراغ وتتمسك بالمحاصصة التي تعيق ولادة الحكومة

TT

أكد رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أن «الاتصالات مستمرة لتشكيل الحكومة»، مشيرا إلى أنه «لا بد في النهاية من الوصول إلى حل وتفاهم، لأننا جميعا بمركب واحد وأي ثقب يصيب المركب يصيبنا جميعا»، وقال: «الوضع الضاغط في المنطقة والاستحقاقات الداخلية تتطلب الإسراع بتشكيل الحكومة، لكننا في الوقت ذاته نقوم بكل الاتصالات لتكون الحكومة العتيدة منسجمة وتحدث الصدى الإيجابي لدى الناس، عبر تشكيل فريق عمل ينكب على معالجة الملفات الكثيرة التي تنتظرنا»، مشيرا إلى أن «هناك الكثير من المطالب من قبل الكتل والأفرقاء التي دعمت ترشيحي، ونقوم بمعالجتها بالتعاون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بما يناسب تصورنا وما يتوافق مع أحكام الدستور».

وفي حين لزم رئيس مجلس النواب نبيه بري الصمت، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أعلن رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون أنه التقى بري وبحث معه مواضيع تتعلق بالحكومة. وعلق على قول بري بأنه «بائس ويائس»، فأكد أن «حالة البلد بالويل».

إلى ذلك، أكدت أوساط مقربة من ميقاتي لـ«الشرق الأوسط»، أن الاتصالات والمشاورات التي جرت طوال يوم أمس «لم تقدم أي معطيات جديدة على صعيد حل العقد التي تحول دون تشكيل الحكومة»، وأعلنت أن «الاتصالات ستستكمل خلال الساعات المقبلة مع القيادات المعنية سعيا إلى صيغة ترضي الجميع، لكن الرئيس المكلف لن يترك الأمور على حالها إلى ما شاء، لأن لديه القدرة على اتخاذ القرار المناسب وفي الوقت المناسب، وربما قريبا جدا».

من جهته، أكد وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال غازي العريضي، أن «عدم إنتاج حكومة في أسرع وقت تذهب إلى معالجة المشاكل، سيؤدي إلى حال من الفوضى العارمة في البلاد، وعندها لن يستطيع أي زعيم أو أي مسؤول في البلد إلا أن يعترف بعجزه أمامها، وهو جزء من المسؤولية». وقال «لقد زدت قلقا اليوم (أمس) عندما سمعت الرئيس بري يقول: إن شاء الله لن نكون في حاجة إلى صلاة الميت (على الحكومة)، فقلت كأننا ننتظر حكومة ستولد ميتة!». مشيرا إلى أنه «أسيء إلى الحكومة، وإلى آمال اللبنانيين وإلى السياسة في لبنان، وإلى حرفة السياسة وأمانتها ومسؤوليتها بالطريقة المعتمدة في تشكيل الحكومة، والذي يفرح في هذا الأمر أقول له مباركة هذه الصفات لكم».

واعتبر وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال عدنان السيد حسين، أن «السبب الرئيسي لعدم تشكيل الحكومة هو خارجي، إضافة إلى أسباب داخلية»، ولفت إلى أن «الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي ضد الخضوع للخارج، لذلك لديه عقبات وصعوبات»، مشددا على «ضرورة الوصول إلى تأليف حكومة في أسرع وقت وبرئاسة الرئيس ميقاتي، لأن البلد لا يتحمل شهورا أخرى من دون حكومة، لذلك مفروض تسهيل عمل الرئيس ميقاتي ضمن الثوابت اللبنانية»، مؤكدا أن «الرئيس ميقاتي لن يعتذر، وغير وارد أن يصل إلى حائط مسدود، بل ممكن أن يعرض حكومة أمر واقع».

أما عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر، ففي رأيه أن «مشكلة تأليف الحكومة المقبلة خارجية وليست هناك خلافات جذرية في الداخل، وإنما ما يجري هو لكسب الوقت فقط لحين بلورة الأمور الإقليمية». ورأى أن «هناك عدم إمكانية للعودة إلى حكومة إنقاذ وطني، لأن هذا الأمر غير مطروح بتاتا وغير وارد»، مستبعدا «تشكيل الحكومة في وقت قريب»، ومشيرا إلى أن «هذا الأمر مرتبط بوجهة نظر الرئيس السوري بشار الأسد، في حال وجد أن هناك مصلحة للإسراع في تشكيلها». وشدد الجسر على أن «البلد بحاجة ماسة إلى حكومة، ولو كانت حكومة أمر واقع، فهي أفضل من لا حكومة».

ودعا عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب زياد أسود الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، إلى «العود إلى مبدأ التوازن والشراكة إذا كان يريد تأليف الحكومة»، ولفت إلى أن «العقدة ليست في وزارة الداخلية، وزياد بارود هو ضحية مناورات»، وأعرب عن اعتقاده أن «هناك مشكلة أكبر ويتم تغطيتها بعقدة وزارة الداخلية»، وقال: «نحن كتكتل لدينا حصة مثل الآخرين بوزارة الداخلية، وخلق عقدة اسمها (عقدة الداخلية) هو لتغطية تقاعس وتقصير الرئيسين سليمان وميقاتي وانتظارهما الضوء الأخضر من مكان آخر»، مؤكدا أن «تجربة تكتل (التغيير والإصلاح) في كل الوزارات لم تكن انتقامية ولا حيادية، بل كانت على مسافة واحدة من الجميع، وكل وزاراتنا كانت عادلة وعملها منتظم»، متوقعا «عدم تشكيل حكومة في المدى القريب».