بغداد تعرض اعترافات منفذي اغتيال مدير قناة «المسار».. وتقر بلا جدوى «العصا السحرية»

الوضع الأمني يسجل تراجعا لافتا.. وكركوك تحذر من «خطر قاتل» إذا انسحب الأميركيون

TT

في الوقت الذي أعلنت فيه قيادة عمليات بغداد أمس عن إلقائها القبض على المجموعة المسلحة التي اغتالت مدير قناة «المسار» الفضائية الشهر الماضي، استمر الوضع الأمني في تسجيل تراجع لافت منذ نحو أربعة أيام.

فقد ارتفعت حصيلة تفجير السيارة المفخخة في منطقة أبو دشير جنوب شرقي بغداد مساء أول من أمس، إلى نحو 40 قتيلا وجريحا، كما أسفرت انفجارات عدة شهدتها بغداد والحلة أمس عن مقتل وجرح العشرات فضلا عن التوتر الأمني الذي يشهد تصاعدا في عدة مناطق.

وفي بغداد، وطبقا لمصادر الشرطة العراقية، فإن عبوة ناسفة كانت موضوعة في حاوية لجمع النفايات في شارع النضال وسط بغداد انفجرت، مما أدى إلى إصابة اثنين من المارة بجروح وإلحاق أضرار بعدد من المحال القريبة من مكان الانفجار. أما في حي الكرادة بالقرب من شارع أبو نواس فقد انفجرت عبوة لاصقة بإحدى السيارات المرافقة لأحد المسؤولين، مما أدى إلى إصابة أحد أفراد حمايته بجروح بالغة.

وفي السياق ذاته، ارتفع عدد ضحايا انفجار العبوتين الناسفتين في منطقة الخنافسة التابعة لناحية الإسكندرية شمالي بابل أمس إلى 9 قتلى وجرحى. وتأتي هذه التطورات الأمنية في وقت أعلنت فيه قيادة عمليات بغداد المسؤولة عن الملف الأمني في العاصمة العراقية القبض على خلية تنتمي إلى تنظيم القاعدة كانت قد استهدفت في 13 أبريل (نيسان) الماضي اثنين من كبار المسؤولين في «حزب الدعوة - تنظيم العراق»؛ أحدهما طه العلوي عضو المكتب السياسي للحزب ومدير قناة «المسار» التابعة له، والآخر عبد فرحان مدير الشؤون الإدارية في مؤسسة السجناء السياسيين، مما أدى إلى قتلهما في الحال.

وقال الناطق باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي عقده ببغداد أمس إن «أفراد هذه الخلية الذين ينتمون لتنظيم القاعدة يتنقلون من حي الميكانيك باتجاه علوة الرشيد بمنطقة الدورة، ويتابعون أهدافهم بعد تجاوز نقاط التفتيش». وأضاف أن «آخر عملية قامت بها هذه الخلية هي اغتيال مدير قناة (المسار) الفضائية طه جعفر العلوي، والمدير العام في هيئة السجناء السياسيين عبد فرحان ذياب، بأسلحة كاتمة للصوت في منطقة عويريج جنوبي بغداد». وأشار إلى أن «المعلومات التي تتوفر لدينا، هي أن عمل تنظيم القاعدة، يعتمد على الخلايا الخيطية المؤلفة من 4 أو 5 أشخاص، ويتصلون بشخص مسؤول عنها، وأن أفراد الخلية لا يعرفون الخلايا الأخرى»، وكشف عن أن «الأسلحة الكاتمة تنقل إلى أفراد الخلية، عن طريق امرأة، وبعد أن تنفذ العملية تعطى هذه الأسلحة لخلية أخرى»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه «تم التعامل برد فعل سريع مع هذه الخلايا، وتشديد الإجراءات الأمنية والتدقيق بالتفتيش، ونتج عن هذا الأمر ازدحامات في الشوارع، لكننا نوجه خطابا للمواطنين بضرورة التعاون وتفهم المرحلة».

وأقر اللواء عطا بأن الأجهزة التي تشبه العصي والمزودة بلواقط عاجزة عن الكشف عن المسدسات والبنادق التي ازداد استخدامها مؤخرا لتنفيذ عمليات اغتيال في العراق. وقال إن «معظم أجهزة الكشف متخصصة في كشف المتفجرات وليس الأسلحة والمسدسات والبنادق»، وأضاف أن «وظيفة هذه الأجهزة التركيز على العجلات (السيارات) وخلوها من المتفجرات وليس من المسدسات». وتابع: «لو قامت القوات الأمنية بتفتيش دقيق للسيارات واحدة تلو الأخرى! لعطلنا الحياة وأصبناها بالشلل بشكل كامل في مختلف المناطق».

وتعتبر تصريحات عطا بمثابة أول إقرار من قبل مسؤول عراقي رفيع المستوى بعجز هذه الأجهزة عن كشف المسدسات تحديدا. ويطلق على الأجهزة الكاشفة في العراق اسم «العصا السحرية» وتتراوح تكلفة الواحد منها بين 16500 دولار إلى 60 ألف دولار. وفي سياق متصل، حذر مسؤولون أمنيون ومحليون في محافظة كركوك الغنية بالنفط شمال العراق! من «خطورة» انسحاب القوات الأميركية المقرر نهاية العام الحالي كونه «يهدد استقرار الأوضاع» في المحافظة المتنازع عليها.

وقال قائد شرطة المحافظة بالوكالة اللواء تورهان يوسف عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «تنظيم القاعدة يسعى إلى زعزعة الأوضاع الأمنية من خلال ضرب مكونات كركوك بهدف إثارة الفتنة الطائفية عبر تفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وأعمال الخطف واستهداف القادة الأمنيين», في حين حذر مصدر أمني رفيع المستوى في كركوك من أن «الانسحاب الأميركي من العراق عموما ومن كركوك خصوصا! خطر قاتل».