المئات من السودانيين يؤدون صلاة الغائب على بن لادن

تقدمهم جماعة «السروريين» السودانية وهيئة علماء السودان ومنبر السلام العادل

TT

أدى المئات من السودانيين صلاة الغائب في ميدان عام بالخرطوم أول من أمس على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي تم اغتياله الاثنين الماضي بباكستان على يد القوات الأميركية.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن جماعة «السروريين» السودانية وهيئة علماء السودان ومنبر السلام العادل الذي يقوده الطيب مصطفى، خال الرئيس السوداني عمر البشير، كانوا وراء الدعوة لأداء صلاة الغائب على بن لادن، واعتبرت الجماعة السرورية أن الصلاة جاءت تحقيقا لغاية «شرعية».

وتقدم المصلين أعضاء من هيئة علماء السودان، وردد المصلون هتافات «أسامة شهيد فدى التوحيد» و«خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد بدأ يعود». واعتبر المصلون، الرئيس الأميركي باراك أوباما مرتدا عن الإسلام وطالبوا بإعلان الجهاد وتسخير أموال النفط في المنطقة العربية لدحر من وصفوهم بالأعداء أسوة بابن لادن الذي سخر ماله للقضاء على أعداء الإسلام، على حد قولهم.

وقال زعيم جماعة أنصار السنة المحمدية، أبو زيد محمد حمزة، في خطبته «كنا نتمنى أن يكون الحكام المسلمون مثل أسامة بن لادن وألا يكونوا كما هم الآن يكدسون الأسلحة والطائرات ولا يحررون القدس»، وردد الحاضرون هتافات تطالب بإطلاق اسم بن لادن على شارع السفارة الأميركية بمقرها الجديد بضاحية سوبا شرق الخرطوم، باعتباره مجاهدا عربيا مسلما.

من جانبه قال عبد الحي يوسف الذي أم المصلين في ساحة المولد بالخرطوم إن صلاته على «الغائب بن لادن» جاءت تحقيقا لغاية شرعية. وأضاف «لأنه أخونا ندين بحبه»، وقال «بن لادن كان يجاهد في سبيل الله بل كان شوكة في حلوق الكفار أميركا وأعوانها من الصليبيين واليهود ومن شايعهم». وأضاف أن وقفة الجماعة التي صلت صلاة الغائب على بن لادن لإغاظة الكفار والمنافقين «لتلهم لأخينا وولينا»، وتابع «ما شعر به المسلمون من ألم حينما علموا أنه لن يدفن كما يدفن البشر»، وقال «القضية ليست في كيف وأين يدفن وإنما القضية يعيش ويموت في الله مخلدا فكرة لن تموت مما ينفخ في الأمة الإسلامية روحا جديدة للجهاد والشهادة في سبيل المبدأ».

من جهة أخرى، عبر الزعيم الإسلامي المعارض حسن الترابي في أول تصريحات صحافية عن استيائه من خبر مقتل صديقه أسامة بن لادن الذي قتلته القوات الأميركية في باكستان الاثنين الماضي، وقال إن اغتيال بن لادن يحزن كل العالم الإسلامي لأنه مسلم رغم ما بينهما من خلاف.

وأضاف «أسامة آثر أن يموت شهيدا بدلا من أن يعتقل ويذل»، وقال إنه يختلف تماما مع بن لادن لأنه اتخذ في برنامجه ما وصفه بسياسة إيذاء الآخرين وقتلهم بلا ذنب.

وقال إن سياسات بن لادن أثرت على المسلمين وأضرت بهم ضررا بليغا، وتابع «لكنه مسلم وقد أحزننا قتله بهذه الطريقة»، مشيرا إلى أن الثورات العربية الأخيرة تجاوزت تنظيم القاعدة وبن لادن، وقال «الشعوب قررت أن تمارس وعيا دون قتل وإرهاب»، واصفا هجمات 11 سبتمبر (أيلول) بأنها غلطة.