مصر اليوم في انتظار جمعة «المليونيات» و«المليونيات المضادة»

حلقات جديدة من مسلسل اقتحام أقسام الشرطة تثير جدلا حول دور فلول النظام السابق

TT

في ما يبدو كمقدمة لصدام متوقع بين أطراف متباينة بالمجتمع المصري، تعددت الدعوات لوقفات مليونية ما بين احتفاليات بمرور مائة يوم من عمر الثورة المصرية، وما بين وقفات موازية للمطالبة بالإفراج عن الرئيس السابق، فضلا عن دعوات تحمل صبغة طائفية ما بين قوى مسيحية أو تيارات سلفية.

وفي سياق احتفالي دعا ائتلاف شباب الثورة إلى مليونية جديدة اليوم الجمعة بميدان التحرير بوسط القاهرة احتفالا بمرور 100 يوم على ثورة 25 من يناير التي أسقطت نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ودعما لثورات الشعوب العربية في ليبيا واليمن وسوريا تحت عنوان «معا نبني الوطن.. معا نطهر البلاد».

وأكد الدكتور معاذ عبد الكريم عضو ائتلاف الثورة أن المظاهرة للتضامن مع مطالب الشعوب العربية وحقها في تقرير مصيرها، والاحتفال بمرور 100 يوم على قيام الثورة المصرية، والاحتفال بالمصالحة الفلسطينية، والتأكيد على دفع عجلة الإنتاج باتجاه تحقيق التنمية، والاحتجاج على الطريقة التي تم بها اختيار المحافظين، والضغط على المجلس العسكري لحل المجالس المحلية وإقالة رؤساء الجامعات.

وقال عبد الكريم لـ«الشرق الأوسط»: «تم التنسيق مع ائتلاف الشعوب العربية لتعميم المظاهرة في جميع الميادين الشهيرة في الدول العربية للتأكيد على وحدة الشعوب»، لافتا إلى أن جزءا من المشاركين في المظاهرة سوف ينظمون وقفة احتجاجية أمام جامعة الدول العربية للمطالبة بعدم تعيين الدكتور مصطفى الفقي أمينا عاما لجامعة الدول العربية؛ نظرا لتبعيته للحزب الوطني الديمقراطي المنحل، ولكونه ليس له موقف عربي واضح.

وعلى جانب آخر أعلن مؤيدو مبارك تنظيم مظاهرة موازية أمام مبنى ماسبيرو للمطالبة بالإفراج عنه تحت عنوان «جمعة إخلاء سبيل رمز مصر».. وذلك بعد أن شهدت مصر مواجهات عنيفة أول من أمس أمام مبنى التلفزيون المصري (ماسبيرو) على كورنيش نيل القاهرة بين شباب ائتلاف الثورة ومؤيدي مبارك خلال احتفالهم بعيد ميلاده الـ83، والذي يوافق 4 مايو (أيار)، بعدما رفض شباب الثورة فكرة الاحتفال ونظموا مسيرة من ميدان التحرير بوسط القاهرة إلى مبنى التلفزيون للتعبير عن رفضهم.

وبحسب شهود عيان، تطورت المشادات الكلامية بين الطرفين إلى أحداث شغب تم فيها تبادل الرشق بالحجارة، وأوقع ذلك عشرات المصابين. وتدخل أفراد القوات المسلحة التي تتولى إدارة شؤون البلاد عقب إسقاط النظام المصري لفض الاشتباكات بين الطرفين، وأكدت مصادر رسمية بوزارة الصحة على أن عدد المصابين في المواجهات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق بلغ 67 مصابا، وذكر المصدر أن الإصابات تراوحت ما بين اشتباه ما بعد الارتجاج وكسور وجروح وإغماءات وأزمات قلبية ورئوية.

وفي غضون ذلك دعا اتحاد شباب ماسبيرو، والكتيبة الطبية، ومركز المليون لحقوق الإنسان، إلى مظاهرة مليونية مسيحية أمام مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية شرق القاهرة، احتجاجا على ما وصفوه بـ«بمظاهرات السلفيين ضد الكنائس»، والتي ينتظر أن تتكرر اليوم عقب خروج المصلين من المسلمين السلفيين من صلاة الجمعة، وبخاصة من مسجد النور بالعباسية الذي يقع على مرمى حجر من الكاتدرائية المرقسية بوسط القاهرة.

وقال رامي كامل عضو اتحاد شباب ماسبيرو لـ«الشرق الأوسط» إن «المظاهرة تأتي للاحتجاج على ما يقوم به السلفيون من تهديدات للكنائس وللأقباط، وهجومهم على شخص البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريك الكرازة المرقسية».

إلى ذلك, تلقي حالة الانفلات الأمني بظلالها على المشهد السياسي في مصر، في أعقاب ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، وفيما تواصلت محاولات متهمين محتجزين في أقسام الشرطة الهروب من محبسهم بمساعدة ذويهم، استمر الجدل حول المسؤولين عن هذا الانفلات.

وقام 168 محتجزا بـ«قسم شرطة الطالبية» بمحافظة الجيزة (المتاخمة للعاصمة المصرية) في الساعات الأولى من يوم أمس بمحاولة هروب جماعي، بعد أن أحدثوا حالة من الشغب داخل محبسهم. كما شهد «قسم أول شرطة العريش» أحداثا مماثلة صباح أمس، عقب يوم واحد من محاولات مشابهة في محافظات مختلفة، مما أثار علامات استفهام حول دور «فلول النظام السابق» في هذا الشأن.

وشهدت مصر أول من أمس محاولات متزامنة لتهريب سجناء من أقسام الشرطة في محافظات القاهرة والجيزة والدقهلية، باستخدام الرصاص الحي وزجاجات المولوتوف. وقتل على أثر هذه المحاولات شخص واحد، وأصيب 7 آخرون بينهم ضابط شرطة، وكان لافتا تشكيل أهالي المناطق القريبة من أقسام الشرطة دروعا بشرية لحمايتها، ونجحوا بمساعدة عناصر شرطة في القبض على 25 متهما فارين، فيما لا يزال البحث جاريا عن 88 متهما آخرين.

وأمر المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة بإحالة المتهمين في قضية محاولة هروب مساجين «قسم شرطة الطالبية» إلى النيابة العسكرية، بعد إحباط المحاولة. كما انتقل فريق من نيابة العمرانية إلى مكان الواقعة للمعاينة، حيث تبين محاولة اقتحام القسم على أيدي أهالي المتهمين المحبوسين داخله على ذمة قضايا متعددة.

واستبعد مصدر أمني بوزارة الداخلية تحدثت معه «الشرق الأوسط» عبر الهاتف، إمكانية وقوف جهة واحدة خلف محاولات اقتحام أقسام الشرطة، وقال إن «الأمر مجرد مصادفة»، لافتا إلى أنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى هذه الإمكانية، رغم التزامن في محاولات الاقتحام.