البابا شنودة يلقي عظته الأسبوعية وسط «دروع بشرية» من المسلمين

بعد إشاعات حول تلقيه تهديدات بالاغتيال

TT

وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور لافت لعدد كبير من المسلمين، ألقى البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس بمصر عظته الأسبوعية الليلة قبل الماضية، في الكاتدرائية المرقسية (المقر البابوي) بالعباسية (شرق القاهرة)، بعد إشاعة انتشرت على المواقع الإلكترونية بتلقيه تهديدات بالاغتيال خلال إلقائه العظة.

وحضر القداس آلاف المسيحيين الذين نظموا مظاهرة قبل وبعد العظة، أعربوا فيها عن تأييدهم للبابا شنودة ومواقفه، ردا على مظاهرات نظمها سلفيون للهجوم على البابا شنودة بسبب قضية كاميليا شحاتة، زوجة كاهن كنيسة دير مواس بالمنيا في صعيد مصر.

وكان لافتا حضور عدد من المسلمين والشخصيات العامة العظة بعدما انتشرت أول من أمس إشاعة على المواقع الإلكترونية مفادها أن شنودة، الذي اعتلى كرسي البطريركية عام 1971، تلقى تهديدات باغتياله خلال العظة، فرد ناشطون إلكترونيون على تلك الإشاعة بدعوة المسلمين لحضور العظة لتشكيل دروع بشرية لحماية البابا، وهو ما حدث بالفعل، حيث بدا أمرا جديدا وجود سيدات محجبات في الصفوف الأولى داخل قاعة الكاتدرائية، التي فرضت السلطات المصرية عليها إجراءات أمنية مشددة. كما حضر العظة الصحافي عادل حمودة رئيس تحرير صحيفة «الفجر» الخاصة، والمدوِّنة نوارة نجم.

ورغم أن مصادر كنسية رفيعة نفت لـ«الشرق الأوسط» تلقي البابا شنودة أي تهديدات، فإنها رحبت بدعوة المسلمين لحضور العظة، ووصفتها بأنها «شعور طيب من إخواننا المسلمين، وهذه هي روح الوحدة الوطنية التي تسود مصر»، مؤكدة أنه لا خلاف بين عنصري الأمة في مصر.

ورفضت المصادر التعليق على الخطوة التي ستتخذها الكنيسة بشأن قضية كاميليا شحاتة، قائلة: «الأمر قيد التحقيق أمام النيابة، وسننتظر ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات».

من جهة أخرى، عقد بمشيخة الأزهر ثاني اجتماع لمبادرة «بيت العائلة المصري» التي أطلقها الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، بحضور المستشار طارق البشري والأنبا آرميا سكرتير البابا شنودة، حيث تم الاتفاق على تشكيل مجلس أمناء للمبادرة ومجلس تنفيذي وإعداد لائحة تنفيذية، ودراسة تشكيل لجان للإعلام والتعليم، وتجديد الخطاب الديني والتنمية المجتمعية والعمل الميداني.

كما زار مشيخة الأزهر أمس وفد من الكنائس الإنجيلية الألمانية بفرانكفورت برئاسة القس الدكتور ثروت قديس والدكتور مايكل زس، وهو وفد يمثل مقاطعة السين بفرانكفورت بألمانيا، حيث قدم الدكتور الطيب شرحا للوفد الكنسي الألماني عن دور الأزهر وسماحة تعاليم الدين الإسلامي.

وأكد الطيب أن جميع الأديان تنص على السلام، مشددا على أن الأزهر الشريف والدين الإسلامي يؤيدان الحوار مع الأديان السماوية الأخرى، وأن الإسلام هو دين حوار في المقام الأول يحترم عقائد الآخرين ويحافظ عليها ويضمن حريتها.

من جانبه طلب الوفد الألماني توطيد العلاقات بين الأزهر والكنائس الإنجيلية بألمانيا، مؤكدا أهمية الحوار بين المسلمين والمسيحيين، كما أشاد الوفد بالشباب الذين قاموا بالثورة السلمية في مصر، ووصفها بأنها «ثورة تقدمية لصالح جميع الناس».