أصغر مرشح لانتخابات الرئاسة في مصر: المقاهي مقراتي الانتخابية وحملتي ممولة شعبيا

يستعين بخلفيته العسكرية كمقدم سابق في الجيش ورصيده لدى شباب الثورة

د.محمود محيي الدين («الشرق الأوسط»)
TT

مستعينا بخلفيته العسكرية كمقدم سابق بالقوات المسلحة المصرية، وبجرأة جعلته يعلن عن ترشحه لانتخابات الرئاسة التي كان من المقرر إجراؤها عام 2011 زمن الرئيس السابق حسني مبارك، أعلن الدكتور محمود محيي الدين أستاذ مادة الهندسة الإنشائية بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي لم يتحدد بعد موعد لإجرائها.

يعتقد محيي الدين أنه يتفوق على مرشحي الرئاسة المحتملين لأكثر من سبب، فهو أصغرهم سنا، وسنوات عمره الـ41 تسمح له باستيعاب أحلام وطموحات الشباب المصري.

أصيب محيي الدين، الذي أنهى خدمته بالقوات المسلحة عام 2005، بشظية في قدمه أثناء الثورة المصرية التي اندلعت في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي. وهو أمر يراه ميزة أخرى يمكن الاستفادة بها في سباق الرئاسة، حيث يظل هو إلى جانب كل من الدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد، وحمدين صباحي زعيم حزب الكرامة (تحت التأسيس)، والدكتور محمد البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام، المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة ممن شاركوا في الثورة.

بدأ محيي الدين حملته الرئاسية مبكرا بإنشاء مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» منذ عام 2009، ودشن موقعا إلكترونيا باسم «رئاسة مصر» لكن سرعان ما قام ضباط من جهاز أمن الدولة (المنحل) باعتقال المهندس المختص بالإشراف على الموقع فنيا وقد تم غلقه.

لا يملك المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة مقرا ثابتا حتى الآن لمقابلة أنصاره أو المنضمين لحملته، ويفخر بأنه المرشح الوحيد الذي يستقبل مؤيديه على المقاهي الشعبية، حيث يقول لـ«الشرق الأوسط» إنها أفضل مقر على الإطلاق حيث يجلس وأنصاره على مقهى، ثم ينتقلون إلى آخر. ويتساءل: «وهل سأجد مقرا مجهزا كالمقاهي؟! إن بها أناسا في تعطش لسماع برنامج مرشح الرئاسة، خاصة أن الناس بعد الثورة أصبحت معنية جدا بالسياسة وتتابع بشغف أي حدث سياسي».

يتابع محيي الدين: «المقاهي هي مقراتي التي ستمكنني من بناء قاعدة شعبية حقيقية وخصبة».. ويضحك وهو يضيف بقوله: «على فكرة أنا المرشح الوحيد الذي يكتب رقم هاتفه الشخصي بجميع المطبوعات.. كما أنني المرشح الوحيد الذي يمكن للمواطنين التواصل معه مباشرة على المقهى وبالمنزل، فهو مفتوح على مدار 24 ساعة ويستطيع أي مواطن مقابلتي دون المرور على سكرتارية أو أي حواجز أو عوائق من أي نوع».

ويتغلب محيي الدين على قلة الإمكانيات المادية عن طريق تمويل شعبي لحملته الانتخابية، فأنصاره يقومون بالتطوع لطباعة الملصقات الدعائية وبيانات حملته الرئاسية، وآخرون «يتولون شراء القماش والكتابة عليه توفيرا للنفقات بدلا من التعاقد عليه مع أحد الخطاطين المختصين الذين يحددون أسعارا مرتفعة مقابل ذلك»، فيما يستقطع محيي الدين نصف راتبه من عمله كأستاذ جامعي لمصروفات المؤتمرات التي ينظمها.

يرفض محيي الدين الانضمام لأي من الأحزاب السياسية المطروحة على الساحة، يقول: «سأظل مرشحا مستقلا.. لن أحيد عن ذلك، فهذا واجب الرئيس القادم أن يكون رئيسا لكل المصريين». ويطرح هذا الخيار على محيي الدين ضرورة أن يجمع توكيلات من 30 ألف مواطن مصري من 15 محافظة على الأقل، بحد أدنى ألف توكيل من كل محافظة.

عن خطته لجمع هذه التوقيعات يقول محيي الدين: «أحاول جمع التوقيعات مع انتهاء المؤتمرات الكبرى التي أقوم بعقدها في كل محافظة وبعد أن أقوم بشرح برنامجي ومناقشته مع الحاضرين.. بالإضافة لمنسقي الحملة في المحافظات المختلفة».

ويعتمد محيي الدين على تأييد قطاعات كبيرة من شباب الثورة، مشيرا إلى أن المرشحين الآخرين يعتمدون على تأييد الأحزاب السياسية أو التيارات الدينية المنظمة.. «بينما أعتمد على شباب الثورة الذين تطوعوا في حملتي بالمئات وأفتخر أنني مرشحهم وأعتز بثقتهم، فقد كنا جنبا إلى جنب أثناء الثورة».

يعتمد محيي الدين في برنامجه الانتخابي على وعد بتكرار التجربة الصينية في مصر، إذ يرى أنها الأفضل للحالة المصرية، يقول: «مساعدة الناس على إنشاء صناعات ومشاريع صغيرة في الأحياء الشعبية والعشوائية التي يعاني أهلها من فقر مدقع ونسب بطالة مخيفة هي الطريق الأفضل».

وحول الأمن القومي يرى محيي الدين أن توطين 3 ملايين مواطن مصري في سيناء سيكون كفيلا بتحقيق توازن قوى استراتيجي، مع محاولة محور للقوة يجمع مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا.

بما يملك من إمكانيات، يسعى محيي الدين لخوض منافسة قوية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويعلن استعداده مناظرة أي من المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة حول برنامجه، وما يستطيع أن يقدمه للبلاد.