وثائق «ويكيليكس» اللبنانية: عون ليس مغرما بحزب الله

ميقاتي يشعر بـ«الخجل» للاعتراف بتوفيره 150 ألف دولار ميزانية لـ«الأخبار»

ميشال عون
TT

تابعت صحيفتا «الأخبار» و«الجمهورية» اللبنانيتان بث وثائق صادرة عن موقع «ويكيليكس» تتعلق بمحادثات أجراها مسؤولون لبنانيون مع السفراء الأميركيين. وإذ أتى بعض هذه الوثائق مشابها للمواقف المعلنة لهذه الأطراف في حينه، فإن بعضها الآخر استمر في حمل المفاجآت، خصوصا لدى فريق «8 آذار» المتحالف مع سوريا، الذي بينت الوثائق وجود مواقف لافتة لقيادييه في السر تختلف عن تلك في العلن، كقول النائب ميشال عون إنه «ليس مغرما بحزب الله»، أو مسعى النائب طلال أرسلان لكي يكون «الوصي على الحقيقة لدى الأميركيين».

فقد نشرت صحيفة «الجمهورية» نقلا عن موقع «ويكيليكس» برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت يعود تاريخها إلى 8 مايو (أيار) 2008 وفي حديث للسفيرة الأميركية في بيروت ميشيل سيسون كشف رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، النائب طلال أرسلان بعد يوم على زيارة لسوريا عن أن الأخيرة متلهفة لإتمام صفقة في الدوحة. وقال أرسلان: «إن الموقع المثالي للولايات المتحدة يكون في اضطلاعها بدور (العراب) تجاه لبنان»، موضحا أنه كلما كانت الولايات المتحدة ناجحة في تحقيق أهدافها الإقليمية، كان لبنان محميا أكثر. عندها يمكن مناقشة سلاح حزب الله، حسب رأيه. وأشار أرسلان إلى أنه يتطلع إلى أفضل العلاقات مع حكومة الولايات المتحدة، مؤكدا أنه ينزعج حين يفكر أنها أقرب إلى أفرقاء آخرين. وقال أرسلان: «السياسة اللبنانية مليئة بالأكاذيب»، وإن «هذه الأكاذيب هي أصل مصائبنا»، موضحا أنه «أحيانا لا تصلكم الحقيقة». وختم: «أريد أن أكون الوصي على الحقيقة لدى الولايات المتحدة».

وقد رد أرسلان أمس على ما سماه مغالطات «ويكيليكس»، ورأى أرسلان أن «جماعة فيلتمان في لبنان يسمعون ما يريدون ويغضون الطرف عما يرفضون سماعه»، مشيرا إلى أن «الأميركيين يهمهم تقاتل الطوائف مع بعضها ومن هذا المنطلق جاءت وثائق (ويكيليكس)».

ورد هشام الأعور أمين الإعلام في حزب «التوحيد العربي» الذي يرأسه الوزير السابق وئام وهاب المقرب من دمشق على «التافه الذي يدعي تحالفه مع حزب الله ويطرح مع السفيرة سيسون أن يكون وصيا على الحقيقة عند الأميركيين»، واعتبر الأعور أنه «عندما يصبح السياسي عاجزا عن إنتاج مواقف مقنعة، ولا مشاريع مغذية لقومه، يلجأ حينئذ إلى التفاهة، حيث يتحول التاريخ لعبة في يد المنافقين والدجالين المجانيين».

وكشفت صحيفة «الجمهورية» عن وثيقة نشرها موقع «ويكيليكس» صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2006، وفيها أعلن رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون أن ليس لديه مستشارون يزورون سوريا، وأن اتهامه بعكس ذلك هو مجرد معلومات مضللة. ولفت إلى أن «لا أحد من حزبه يملك الصلاحية لزيارة دمشق»، مشددا على عدم وجود التزام بين سوريا والتيار الوطني الحر. غير أنه أقر باحتمال قيام بعض التعاملات مع سوريا من دون علمه قائلا إنه يتحاشى في حذر كبير أن يرتبط بعلاقات وثيقة مع سوريا وإيران. وأضاف عون: خلال زيارة قام بها وفد برلماني إيراني لمنزله في الرابية، أبلغ إلى 3 نواب إيرانيين أنه يستطيع أن يقيم علاقة صداقة معهم، ولكنه لا يستطيع أن يشكل محورا سياسيا مع إيران. وكشف عن أن النائب الشيعي حليف التيار الوطني الحر، عباس هاشم، ونائب التيار إبراهيم كنعان، كانا حاضرين في هذا الاجتماع وأن هاشم المقرب في شكل خاص من حزب الله، خاب ظنه لأن الجنرال رفض التوصل إلى تسوية رسمية أكثر من الإيرانيين.

وأضاف عون: «لست واقعا في غرام حزب الله، ولكن إن عزلناهم سيكون رد فعلهم عدائيا والبلد لا يحتمل اشتباكات». وأردف أن الطريقة التي تتبعها قوات الأمن للتعامل مع حزب الله تعطي نتائج عكسية.

وكشفت «الجمهورية» عن وثيقة نشرها موقع «ويكيليكس»، تاريخها 12 نوفمبر 2006، سأل فيها السفير الأميركي لدى لبنان جيفري فيلتمان رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي عن العلاقة التي تربطه بصحيفة «الأخبار»، فأجاب بأنه يشعر بـ«الخجل» لأنه مضطر الآن إلى الاعتراف بتوفيره مبلغ 150 ألف دولار أميركي كميزانية أولية للجريدة (أي 3 أضعاف المبلغ الذي كان صرح به ميقاتي سابقا) وذلك ضمن استراتيجية استثمار شاملة تهدف إلى مساعدة كل وسائل الإعلام اللبنانية على نحو يكفي لإبعاد الصحافة غير المرغوب بها. ولكنه قال إنه يرفض التورط أكثر مع صحيفة «الأخبار» بسبب اشمئزازه من حملاتها الدعائية المفضوحة، مشددا على أنه ليس واحدا من مالكي الصحيفة.