الأحمد لـ«الشرق الأوسط»: الحراك في المنطقة العربية سرع التوقيع على اتفاق إنهاء الانقسام

قال: الاتصالات المباشرة مع حماس تواصلت على مدى الأسابيع الـ3 التي سبقت المصالحة.. والمصريون دخلوا على الخط في الأيام الـ10 الأخيرة

عزام الأحمد
TT

كشف عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف العلاقات الوطنية والمصالحة فيها، عن الأسباب الحقيقية التي عجلت في توقيع اتفاق المصالحة مع حركة حماس في القاهرة، لكنه رفض الربط بين ما يجري في سوريا وبين التغير المفاجئ الذي طرأ على مواقف حركة حماس.

غير أن مصادر فلسطينية أخرى قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الأوضاع المتطورة في سوريا ودخول جماعة الإخوان المسلمين (حماس جاءت من رحم جماعة الإخوان لا سيما الإخوان المصريين) على خط المواجهة مع النظام في سوريا، يضع قيادة الحركة بمن فيهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق في دمشق، في وضع صعب. فقيادة الحركة كما قالت هذه المصادر، في وضع لا تحسد عليه، فلا هي قادرة على إدانة أعمال القتل التي ينفذها النظام ضد المتظاهرين والمطالبين بالحرية والديمقراطية والتغيير، كما أنها لن تكون قادرة على السكوت لكثير من الوقت.

وقال الأحمد إن ثورات الشعوب العربية والحراك في المنطقة تركت بصماتها وأثرها على التفكير عند الجميع. فحتى مبادرة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، كما قال الأحمد لـ«الشرق الأوسط»، لزيارة غزة في 16 مارس (آذار) الماضي جاءت نتيجة الحراك الشعب العربي لا سيما في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي طالب بإنهاء الانقسام والاحتلال معا. وأضاف الأحمد أن استحقاقات سبتمبر (أيلول) المقبل التي يأمل الفلسطينيون في أن يحصلون على اعترافات دولية، وبالنتيجة الأمم المتحدة، بدولتهم المستقلة ودخولها عضوا كامل الحقوق في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تقتضي أن نكون موحدين.

أضف إلى ذلك كما يقول الأحمد أن «العالم بشكل عام ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والإدارة الأميركية يستخدمون ورقة الانقسام ضدنا، فنتنياهو يقول للعالم إنه لا يستطيع عقد سلام مع الفلسطينيين وهم غير موحدين ويطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما الفلسطينيين بتوحيد صفوفهم.

غير أن الأحمد أكد أن التقدم في الحوار لم يأت مفاجئا كما ظن البعض بل جاء نتيجة اتصالات ثنائية مباشرة لم تنقطع بين فتح وحماس حول قضية المصالحة على مدى الأسابيع الثلاثة التي سبقت التوقيع على الورقة المصرية وملحقاتها وذلك «لطبخ الموضوع» على حد قوله. وحسب الأحمد، فإن «القيادة المصرية دخلت على خط الاتصالات بيننا وبينهم بشكل مباشر في الأيام العشرة الأخيرة».

وقال الأحمد إن فتح وحماس اتفقتا خلال هذه الاتصالات على عقد اجتماع معلن، بينما اقترح المصريون عقد ثلاث جلسات. وكان ردي على ذلك أن الإخوة في حماس وحسب معلوماتي قادمون إلى القاهرة وهم جاهزون للتوقيع ولا حاجة لهذه الجلسات.

وكان الأحمد قد قال في مقال نشرته وكالة الأنباء الوطنية الفلسطينية الرسمية (وفا)، إنه لو توفرت الإرادة لدى الأطراف الفلسطينية لما تعثرت عملية المصالحة لأكثر من عامين.

وأوضح الأحمد أن الاتفاق لم يتم فجأة كما ذكر البعض، وأن الحوار الذي جرى برعاية مصرية وبدعم عربي استمر نحو عامين، سبقته جهود سودانية وتركية وفلسطينية وغيرها، وسابقا تم البحث والتداول المستفيضان للقضايا كلها، ولكن إرادة إنهاء الانقسام لم تكن موجودة داخل الساحة الفلسطينية.

وأكد عضو مركزية فتح أنه تم التوقيع بالنهاية على الورقة المصرية التي أعدت قبل يوم 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2009 كما هي دون تعديل أو تغيير أو إضافة.

يذكر أن الأحمد وبناء على تعليمات من أبو مازن وقع على الورقة المصرية لدى الإعلان عن الانتهاء منها في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2009.

وشدد الأحمد على أن «سند فلسطين وشعبها وقضيته في مصر هو الشعب المصري، وهذا الشعب كان وما زال وسيبقى في كل المراحل مساندا لفلسطين، وحقائق التاريخ تؤكد ذلك، والدعم لا يرهن أو يرتبط بأشخاص».