زوجة بن لادن: عشت 5 سنوات في أبوت آباد

إسلام آباد تعترف بفشلها في العثور على أخطر إرهابي في العالم

زوجة بن لادن (إ.ب.أ)
TT

اعترفت السلطات العسكرية الباكستانية بأن أجهزة الاستخبارات في البلاد فشلت في اكتشاف وجود أسامة بن لادن بمدينة أبوت أباد، على الرغم من أنه كان يعيش في المدينة على مدار السنوات الخمس الماضية.

وقال مسؤولون عسكريون بارزون، أمس، إن إحدى زوجات أسامة بن لادن اعترفت، خلال التحقيقات، بأنهم كانوا يعيشون في المدينة على مدار السنوات الخمس الماضية. واعترف المسؤولون العسكريون بأن أجهزة الاستخبارات الباكستانية فشلت في اكتشاف وجود أخطر إرهابي في العالم بمدينة أبوت آباد. وأفاد مسؤول عسكري بأنه سوف يتم إجراء تحقيق للتأكد من الحقائق التي أدت لهذا الفشل الاستخباراتي. وكرر مسؤول عسكري باكستاني بارز مجددا أن الإدارة الأميركية لم تخبر السلطات الباكستانية مقدما عن العملية العسكرية الأميركية التي شنتها ضد أسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد.

إلى ذلك، حذر سلمان بشير، أحد أبرز المسؤولين في وزارة الخارجية الباكستانية، من أن أي دولة تسعى لشن هجوم على أراض باكستانية سوف تواجه نتائج مروعة من الجيش الباكستاني.

وقال بشير، الذي يشغل منصب السكرتير العام في وزارة الشؤون الخارجية الباكستانية، خلال مؤتمر صحافي عقده في إسلام آباد، أمس، إن تكرار مغامرة سيئة على غرار ما حدث في مدينة أبوت آباد سوف يؤدي إلى حدوث نتائج كارثية. وأضاف بقوله: «نشعر بأن هذا النوع من المغامرة السيئة وغير المحسوبة سوف يؤدي لحدوث كارثة مروعة. ويجب أن لا يكون هناك أدنى شك في أن باكستان لديها قدرة كافية على ضمان الدفاع عن نفسها».

وجاءت تصريحات بشير بعد ثلاثة أيام من تنفيذ قوات خاصة أميركية لغارة على مجمع سكني بمدينة أبوت آباد، قتلت خلالها أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة.

ولكن تصريح المسؤول الباكستاني خرج مباشرة بعد بيان صدر من العاصمة الهندية نيودلهي أشار إلى إمكانية تكرار الوضع الذي حدث بمدينة أبوت آباد في أماكن أخرى داخل باكستان. وقال بشير إن انتقاد الجيش وأجهزة الاستخبارات الباكستانية هو إجراء لا مبرر له ولا يمكن السماح به. ورد بشير على الادعاءات القائلة إن أجهزة الاستخبارات الباكستانية فشلت في اكتشاف المروحيات الأميركية أثناء تحليقها في المجال الجوي الباكستاني، بقوله إن باكستان لديها «قدرة كافية» على حماية نفسها، وأن العملية التي قادتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية كانت سرية. وأضاف بقوله: «تمكنت الطائرات المروحية من التهرب من أجهزة الرادار الخاصة بنا. وقد حصلنا على أول معلومة عندما تحطمت إحدى الطائرات المروحية. وبعدها تفاعلنا مع الوضع على وجه السرعة».

وذكر أنه بمجرد انتهاء العملية، في نحو الساعة الثالثة صباحا، أخبرهم الأدميرال مايك مولين، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، عن العملية التي وقعت. وأضاف أن الولايات المتحدة هي من أوضحت مسألة السيادة لأن الأميركيين كانوا يتصرفون بنفس القدر من الاهتمام حيال هذه المسألة».

وقال بشير: «إن أي دولة ستتصرف بافتراض أنها تمتلك القوة والفردية من أي نوع، ستدرك أنها ارتكبت خطأ حسابيا أساسيا».

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، قال في معرض إجابته عن سؤال عما إذا كان الرئيس الأميركي باراك أوباما مستعدا لاستهداف أشخاص هاربين مجددا إذا كانوا على أراض باكستانية، بالقول: «نعم.. الرئيس أوباما يشعر بأنه النهج السليم وسيواصل هذا الشعور».

وتخشى باكستان أن تنهج الهند المجاورة نهجا مماثلا لما فعلته الولايات المتحدة، وأن تشن هجمات مشابهة ضد معسكرات يتردد أن مسلحين يتلقون تدريبات فيها قبل أن يتسللوا إلى الهند للقيام بأعمال إرهابية. وتصاعد قلق إسلام آباد عندما قال قائد الجيش الهندي، أول من أمس، إن بلاده لديها القدرة على تنفيذ عمليات مماثلة لما قامت به القوة الخاصة البحرية الأميركية.

وقال بشير إنه «من السهل القول إن الاستخبارات الباكستانية أو عناصر في الحكومة متورطة مع (القاعدة)». وأضاف أعلى موظف في الخارجية الباكستانية: «إنها فرضية كاذبة ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبولها، وتشكل صفعة للباكستانيين، وخصوصا للاستخبارات الباكستانية، نظرا لما أنجزته».

وحامت الشبهات لفترة طويلة حول وجود صلات بين وكالات المخابرات الباكستانية والمتشددين الإسلاميين، سواء كانوا تنظيم القاعدة أو حركة طالبان. ولكن منذ مقتل أسامة بن لادن في مخبأ مزود بسبل الراحة في مدينة أبوت آباد الشمالية الغربية، عادت هذه الوكالات الباكستانية تحت دائرة الضوء. وأبلغ ليون بانيتا، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية، المشرعين الأميركيين في اجتماع مغلق, أمس، بأن الوكالات الأمنية والمخابراتية الباكستانية؛ إما أنها متورطة في إخفاء بن لادن أو تفتقر للكفاءة.

وهناك قليل من الأدلة القاطعة بأنهم قاموا بشكل مباشر أو غير مباشر بتزويد بن لادن بمأواه المحصن قرب أكاديمية عسكرية، ولكن تاريخ الجواسيس الباكستانيين قد أثار الشبهات في ذلك الاتجاه. وأدت سنوات طويلة من الجهاد ضد القوات السوفياتية في أفغانستان إلى إقامة تحالفات وثيقة بين إسلاميي المنطقة ووكالات المخابرات الباكستانية، خاصة المخابرات العسكرية.