قانون مغربي جديد لمحاربة شغب الملاعب ينص على عقوبات قاسية.. ويدخل قريبا حيز التنفيذ

تخريب ملعبي مراكش وطنجة عجل بصدوره

TT

سيدخل قانون لمحاربة الشغب في الملاعب الرياضية المغربية حيز التنفيذ قريبا بعد أن تم اعتماده من طرف البرلمان. وينص القانون الجديد على عقوبات مشددة تصل إلى حد السجن، وأداء غرامات مالية ضد مرتكبي أعمال التخريب في حالة إدانتهم من طرف القضاء، بعد أن تفاقمت ظاهرة شغب الملاعب في الآونة الأخيرة.

وأثارت مشاهد نقلها التلفزيون المغربي عن تخريب ملعب مراكش الجديد يوم افتتاحه في يناير (كانون الثاني) الماضي، الذي كلف أكثر من 100 مليون دولار، استياء عارما، حيث ظهر عدد من الشبان وهم يقذفون المقاعد بأرجلهم بشكل هستيري، فتتطاير في الهواء. حتى إن المشهد أثار تساؤلات أخرى تتعلق بمعايير الجودة التي اعتمدت في تصنيع مثل هذه المقاعد البلاستيكية، حيث يمكن اقتلاعها بكل سهولة. وقال أحد المسؤولين إن اختيار طريقة تثبيت الكراسي بذلك الشكل راعى بالدرجة الأولى أن يكون الجلوس عليها مريحا.

وينص القانون الجديد على أنه يعاقب بالسجن من سنة إلى خمس سنوات، وأداء غرامة مالية تتراوح ما بين 100 و2000 دولار «كل من ساهم في أعمال عنف أثناء مباريات أو تظاهرات رياضية أو بمناسبتها أو أثناء بثها في أماكن عامة، أو الذين ساهموا في المشاجرة التي نتج عنها وفاة، كما يعاقب القانون المحرضين على أعمال العنف».

وتتضاعف العقوبة مرتين في حالة تكرار نفس الشخص لنفس الأفعال، أي الحكم بالسجن 10 سنوات، وأداء غرامة تصل إلى نحو 4 آلاف دولار، كما يعاقب القانون بأداء غرامة مالية تتراوح بين 100 و1000 دولار، كل من حاول الدخول إلى الملعب وهو مخمور، أو تحث تأثير مخدر، أو يحمل مواد مسكرة، كما يعاقب بأداء غرامة تتراوح بين 100 و500 دولار كل من حاول الدخول باستعمال القوة أو الغش إلى ملعب، أو قاعة للرياضة أو أي مكان تجري فيه مباريات أو تظاهرة رياضية، كما يعاقب الذين يدخلون إلى الملاعب أشعة ليزر، أو مادة حارقة، أو مادة قابلة للاشتعال. ولا تطال العقوبة الذين ارتكبوا العنف داخل الملاعب فقط، بل خارجها أيضا، أي في الساحات والطرق العامة، وفي وسائل النقل، أو محطات المسافرين. بعد أن انتقلت في السنوات الأخيرة ظاهرة الشغب خارج الملاعب بعد انتهاء المباريات، التي يتسبب فيها مشجعون من كلا الفريقين سواء خسروا أو ربحوا المباراة، مما يجعل الظاهرة ذات أبعاد نفسية وانتقامية يصعب ضبطها.

كما يعاقب القانون المشجعين الذين يستعملون التراشق اللفظي في الملاعب، من سب وقذف، أو الذين يرفعون شعارات، أو يحملون مجسمات فيها تمييز عنصري. يشار إلى أن المجمع الرياضي لمراكش شيد على مساحة 58 هكتارا، ويتسع الملعب الرئيسي لـ45 ألف متفرج. وهو مزود بنحو 98 كاميرا مراقبة، كما افتتح في أبريل (نيسان) الماضي ملعب كبير في طنجة بمواصفات عالمية تعرض بدوره للتخريب بنفس الطريقة، أي اقتلاع الكراسي، أثناء إجراء مباراة بمناسبة افتتاحه، واضطر رجال الأمن للتدخل سريعا قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.