أوباما يزور موقع تفجيرات سبتمبر وسط جدل حول عدم نشر صور بن لادن

الإدارة الأميركية تريد تركيز الانتباه على ضحايا زعيم «القاعدة» لا على طريقة مقتله

الرئيس الأميركي باراك أوباما يلتقي رجال الإطفاء خلال زيارته موقع تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في نيويورك أمس (إ.ب.أ)
TT

زار الرئيس الأميركي باراك أوباما موقع تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في نيويورك، أمس، ساعيا إلى التركيز على ضحايا التفجيرات و«وحدة الأميركيين» والابتعاد عن الجدال المحتدم في الولايات المتحدة حول قرار عدم نشر صور جثمان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض جي كارني، أمس، إن «الرئيس اعتقد أنه من المناسب السفر إلى نيويورك هذا الأسبوع على أثر المهمة الناجحة لتحقيق العدالة مع أسامة بن لادن». وأضاف أن الزيارة تأتي «من أجل الإقرار بالأسى الرهيب الذي عانت منه مدينة نيويورك يوم 11 سبتمبر والاعتراف بالثقل الذي تحمله عائلات الضحايا ومحبوهم منذ قرابة عشر سنوات». وتابع أن هناك أيضا «جهودا ربما لمساعدة أهالي نيويورك والأميركيين حول العالم للحصول على شعور بطي الصفحة».

وأفادت مصادر أميركية رسمية بأن زيارة أوباما إلى نيويورك، أمس، لوضع إكليل من الزهور على موقع تفجير مركز التجارة العالمي واللقاء مع عائلات ضحايا التفجيرات يأتي ضمن جهود الإدارة لنقل التركيز الإعلامي والسياسي من كيفية قتل بن لادن إلى التركيز على الضحايا أنفسهم لتلك التفجيرات. وأعلن البيت الأبيض أن أوباما لن يلقي أي تصريحات للإعلام خلال زيارته إلى نيويورك، كما أن لقاءه مع عائلات الضحايا سيكون مغلقا للإعلام. وعلى الرغم من ذلك، انتقل الصحافيون من واشنطن لتغطية هذا الحدث، كما أن البث المباشر من موقع التفجيرات بدأ منذ مساء أول من أمس لكبرى القنوات الإخبارية.

وبينما دارت تساؤلات حول ما إذا كان أوباما أو أحد مرافقيه سيطلع عائلات الضحايا على صورة جثمان بن لادن، بعد قرار أوباما بعدم نشرها علنا، أكد كارني أن أوباما ومرافقيه لم يجلبوا نسخة معهم. وبعد ثلاثة أيام من التفكير، قرر أوباما عصر أمس عدم نشر صور لجثة بن لادن، حيث اعتبر أن ذلك سيشكل «خطرا على الأمن القومي» لبلاده. وقال أوباما في لقاء مع قناة «سي بي إس»: «بحثنا هذا الأمر في اجتماعات داخلية. وتذكروا أننا متأكدون بشكل قاطع من أنه هو (بن لادن). أجرينا فحوصات على الحمض النووي الريبي. إذن، لا يوجد أي شك في أننا قتلنا أسامة بن لادن». وأضاف حسب نص المقابلة الذي نشر على موقع المحطة «من المهم جدا عدم السماح باستخدام صور تشكل أدلة، ووسيلة للتحريض على العنف أو للدعاية الإعلامية. هذا الأمر ليس من طبيعتنا».

وعلى الرغم من أن المقابلة الحصرية ستبث مساء الأحد، قررت القناة نشر تصريحات أوباما أمس مع احتدام النقاش حول نشر الصور. وكان عضو الكونغرس الجمهوري لولاية كاليفورنيا دانكان هانتر من أكثر المطالبين بنشر الصور، قائلا: «لن يؤثر ذلك على الأمن القومي، لن يقول الإرهابيون لا حاجة لمهاجمة الولايات المتحدة لأنها لم تنشر الصور»، فإن الموقف الأميركي ليس لمهادنة المتطرفين تحديدا، بل لعدم إثارة مشاعر المسلمين العاديين، بالإضافة إلى عدم الظهور بالتمتع بقتل الآخر. وقال عضو الكونغرس الديمقراطي عن ولاية نيويورك أنتوني وينر، أمس: «لن يحقق نشر الصور شيئا، علينا الثقة بالرئيس وبالقادة العسكريين عندما يقولون إن بن لادن قتل».

وقال أوباما في المقابلة: «لا نعرض هذا النوع من الأشياء للتباهي»، مضيفا أن «الحقيقة هي أنه شخص استحق ما حصل له. أعتقد أن الأميركيين والناس في جميع أنحاء العالم سعداء بمقتله».

وتابع: «نظرا للطبيعة العنيفة للصورة سيشكل نشرها خطرا على الأمن القومي». ويشكل عدد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين أشد الأصوات المطالبة بنشر الصور التي التقت بعد مقتل بن لادن يوم الأحد الماضي. وبينما اطلع أوباما وعدد قليل من كبار المسؤولين الأمنيين الأميركيين على الصور، ادعى عدد من أعضاء الكونغرس، أمس، أنهم شاهدوها. إلا أن ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ تراجعوا عن تأكيداتهم، معترفين بأن الصور التي اطلعوا عليها مزيفة. وبين هؤلاء ساكسبي شامبليس، أهم الأعضاء الجمهوريين في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الذي قال إن هذه الصور «تنطبق على ما نتوقعه عندما يصاب أحد ما برصاص في الرأس وليست صورا جميلة». وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان شامبليس، العضو في لجنة الدفاع أيضا، شاهد صورا أصلية قالت الناطقة باسمه براونين لانس شيستر لوكالة الصحافة الفرنسية: «كان واضحا جدا في هذا الشأن، لم ير الصور الرسمية».