ليبيا: قوات القذافي تلجأ لاستخدام الهليكوبتر مجددا في مصراتة والزنتان

بعد أن فقدت السيطرة على «الكفرة» لصالح الثوار

TT

بينما فقدت القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي سيطرتها على «الكفرة» جنوب ليبيا، اتجهت ذات القوات إلى محاولة استخدام سلاح الطيران مجددا ضد الثوار المتمردين في عدة مدن ليبية، حيث تمكنت طائرتان مروحيتان تابعتان لنظام القذافي من الاقتراب من ميناء مصراتة، وألقت بألغام أرضية على المينا،ء مما أدى إلى إصابة شخصين على الأقل من عمال المرفأ الحيوي الذي تصل عن طريقه كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان المدينة المحاصرة منذ أكثر من شهرين.

وطبقا لمصادر عسكرية من الثوار المناوئين للقذافي، فإن قوات القذافي بدأت جلب طائرات مروحية (هليكوبتر) على متن ناقلات ضخمة برا إلى مناطق قريبة من المكان الذي يفترض أن تستهدفه، مشيرة إلى أن طائرات حلف الناتو لم تتمكن من ملاحقة هاتين المروحيتين اللتين كانتا تحملان إشارة الصيب الأحمر.

وقالت المصادر إن القذافي لجأ إلى هذه الحيلة الجديدة لاستغلال اسم هذه المنظمة الدولية للتحليق بطائراته العسكرية فوق مصراتة، مشيرة إلى أن طائرات الناتو قصفت أول من أمس كتائب القذافي وهي تحاول تهريب طائرتي هليكوبتر إلى منطقة جبل نفوسة على متن شاحنات مخصصة لنقل الدبابات، تمهيدا على ما يبدو لتوصيلهما إلى معبر وازن الحدودي مع تونس الذي تدور بشأنه معارك كر وفر بين الثوار وكتائب القذافي.

وفي تطور عسكري لافت للانتباه، سيطر الثوار أمس على مدينة الكفرة بعد معارك طاحنة ضد قوات القذافي أسفرت عن مصرع 25 شخصا.

ونقلت صحيفة «ليبيا اليوم» الإلكترونية عن مصادر بالمنطقة قولها، إن «بلقاسم الأبعج مدير الاستخبارات في الكفرة الموالي للقذافي هرب، كما أصيب قائد آخر يدعى صالح عبد الغني البقرة برصاصة في رأسه وهو في العناية».

وكانت كتائب القذافي بعد دخولها مدينة الكفرة قد قصفت مقر كتيبة بومطاري وشنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف الثوار، كما قامت بالاستيلاء بالقوة على سيارات ذات دفع رباعي مملوكة للمواطنين وأجبرتهم على توقيع عقود بيع وتنازل عن حقوقهم. وقالت وكالة «التضامن برس» إن الثوار بمدينة الكفرة قاموا بتحرير المعتقلين الذين تم اعتقالهم من قبل كتائب القذافي بعد أن تمت السيطرة على معسكر التسليح.

وأدى تصاعد القتال في جنوب ليبيا إلى توتر حدودي مع السودان الذي نشر المزيد من قواته لتأمين أراضيه ووقف أي عمليات محتملة لتسلل مقاتلين أو أسلحة.

يشار إلى أن السلطات الليبية منحت يوم الأحد الماضي مهلة 48 ساعة لـ13 موظفا في قنصلية السودان لمغادرة مدينة الكفرة، التي تقع على بعد 350 كيلومترا من الحدود السودانية، بينما استدعت الحكومة السودانية السفير الليبي في الخرطوم للاستفسار حول مغزى القرار.

إلى ذلك، أعلن مصدر عسكري ليبي أن ما وصفه بقوات عدوان التحالف الاستعماري الصليبي قصفت، بالتزامن مع صلاة الجمعة أمس، مواقع مدنية وعسكرية بشكل عشوائي في شعبية مزدة التي تبعد نحو 180 كيلومترا من العاصمة الليبية طرابلس. وأفاد المصدر في بيان مقتضب بثه التلفزيون الرسمي بأن هذا القصف قد أدى إلى وقوع أضرار بشرية ومادية لم يفصح عنها.